أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء الأوضاع في هونغ كونغ. وفيما دعت المستشارة ميركل للحوار والقيام بكل شيء من أجل تجنب العنف وحفظ مكتسبات المواطنين هناك، أوصى وزير الخارجية ماس الألمان بعدم السفر إلى هونغ كونغ. أوصى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس مواطني بلاده بتأجيل أي رحلات مقررة إلى هونغ كونغ إذا لزم الأمر، وذلك في ظل احتدام الأوضاع هناك. وقال ماس اليوم الأربعاء (14 أغسطس/آب 2019) لدى زيارته لمدينة تورونتو الكندية: "أعتقد أنه يمكن للمرء أن يقول للناس دائماً، إذا كانوا يعتزمون السفر إلى هونغ كونغ، أن يقوموا بتأجيل ذلك بعض الشيء لترقب ما تتطور إليه الأمور". وأضاف ماس: "نشعر بالقلق إزاء العنف في هونغ كونغ. يجب ضمان حرية التعبير أيضًا في المستقبل ويجب ألا تكون مقيدة بالاستخدام المفرط للعنف. يجب على الجميع القيام بدورهم لضمان عدم استمرار تصاعد الموقف". بدورها، حذرت المستشارة أنغيلا ميركل من جعل حقوق مواطني هونغ كونغ التي تم ضمانها خلال إعادتها إلى الصين في عام 1997 بعدما كانت مستعمرة سابقة للحكم البريطاني، موضع شك أو تساؤل. وقالت بعد محادثات مع الرئيس الليتواني إنه في ظل الاضطرابات الأخيرة يجب "القيام بكل شيء حالياً من أجل تجنب العنف والتوصل لإمكانيات حل في إطار حوار". وأضافت ميركل أن الحكومة الاتحادية لا تزال تعمل من أجل إقامة مثل هذا الحوار، "ولكن على أساس القوانين السارية في هونغ كونغ منذ عام 1997"، والتي تكفل حرية الرأي للسكان وسيادة القانون بقدر أكبر من تلك الموجودة في الصين. وقالت ميركل إن الحقوق بما في ذلك حرية الرأي وحكم القانون "لها تاريخ طويل" في هونغ كونغ. يشار إلى أن هونغ كونغ، التي كانت مستعمرة بريطانية حتى عام 1997، تشهد منذ أكثر من شهرين احتجاجات ضخمة بصورة مستمرة تنتهي غالباً بأعمال شغب. وكان سبب المظاهرات مشروع قانون للحكومة -تم تجميده حاليا- بشأن تسليم مطلوبين مشتبه بهم إلى الصين. واحتدم الوضع في الأيام الأخيرة بشكل مأساوي، حيث اندلعت احتجاجات ضخمة ضد الحكومة ووقعت أعمال شغب عنيفة بين متظاهرين وأفراد الشرطة في مطار هونغ كونغ. وشبهت بكين المتظاهرين الذين يتسمون بالعنف بالإرهابيين. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت أمس أن بكين رفضت طلباً بزيارة سفينتين تابعتين للبحرية الأمريكية لهونغ كونغ، مع تصاعد حدة التوتر في الإقليم. كما أشار الرئيس ترامب نقلا عن مصادر استخباراتية عن وجود متزايد للجيش الصيني على الحدود مع هونغ كونغ، ما أثار المخاوف من احتمال تدخل الصين عسكرياً لقمع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية هناك. وعادت هونج كونج للحكم الصيني عام 1997، إلا أن لديها نظاماً تشريعياً منفصلاً حتى عام 2047 طبقاً لمبدأ "دولة واحدة ونظامان"، الذي كان الزعيم الصيني الراحل دينغ شياوبنغ قد أطلقه. ع.ح./أ.ح (د.ب.أ، أ.ب)
مشاركة :