تركيبتها بسيطة وطريقة صنعها سهلة، تقدم باردة أو ساخنة حسبما يريد البعض أكلها، وتتصدر هذه الوجبة البسيطة مائدة الفقراء والأغنياء لطعمها اللذيذ. إذ نجد اليوم الإقبال عليها واضحاً في العديد من الدول والمناطق حتى باتت بعض المطاعم تتخصص في تقديمها وتحمل اسمها. تعرف «المنقوشة» في لبنان على أنها من أشهر أصناف الفطور (الترويقة)، ويرتبط اسمها المشتق من كلمة «نقش» ارتباطا مباشرا بالزعتر والسمسم المخلوطين مع زيت الزيتون بحيث يتم مد هذا المزيج على عجينة رقيقة تخبز في الفرن فتتصاعد منها رائحة زكية وشهية. ورافقت هذه الوجبة البسيطة اللبنانيين عبر التاريخ، فكانت تتنافس مع (المشطاح)، عجينة مستطيلة مغطية بزيت الزيتون، والغريف المرقوق (خبز القرية اللبنانية) المخبوز على الصاج، وكذلك مع (طلمية التنور)، التي تخبز في فرن عميق يعرف بالتنور. وجميعها ترتكز صناعتها على العجين ومعروفة بشكل أكبر في المناطق الريفية من لبنان. فلطالما شكل الزعتر مكونا أساسيا لأهالي القرى يصنعون منه الأقراص (أقراص الزعتر المقرمشة). أحيانا تضاف اللبنة إلى القرص لإحداث التغيير على طعمه بعد خلطه مع السمسم وزيت الزيتون. وكان الأقدمون يتحلقون حول جلسة خبز يكون نجمها «الصاج» حتى يتناولون هذه الأصناف من الفطور المغذي، إذ أن اللبنانيين اليوم يقفون في صفوف طويلة أمام الأفران والمخابز للحصول على منقوشة الزعتر التي مازالت تتصدر لائحة أطباق الفطور في لبنان. تطور المنقوشة مع الزمن لحقت المنقوشة في لبنان تطورات كثيرة؛ فبعدما كانت أنواعها محصورة بالزعتر، إلا أنها اليوم تشهد لائحة طويلة من المكونات التي تدخلها تحت اسمها المشهور، إذ أضيفت إليها أنواع مناقيش أخرى: «منقوشة الكشك» و«منقوشة الجبن» (من أنواع العكاوي والبلغاري والحلوم والقشقوان) و«منقوشة القاورما مع البيض» و«منقوشة الزعتر مع البصل والسماق» و«منقوشة لبنة وزعتر» وغيرها. وعمد البعض إلى تطوير طعمها الحلو الذي كان يقتصر في الماضي على رش العجينة بالسكر ليصبح اليوم شبيها بأنواع «الكريب» مع إدخال الشوكولاتة بأنواعها وبعض الحشوات المختلفة.
مشاركة :