عشية اللقاء المنتظر بين رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم في واشنطن، خرقت الفضاء السياسي المحلي مواقف عالية السقف من خارج الحدود، ستزيد حتماً مهمّة الأول في الولايات المتحدة، صعوبة وتعقيداً. ففيما تعتزم الإدارة الأميركية مطالبة الحريري بجهود رسمية مضاعفة لكبح جماح «حزب الله» وضبطه سياسيا على الساحتين المحلية والإقليمية»، أكدت مصادر متابعة أن «الحريري سيعيد تأكيد أن الحكومة اللبنانية تلتزم سياسة النأي بالنفس والقرارات الدولية، وعلى رأسها الـ1701، الذي يمنع أي نشاط عسكري جنوب الليطاني». وأضافت أن «الأميركيين يُرجّح أن يبلغوا رئيس الحكومة انزعاجهم من تساهل لبنان مع حزب الله، غير أن من المستبعد أن يقرروا تغيير سياساتهم تجاهه رأسا على عقب، أقلّه في الوقت الراهن، لأن توجها من هذا القبيل سيهز بقوة استقرار لبنان السياسي والاقتصادي، وهو ما لا يناسب مصالحهم اليوم، في حين يجهدون لإرساء تسويات لنزاعات المنطقة». في سياق منفصل، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، مساء امس الأول، إن «المطلوب عملية إنقاذية سريعة يقودها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري والحكومة مجتمعة باتجاهين؛ الأول هو التنبيه على الفرقاء كافة بعدم زجّ لبنان في صراعات المنطقة، أما الثاني فالبدء في تطبيق الخطوات الإصلاحية التي جرى الحديث عنها، وفي طليعتها إغلاق المعابر غير الشرعية، وضبط ومعالجة الأوضاع على المعابر الشرعية، ووقف عقود الموظفين غير القانونيين، وتعيين مجلس إدارة جديد لشركة كهرباء لبنان، وتسريع تطبيق خطوات خطة الكهرباء، وغيرها من الأمور، لكن من دون جدوى حتى الآن». في موازاة ذلك، وبعد لقاء المصارحة والمصالحة الذي عقده عون في قصر بعبدا الجمعة الماضي، يبدو أن محركات رئيس مجلس النواب نبيه بري عادت لتدور في اتجاه جمع ممثلي الحزب «التقدمي الاشتراكي» و«حزب الله» في الأيام القليلة المقبلة. وقالت مصادر متابعة إن «بري باشر منذ لقاء المصارحة سلسلة اتصالات مكوكية معظمها بعيد من الأضواء، لترتيب لقاء بين الطرفين اللذين تفجرت الأمور بينهما في الفترة السابقة، بفعل تراكم عوامل عدة من قانون الانتخاب، الى التعيينات، مرورا بكسارات فتوش في عين دارة، ومواقف البيك التي رأت أن مزارع شبعا يمكن تحريرها بالدبلوماسية، مصوبا على سلاح حزب الله». وأضافت: «يطمح النائب السابق وليد جنبلاط الى الخروج بنتائج حقيقية دسمة من اللقاء، تعيد إحياء ربط النزاع الذي كان قائما بين الطرفين في الفترة السابقة، لكن على أسس متينة وواضحة».
مشاركة :