استعادت القوات العراقية السيطرة على مصفاة بيجي النفطية، كبرى مصافي البلاد، والتي كان تنظيم «داعش» الإرهابي سيطر على أجزاء منها هذا الأسبوع، بحسب ما أفاد التحالف الدولي بقيادة واشنطن أمس الأحد. فيما، أعلنت قيادة أركان الجيوش الفرنسية أن حاملة الطائرات شارل ديغول التي تشارك منذ الثالث والعشرين من فبراير في الضربات الجوية مع الائتلاف الدولي ضد «داعش»، أنهت مهمتها وغادرت منطقة الخليج إلى الهند. وكان التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق منذ يونيو، حاصر المصفاة منذ ذلك الحين وحاول مرارًا السيطرة عليها، إلى أن نجحت القوات الأمنية في فك الحصار في نوفمبر. وقالت القيادة المشتركة للتحالف في بيان إن «قوات الأمن العراقية سيطرت بالكامل على مصفاة بيجي بعدما نجحت في تطهير المنشأة الضخمة ممن تبقى من مقاتلي داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم)». ونفذ طيران التحالف 47 غارة جوية داخل بيجي وحولها خلال الأيام التسعة الماضية، بينما دفعت القوات العراقية بتعزيزات، بحسب البيان. إلا أن أحمد الكريم، رئيس مجلس محافظة صلاح الدين حيث تقع المصفاة، قال لوكالة فرانس برس إن «عمليات التطهير» مستمرة فيها. كما أشار ضابط في الشرطة برتبة رائد إلى أن «مصفى بيجي أصبح تحت سيطرة قواتنا، لكن ما زال هناك بعض من مسلحي داعش هم الانتحاريون والقناصة»، لا سيما في الأطراف الشمالية من المصفاة. وكان مسؤولون عراقيون ومصادر أمنية أفادوا وكالة فرانس برس الأربعاء أن التنظيم المتطرف تمكن من السيطرة على أجزاء من المصفاة، بعد هجمات استخدم خلالها التفجيرات الانتحارية، ما مكنه من اختراق التحصينات المحيطة بالمصفاة الممتدة على مساحة شاسعة. وكانت المصفاة في السابق تنتج نحو 300 ألف برميل من المشتقات النفطية يوميًا، ما كان يلبي زهاء نصف حاجة البلاد. وتقع المصفاة على مسافة 200 كلم شمال بغداد، على مقربة من مدينة بيجي التي سيطر عليها التنظيم في هجوم يونيو، قبل أن تتمكن القوات الأمنية من استعادة السيطرة عليها في نوفمبر، بدعم من التحالف الذي بدأ منذ أغسطس بتنفيذ ضربات جوية ضد التنظيم. إلا أن المتطرفين عاودوا في وقت لاحق مهاجمة المدينة واستعادة بعض مناطقها، ولا تزال تدور فيها وفي محيطها معارك بين الطرفين. إلى ذلك، أفادت الأمم المتحدة بأن 90 ألف شخص نزحوا من محافظة الأنبار العراقية وخاصة من مدينة الرمادي بعد اشتداد المعارك بين القوات العراقة وتنظيم «داعش». وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع لمنظمة الهيئات الإنسانية نسارع لتوفير مساعدة لأكثر من 90 ألف شخص يفرون من المعارك. وأوضح مكتب الشؤون الإنسانية أن هؤلاء يفرون من الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، ومناطق البوفراج والبوعيثة والبوذياب المحيطة بها، وينتقلون إلى الخالدية وعامرية الفلوجة (في الأنبار)، أو بغداد، وأن العديد منهم ينزحون «على الأقدام». المزيد من الصور :
مشاركة :