جدد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية خالد الفيصل، رفضه ممارسة السياسة أو المذهبية أو الحزبية في الحج، وقال: "إن السياسة والحزبية والمذهبية لها أماكن أخرى، ليس هذا المكان الذي يقصده المسلم ليعبد الله وحده". وشدد في مقابلة مع قناة "العربية"، أن السعودية لن تسمح بإحداث مذهب جديد أو نشر سياسة جديدة، "لن نؤمّن لهم ذلك، نحن نريد أن نؤمّن الراحة الفكرية والجسدية للحاج والمعتمر، وكي نحقق ذلك يجب علينا أن نمنع أي شيء آخر يمارس على هذه الأراضي المقدسة". وأكد الفيصل، أن جهات علمية ومؤسسات علمية تتولى قياس مدى نجاح الحج، وتناقش ما سيتم عمله في الحج خلال السنوات المقبلة عبر لجنة الحج المركزية التي تجتمع في أول أسبوع بعد الحج مباشرة، لبحث ومناقشة ماذا قدم خلال الموسم ومدى رضا ضيوف الرحمن عنه، وما الإيجابيات والسلبيات، مضيفاً: "عندما تناقش السلبيات التي حدثت؛ يتم مناقشة كيف يمكن تلافيها في السنوات المقبلة، استعداداً للحج المقبل". وقال: "إن قياس مدى نجاح الحج تسهم فيه مؤسسات علمية وجامعات، ومن أهم المؤسسات التي نعتمد على دراستها؛ معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة في جامعة أم القرى، ويتم الاعتماد عليه كثيراً، وأيضاً على الخبراء الذين أصبح لهم خبرة ممارسة في مواسم الحج الماضية من ناحية، ومن ناحية ثانية لجنة الحج المركزية التي يجتمع فيها كل مسؤول عن كل مؤسسة أو إدارة حكومية تشارك أو تسهم في مواسم الحج في أي عمل كان، كل هذه تناقش في لجنة الحج المركزية، ثم ترفع للجنة العليا التي يراسها وزير الداخلية، وأعضائها من وزراء الوزارات الخدمية في المملكة، ويناقشون ما ترفعه لجنة الحج المركزية، ثم تأتي التوجيهات من لجنة الحج العليا، وعلى ضوئها نعد الدراسات اللازمة لما سيتم عمله في الحج المقبل، وتستمر الجلسات إلى أن تصل اللجنة إلى آخر اجتماع بعد شهر رمضان المبارك قبل الحج". وأكد الفيصل أنه ليس هناك حاجة لذكر كم أنفقت المملكة على موسم الحج والمشاعر المقدسة، لأن هذا تحصيل حاصل، فليس هناك مشاريع تقام من دون مبالغ، المهم ماذا تم إنجازه، وما المستوى الذي تم الوصول إليه، وما النجاحات التي تحققت في الهفوات التي كانت في الموسم الماضي، فإذا كان ما تم تجاوزه من هفوات الموسم الماضي؛ فإنه يكون قد تحقق النجاح، وأما ماذا صرف؛ فإنه لا يعني شيئاً حتى وإن قلنا عشرة بلايين ومئة بليون وغيرها. وشدد أمير مكة المكرمة، على أن المهم في خدمة الحجيج هو رضا ضيف الله في بيت الله وفي المشاعر المقدسة، والجميع مسؤولون عن خدمة هذا الضيف العظيم، لأنه ضيف الله، ومسؤولون عن هذه الضيافة، وعن جعل هذه الرحلة الإيمانية رحلة مريحة وممتعة للحجاج. وحول مبادرة "الطريق مكة"، ومدى الاستفادة منها والتوسع فيها، قال: "هذا ما نتمناه، نحن بدأنا العام الماضي من دولتين فقط، ونجحت المبادرة نجاحاً كبيراً جداً، وهذا العام هناك خمس دول طبقت هذه المبادرة، وهذا النظام سهّل الموضوع لنا وللحاج وللدولة نفسها، لأن كل الأشياء التي يجب أن تُعمل، تُعمل في دولتهم وتُنهى قبل أن يستقل الحاج الطائرة إلى جدة، أو إلى أي مكان في المملكة عندما ينزل في المطار، خصوصاً في جدة، ينزل كأي مواطن سعودي يأخذ المدة نفسها التي يأخذها المواطن السعودي وهو عائد إلى بلاده، وهي دقائق لا تزيد عن نصف ساعة، ويكون منتهياً وراكباً في الحافلة التي تقله إلى موقعه، أو مكان منزله في مكة المكرمة". وعن إمكانية تحويل مكة المكرمة إلى "مدينة ذكية"، أكد الأمير خالد الفيصل أن هناك أمران مهمان لتحقيق ذلك، "إذا استطعنا أن نبدأ من البنية التحتية لمكة والمشاعر، وكذلك أن نبني الشوارع والمداخل للنقل ووسائل النقل فيهما، نكون بذلك قطعنا أكثر من نصف المسافة لتحقيق هذا الحلم". وحول شعار الأمير خالد الفيصل في كل موسم حج "أن الحج عبادة وسلوك حضاري"، ومدى تطبيقه، أوضح أن الناس يأتون للحج لشيء واحد فقط وهو عبادة الله سبحانه وتعالى، والرسول صلى الله عليه وسلم حج مرة واحدة، ويكفي للمسلم أن يحج مرة واحدة، مؤكداً أن الحاج لا يأتي هنا بقصد سياحي، أو سياسي أو مذهبي أو حزبي، فهذا ليس مجالها، السياسة والحزبية والمذهبية لها أماكن أخرى، ولكن ليس هذا المكان الذي يقصده المسلم ليعبد الله وحده سبحانه وتعالى. وقال: "ملايين البشر يأتون للعبادة، ويأتي واحد أو مجموعة (إثنين أو ثلاثة أو عشرة) بقصد إحداث مذهب جديد أو لنشر سياسة جديدة، لن نؤمّن لهم ذلك، نحن نريد أن نؤمّن الراحة الفكرية مثل الراحة الجسدية للحاج والمعتمر، وهذه أمانة في رقابنا نحن السعوديون، ويجب أن نؤمنها له، وكي نحقق ذلك يجب علينا أن نمنع أي شيء آخر يمارس على هذه الأراضي المقدسة". ونوه أمير مكة المكرمة بما يقدمه رجل الأمن من خدمات للحاج والمعتمر في الشوارع والطرقات يحملون الأطفال وكبار السن، لافتاً إلى صورة رجل الأمن التي انتشرت العام الماضي، وهو يخلع حذاءه ويعطيه حاجّة كانت حافية، ومشى حافي القدمين وساعدها حتى وصلت إلى محلها، مؤكداً أن هذه هي روح التسامح والمحبة الإسلامية التي تتجلى في هذا الموسم الآن من كل المسؤولين عن الحج، من الأطفال الصغار حتى الكبار المسنين. وأكد أن السعودي اليوم يتشرف بأن يخدم الحاج، ويقدم له كل شيء، ثقافة خدمة الحاج تطورت منذ 10 سنوات، وصولاً إلى هذا العام، الأصل موجود، ولكن يحتاج إلى برامج وتوعية وتحتاج إلى إفشاء المقصود من خدمة الحاج، مضيفاً أن رجل الأمن يتحلى بالأخلاق مع العزيمة للمحافظة على أمن البلاد والعباد، وتطبيقها بالأسلوب الإسلامي، ورأينا في بلاد تعد نفسها متقدمة رجل الأمن فيها يشهر المسدس ويقتل شخصاً بمجرد أنه أدخل يده في جيبه لإخراج المحفظة أو الرخصة، ويضربه بالرصاص ويقول "ظننت إنه سيخرج مسدساً"، هذه ليست أخلاق إسلامية، والسعودي يتحلى بأخلاقه الإسلامية، سواء أكان في منصب عسكري أو مدني. وحول اللجنة التنفيذية التي وجه بتشكيلها، أكد الفيصل، أن هذه اللجنة هي لمساعدة اللجنة المركزية في بعض المشاكل أو بعض الأمور التي تحتاج إلى دارسة، تٌشكل لها لجان تنفيذية، وهي مرتبطة مع لجنة الحج المركزية برئاسة نائب أمير منطقة مكة المكرمة بدر بن سلطان بن عبدالعزيز، الذي يقوم بواجب ودور كبير، وله نشاط في كل مكان في أطهر بقعة بالعالم، وفي أطهر مهمة في العالم، وهي خدمة ضيوف الرحمن، مشيداً بدور كل أعضاء اللجنة التنفيذية وكل أعضاء لجنة الحج المركزية ووكيل إمارة مكة المكرمة الدكتور هشام الفالح، وتفانيهم في أداء هذه المهمة العظيمة.
مشاركة :