تعد الديسة في منطقة تبوك أحد المواقع السياحية والتاريخية المميزة، لما تتمتع به من طبيعة ساحرة وجميلة، وما تحتضنه من آثار قديمة تشهد على حضارة قديمة عاشت في وادي الديسة الخصيب، إضافة إلى ما يجاورها من وديان بشكل طبيعي فريد يجري بها عيون المياه على مدار العام، ما أسهم في إيجاد مشاهد طبيعية خلابة وجميلة. وذكرها إبراهيم بن شجاع الدمشقي في كتاب ألفه عام 623هـ، على أن الديسة هي المنزلة الأولى بعد تبوك لقاصدي الحجاز. وتقع الديسة في وادي داما المشهور بروعته وطبيعته المكونة من الرمال الحجرية التي تغطيها الأجراف العميقة والسهول الرملية، وتتمتع بطقس شبه معتدل صيفاً ودافئ في الشتاء، وترتفع عن سطح البحر بنحو 400 متر، ما أهلها لتصبح منطقة زراعية تنتج أفضل الحضراوات والفواكه ومنها المانجو ذات الجودة العالية. والديسة تعني الوادي الكثيف النخيل، وقد اشتهرت ديسة وادي داما بنخيلها، كما اشتهرت بعيونها التي تتفجر من جبال قراقر وتسيل في الوادي وسط النخيل وأشجار القصب وورق البردي الكثيفة طوال العام. وتعد العين الزرقاء كما يسميها أهالي المنطقة من أشهر عيون منطقة تبوك التي تجري في الوادي بين الجبال في كل الأنحاء، ويتميز ماؤها بالعذوبة الشديدة، حيث ينهمر الماء بين الصخور ويتدفق بين النباتات الخضراء، كما تحجب هذه الجبال الرياح الشديدة داخل الوادي فتسيطر عليه أجواء من الهدوء والاستماع بالمكان. من جانبه، أكد ناصر الخريصي مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة تبوك في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، أن الهيئة قامت بعمل دراسة متكاملة للاستفادة من هذا الموقع السياحي ليسهم في دفع عجلة صناعة السياحة في المملكة، وتم الانتهاء من الدراسة التي سيتم تنفيذها على مراحل بالتعاون مع أمانة منطقة تبوك، والتي تشمل عمل جسور على امتداد جداول المياه الجارية في الوادي من العيون لتتيح للزائر استخدامها للوصول إلى منابع العيون، وأيضاً الوجود في مواقع تشملها المرافق والخدمات التي يحتاج إليها، مع إقامة مناطق واستراحات للأسر والعائلات، وسيتم الإعلان قريباً عن مشروع الديسة السياحي.
مشاركة :