لاجئون أويغور يخشون ترحيلهم من تركيا إلى الصين

  • 8/14/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يتخوّف لاجئون أويغور من تخلّي تركيا عنهم، وترحيلهم إلى الصين وتسليمهم للسلطات هناك، وذلك بعد أن بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان في السابق مدافعا شرسا عن الأويغور، بتجاهل الانتقادات الموجّهة إلى الصين، ويسعى لتعزيز علاقات بلاده الاقتصادية ببكين. ويخشى أحمدي شيانميشيدينغ المهاجر الصيني في إسطنبول والمنحدر من أقلية الأويغور المسلمة الناطقة بالتركية، ترحيله إلى بلاده بعد تمضيته شهرين ونصف الشهر في مركز لاحتجاز المهاجرين في تركيا. وقبيل منتصف ليل 30 مايو الماضي، دقّ شرطيان تركيان جرس منزل أحمدي الذي يؤكد أنهما قالا له “لدينا بضعة أسئلة نريد طرحها عليك في المخفر، سنعيدك بعدها”. لكن بعد مرور شهرين ونصف الشهر، لم يعد أحمدي. ويقول من مركز احتجاز المهاجرين حيث هو موقوف، إنه يخشى ترحيله إلى الصين. ولطالما كانت تركيا ملاذا لعشرات الآلاف من الأفراد من أقلية الأويغور التي تتعرض لحملة قمع من جانب بكين، بحسب منظمات غير حكومية عدة. لكن الخوف انتابهم منذ بضعة أشهر بسبب شائعات عن ترحيلهم، تنفيها أنقرة، وعن امرأة أويغورية أُرسلت في يونيو مع طفليها إلى طاجيكستان بعد أن حصلت على جواز سفر ومن هناك إلى الصين. ويقول أحمدي من مركز الاحتجاز الواقع في مدينة بهلوانكوي في محافظة كيركلاريلي (شمال غرب)، “سمعت عن أويغوريين ترحلهم تركيا إلى طاجيكستان من حيث يتمّ إرسالهم إلى الصين. أخاف من أن يحصل معي الأمر نفسه”. تحتجز الصين ما يصل إلى مليون شخص من أقلية الأويغور وأقليات مسلمة أخرى في مراكز “إعادة تأهيل” في شينجيانغ وعام 2016، غادر أحمدي البالغ 29 عاما منطقة شينجيانغ حيث تعيش أقليات مسلمة عدة في شمال غرب الصين، وانتقل مع زوجته وطفليه للعيش في حيّ شعبي في إسطنبول. وأوقف أحمدي في 30 مايو ويُشتبه بأنه قدّم الدعم المالي لتنظيم إرهابي معروف باسم “الحركة القومية الأويغورية الدولية”، وفق وثائق قضائية. وينفي أحمدي بشكل قاطع الاتهامات الموجهة إليه ويؤكد أنه لم يسمع “يوما عن هذا التنظيم” قبل أن يتمّ توقيفه. وتروي زوجته أكيدي البالغة 25 عاما “كنا دائما بعيدين عما يمكن أن يجلب لنا المشاكل”. وتضيف وهي تجهش بالبكاء “زوجي رجل كادح، كل ما يهمّ بالنسبة إليه هو تأمين مستقبل لطفلينا”. ويشرح الصيني المتحدّر من مدينة غولدجا (يينينغ بالصينية) في شينجيانغ أنه اختار عام 2016 المنفى هربا من “وضع كان يتحوّل من سيء إلى أسوأ”. وبحسب منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان، تحتجز الصين ما يصل إلى مليون شخص من أقلية الأويغور وأقليات مسلمة أخرى في مراكز “إعادة تأهيل” في شينجيانغ. وتنفي بكين هذه الاتهامات وتقول إن هذه المعسكرات هي “مراكز تدريب” تتيح محاربة “التطرف”. ويشتبه ناشطون أويغور بأن طاجيكستان تعمل بناء على أوامر تتلقاها من بكين عبر الإشارة إلى الأويغوريين على أنهم من رعاياها ومنحهم جوازات سفر بهدف “استعادتهم” وبعدها ترحيلهم إلى الصين. يأخذ أحمدي نفسا عميقا ويقول “الصين يمكن أن تقوم بذلك”. ويضيف أن “رجال شرطة كانوا يقولون لي: انتظر قليلا، سنعيدك”.

مشاركة :