ومن يتوكل على الله

  • 8/15/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سوسن دهنيم دخل رجل صالح أحد المساجد، فرأى صبياً في الحادية عشرة من عمره يصلي وحيداً بخشوع، فسأله عمن يكون فأجاب: أنا ابن شهيد توفي في إحدى المعارك. فطلب الشيخ من الصبي أن يقبل به أباً يرعاه ويعطف عليه، لكن الصبي سأل الشيخ: هل تطعمني إذا جعت؟ فقال الشيخ: نعم. فسأل الصبي: هل تسقيني إذا عطشت؟فأجاب الشيخ: نعم. فسأل الصبي: هل تكسوني إذا عريت؟فأجاب الشيخ: نعم. فختم الصبي أسئلته، قائلاً: فهل تحييني إذا مت؟فقال الشيخ مندهشاً: هذا ما ليس لي إليه من سبيل. فقال الصبي: إذاً اتركني للذي خلقني ثم يرزقني ثم يميتني ثم يحييني. فانصرف الشيخ، وهو يقول: من توكل على الله تعالى كفاه. في بعض الأوقات يظن أحدنا أن السبل انقطعت به، وأنه محاصر في أمر ما ولا يستطيع التقدم فيه أكثر. يظن أن الأبواب أغلقت في وجهه، وأنه لن ينهض إن سقط أو تعثر، فنبحث هنا وهناك عن حل من دون جدوى، وأحياناً يكون دور المحيطين بنا سلبياً، فيعززون هذا الإحساس بعلم منهم أو بغير علم. لكن أحياناً وفي خضم كل هذه المشاعر نشعر بأننا بحاجة لأن نكون أقرب إلى الله، هذه الحاجة التي تلح علينا دائماً، وتزداد حين الملمات تعصف بنا، هي مصدر إحساسنا بالقوة، والسبيل إلى خلاصنا من أي مشكلة أو طارئ أو عثرة. ونعرف تماماً، ونتيقن بأن الرجوع إلى الله هو مصدر الضوء اللامع في نهاية النفق المظلم الذي دخلناه، نعرف أن توكلنا على الله سبحانه وتعالى هو اللبنة الأولى للعثور على الحل، والأساس الأول للخروج من العتمة، «فمن يتوكل على الله فهو حسبه» كما قال عز وجل في محكم كتابه الكريم. اليوم ومع انتشار علم الطاقة بمختلف أشكاله، ومواضيع التنمية الشخصية نجد أن الجميع يعود إلى ذات النقطة: التوكل على الله هو المخرج، مع اختلاف التسميات والمصطلحات، فمنهم من يسميها طاقة الجذب، ومنهم من يسميها الطاقة الخفية للكون، ومنهم من يطلق عليها عبارة الموارد متاحة للجميع وتكفي الجميع. لكن الأساس واحد وهو اللجوء إلى الله عز وجل، والثقة التامة بتدبيره وحكمته. وما أجمل الاطمئنان بأن هنالك من يهتم لأمرنا ويسعى لراحتنا كلما صادفتنا مشكلة ليأخذ بأيدينا ويضمنا تحت رحمته. sawsanon@gmail.com

مشاركة :