حين أنهى المسلمون صلاة العيد في الهند، كان في انتظارهم آلاف من الهندوس لتهنئتهم بعيد الأضحى. هذا المشهد تكرر في عدد من المدن الهندية الكبيرة، حيث التداخل الاجتماعي بين أطياف المجتمع يؤدي إلى تداخل في المناسبات والأعياد وتبادل التهاني، في أجواء من التسامح رسمت ملامح التنوع في الهند من دون أن تتأثر بأجواء التوترات السياسية بين الهند وباكستان. وتجد لحوم الأضاحي في العيد طريقها إلى المجتمعات المحلية الفقيرة بدون استثناء. فأحياء الصفيح والأكواخ المحيطة بالمدن الكبرى تزخر بروائح اللحوم والبرياني، وهو الطعام الأكثر شهرة في الهند. فضلاً عن «الشي كورما» للتحلية وهو خليط ما بين الأرز والحليب والمكسرات، بعد الانتهاء من تلك الوليمة يتجمع الأطفال للعب، بينما يبدأ الكبار رحلتهم في توزيع الأضاحي على الفقراء من كافة الديانات دون النظر إلى من هو مسلم أو مسيحي أو هندوسي. وتقول عظمي ريفزي وهي مسلمة مقيمة في مومباي: «عائلتي تقيم في مدينة لاكناو، وأنا هنا أعيش وحيدة بحكم عملي، ولكن في أيام العيد يتجمع أصدقائي من المسلمين والهندوس ليقدموا لي كل الدعم والتهنئة ليجعلوني أشعر بأن لدي عائلة كبيرة في مومباي، كما أن بعض الأصدقاء الهندوس رغم كونهم نباتيين إلا أنهم يحرصون على شراء لحم لي في كل عام كهدية العيد، بل ويتطوع البعض بطهيه أيضاً». ليس فقط الأسر الهندية، ولكن أيضاً نجوم بوليوود الثلاثة شاروخان وسلمان خان وعامر خان يعتبرون العيد بمثابة سباق للخير، حيث إن هذا العام قام شاروخان بالتبرع لأطفال الهند الأيتام بمبلغ 10 ملايين روبية، بينما تكفل سلمان خان بأكثر من مئتي أسرة قدم لهم الوجبات والملابس الجديدة، وأخيراً قام النجم عامر خان بالتبرع بمبلغ مالي كبير لصالح أطفال نيبال. طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :