إعداد: إبراهيم باهو يرى الكثيرون أننا نعيش في عصر افتراضي يعتمد على اتصال الأشخاص بعضهم بواسطة أجهزة إلكترونية ذكية جداً، وخير دليل على هذا، الانتشار الكبير لما يعرف ب «نظارات الواقع الافتراضي»؛ هذه التقنية التي أحدثت ثورة في عالمنا؛ إذ لم تعد تستخدم فقط في مجال الترفيه والتسلية وعرض المعلومات؛ بل أصبحت من الأدوات الفعالة في معالجة الأمراض، خاصة الدماغية منها، فهي تحاكي البيئات مادياً بشكل خيالي.ظهرت نظارات الواقع الافتراضي في بداية الأمر بهدف التسلية ومحاكاة ألعاب الفيديو وذلك في بداية تسعينات القرن الماضي، عندما أعلنت شركة «سيجا» العالمية ومقرها العاصمة اليابانية طوكيو، عن نظارة «سيجا في آر» في عام 1991، وكشفت عنها في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (سي إي إس) الشهير في لاس فيجاس بولاية نيفادا الأمريكية في عام 1993.وفي سنة 1993 طرحت شركة «Forte Technologies» نظارتها «VFX1 Headgear» التي زودتها بشاشتين وسماعات وكانت تتبع حركة الرأس، تلتها عملاق التكنولوجيا «سوني» بابتكار أول نظارة لها في عام 1997 وكانت تدعى «Glasstron». وفي بداية عام 2012 أعلنت شركة «أوكلوس في آر» عن نظارتها «أوكيلوس ريفت» المتطورة التي أحدثت ثورة في هذا المجال، من خلال حملة على موقع «كيك ستارتر»، بحثت فيها عن التمويل وحصلت وقتها على أكثر من من 2.5 مليون دولار من أكثر من 10 آلاف شخص من حول العالم، لتطوير هذا المنتج. وبعدها بعامين استحوذت «فيسبوك» على شركة «أوكيولوس في آر» مقابل ملياري دولار، في رهان على أن التقنية مازالت في خطواتها الأولى، وستصبح منصة جديدة للاتصالات والتواصل الاجتماعي الافتراضي.اليوم أصبحت فائدة نظارات الواقع الافتراضي تتعدى مجال الترفيه، وباتت تستخدم في المجال الطبي ومعالجة بعض الأمراض مثل الاكتئاب والزهايمر، ومن النظارات المستخدمة في هذا المجال «HoloLens» من إنتاج شركة مايكروسوفت، وهي عبارة عن مجموعة من النظارات تعمل على مساعدة المرضى على تذكر الأشياء التي نسوها، من خلال إصدار وميض تنبيه.ووفقاً لجورج ماكنمارا، رئيس جمعية الزهايمر بأمريكا: «هذه النظارات تستطيع مساعدة الأشخاص الذين يعانون الخرف على العيش بصورة مستقلة لفترة أطول، وكذلك الحد من توترهم عصبياً وتحسين عيشهم».من جانب آخر، فإن هذه النظارات ربما تحدث ثورة في مجال الجراحات عن بعد، إذ تمكنت مجموعة من الأطباء من الهند من حضور وإجراء عملية طبية جراحية عاجلة في لندن، لإزالة ورم في الأمعاء عن طريق استخدام نظارة «HoloLens»، التي تبلغ قيمتها 4500 جنيه إسترليني. وتمكن الأطباء من إجراء العلمية، والتحدث بشكل مباشر مع نظرائهم في لندن، وكأنهم في قلب الحدث.