زراعة شرائح إلكترونية في جسم مريض القلب لمراقبة حـالـتـه عـن بـعـد بالبحرين

  • 8/14/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يطبق مركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي للقلب أعلى معايير الجودة الصحية العالمية ويوفر أحدث منظومات تشخيص أمراض القلب و«مراقبة المريض عن بعد», أحدثها تركيب وزراعة الجيل الجديد من الشرائح الإلكترونية الذكية التي تقوم بتحليل رسم تخطيط القلب عن بعد وترسله الى وحدة المراقبة بالمستشفى، حيث تتم مراجعتها من قبل الأطباء المتخصصين وتحديد موعد عاجل للمريض في حالة وجود خلل معين في نظم القلب. كشف عن ذلك لـ«أخبار الخليج» رئيس وحدة كهرباء القلب بمركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي للقلب استشاري أمراض كهرباء القلب الدكتور عادل خليفة، مؤكدا أن هذه الأنظمة الذكية تمكن الطبيب من مراقبة تخطيط قلب المريض وتنقل البيانات الخاصة برسم القلب عن طريق البلوتوث، مؤكدا أن هذه الشرائح الإلكترونية ورغم كلفتها الباهظة إلا انها منعت الكثير من المضاعفات الخاصة بالقلب حيث يتم التشخيص في وقت قياسي، كما وفرت على المرضى عناء الحضور إلى المستشفى، وساهمت في تقليل قوائم الانتظار في العيادات الخاصة بالقلب بنسبة 50%، كما رفعت من ثقة المريض بكفاءة التشخيص. وأشار إلى نجاح المركز في تركيب 30 شريحة إلكترونية لمرضى تم اختيارهم بناء علي معايير معينة تستدعى حالتهم الصحية تركيب هذه الأجهزة ومنهم المرضى الذين يعانون من اضطرابات نظم القلب أو ما يعرف بالخفقان والذين لا يتم تشخيصهم بأدوات التشخيص العادية إضافة إلى المرضى الذين يتعرضون للإغماء غير المعروف الأسباب كذلك المرضي الذين يعانون من الرجفان الأذيني ويخضعون لعملية القسطرة والكي، منوها إلى حالات صحية أخرى تتطلب تركيب هذه الأجهزة وهم المرضى المصابين بخلل وراثي في القنوات القلبية والتي تجعلهم معرضين للإغماء نتيجة اضطرابات القلب، مؤكدا أن هذه الشرائح الإلكترونية توفر الإمكانية لمراقبة تخطيط القلب على المدى الطويل (بين 2-3 سنوات). وأفاد بأن المركز من أوائل المراكز في منطقة الخليج في استعمال الجيل الأول من هذه المنظومات الذكية قبل 11 سنة، كما كان من أوائل المراكز في استعمال الجيل الثاني الذي يتميز بصغر حجمه، موضحًا أن تقنية «مراقبة المريض عن بعد» تشمل المراقبة وجمع وتحليل البيانات الخاصة بنظم القلب من منزل المريض أو مكان عمله أو في أي مكان يتواجد فيه المريض خارج المستشفى وبالتالي اتخاذ القرارات السريرية ومن ثم إعطائه خطوات العلاج المناسبة، مشيرًا إلى أن مركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي للقلب كان أول مركز في منطقة الخليج في استعمال الجيل الأول من اللزقات الإلكترونية وهي من التقنيات المريحة للمرضى ولا تحتاج إلى أي تدخل جراحي، حيث يتم وضعها في منطقة الصدر ويتم نقل البيانات المسجلة فيها إلى شبكة الاتصال عن طريق هاتف خاص يتم إعطاؤه للمريض، كما يمكن للمريض من الاستحمام في وجود هذه اللزقات وقد تم تركيب عدد من هذه اللزقات، وتتم حاليا تجربة الجيل الجديد من هذه اللزقات، حيث يتم وضعها مدة شهر بحيث يتم تبديلها أسبوعيا. وأوضح الدكتور عادل أن الشريحة الذكية بعد زراعتها في كتف المريض الأيسر تتم ببرمجتها بتطبيق خاص مع هاتفه المحمول لتسهيل إرسال رسم التخطيط باستخدام تقنية البلوتوث، موضحًا أن قراءات رسم التخطيط ترسل في ثوانٍ عن طريق رسالة نصية أو بريد إلكتروني أو من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بهذه الشرائح ليتم معاينتها وتحليلها ومن ثم إخبار المريض بالنتيجة سواء كان المريض في البحرين أو في أي مكان بالعالم من دون الحاجة إلى زيارة المستشفى. وأوضح أن أكثر ما يميز هذه الشرائح عن غيرها سهولة استخدامها وانسجامها مع الحياة اليومية للمريض من دون أن تتسبب في إعاقتها أو تمنعه من مزاولته مهامه بحيث يمكنه الاستحمام وممارسة الرياضة بعكس الأجهزة الاعتيادية التي لا تمكنه من القيام بذلك، كما أن حجمها يسمح بفترة استخدام طويلة تمتد من أسبوع إلى شهر كامل بعكس أجهزة «الهولتر» المتعارف عليها والمستخدمة حاليا والتي تقتصر مدة تركيبها بين 24 و 48 ساعة كحد أقصى وتستوجب ارتداءها معلقة بشكل دائم ما تتسبب في إعاقة النوم والحركة عند المريض، منوها إلى أن المعضلة الأهم أن الفترة الزمنية للأجهزة القديمة غير كافية لتشخيص أي نوع من اختلال نبضات القلب. وقال إن المركز قام مؤخرا بتركيب الجيل الجديد من منظمات القلب القابلة للزرع ليصبح من المراكز الأولى التي تبنت هذا النوع من الأجهزة وهي من المنظومات العلاجية للمرضى المصابين بضعف ضربات القلب، حيث يتم ربط هذه الأجهزة بهاتف المريض ويقوم المريض بمراقبة كل المعلومات الخاصة بالجهاز من منزله من دون الحاجة للحضور إلى المستشفى، مشيرًا إلى أن هذه المنظمات القلبية تعتبر ثورة علمية في مجال علاج اضطرابات القلب وأن هناك عددا آخر من أجهزة مراقبة المريض عن بعد سوف يتم طرحها في المستقبل، مؤكدا أن هذه التقنية أصبحت ضرورة حتمية في مراكز القلب الكبرى.. إلا أنها تحتاج إلى طاقم طبي أكبر لمتابعة هؤلاء المرضى. وأفاد بأن مركز القلب في العسكري طوَّر قياس كفاءة هذه «اللزقات الإلكترونية» قبل تعميمها على المرضى، مؤكدا أن مركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي للقلب حقق إنجازات كبيرة أيضا في جراحة القلب، بالإضافة إلى توفير واستقدام التقنيات الحديثة في مجال قسطرة القلب، وهو ما كان ليتحقق دون الدعم الكبير من إدارة المركز متمثلة في مديره الدكتور ريسان البدران. وأكد أن أغلب خفقان القلب حميد إلا أن البعض الآخر يحتاج إلى تقييم القلب بشكل شامل، لذا فإن هذه التقنية توفر مراقبة دقيقة ومستمرة لنبضات القلب خاصة الجيل الجديد منها، حيث إن هذه الشرائح الإلكترونية موجودة منذ أكثر من 15 سنة وأول زراعة لهذا النوع من الأجهزة في مركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي للقلب كانت في سنة 2009 إلا أن الجديد منها يعد طفرة في عالم الطب، موضحًا أن الجيل القديم من هذه الشرائح وبعد زراعتها تستوجب على المريض الحضور إلى المستشفى عند شعوره بأعراض مرضية معينة مثل الخفقان أو الإغماء لقراءة معلومات الشريحة وأحيانا يستوجب حضور المريض إلى المستشفى عدة مرات في الأسبوع لقراءة معلومات الشريحة وهذا الشيء قد يكون غير عملي لبعض المرضى. وقال إن هناك الكثير من المرضى الذين يعانون من اضطرابات نبض القلب أو ما يعرف بالخفقان القلبي وعلى الرغم من توافر الأجهزة لتشخيص هذا النوع من الأمراض، تشير الدراسات الحديثة إلى أن معدل انتشار خفقان القلب يتراوح ما بين 1% و70% ويعتمد على عمر المريض ووجود عوامل الخطورة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري بالإضافة إلى وجود أمراض في القلب سواء كانت أمراض شرايين القلب أم ضعف عضلة القلب، مبينا أن هناك أكثر من 20 نوعا من أنواع خفقان القلب تشخص عن طريق تخطيط القلب أو أجهزة تسجيل ضربات القلب منها الرجفان فوق البطيني وهو الأكثر انتشارا ويشمل الرجفان الأذيني والتسارع الأذيني والنوع الآخر هو الرجفان البطيني وهو أكثر خطورة من النوع الأول. واختتم الدكتور عادل خليفة تصريحه بالإشادة بالدعم اللا محدود من قبل مدير مركز القلب الدكتور ريسان البدران والمساعد الإداري اللذين وضعا علي عاتقهما تزويد مركز القلب بأحدث التقنيات التي تضاهي أحدث المراكز في العالم.. كما تحدث الدكتور عادل عن أهمية دعم الجهود لعقد المؤتمرات العلمية والبحوث الميدانية والتي تسهم في فهم أسباب انتشار أمراض القلب وبالتالي تكثيف الجهود لعلاج هذه الأمراض.

مشاركة :