صحيفة «حريت»: قاعدة عسكرية تركية ثانية في قطر

  • 8/15/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت صحيفة «حريت» اليومية التركية النقاب عن أنه سيتم الإعلان قريبا عن إنشاء قاعدة عسكرية تركية جديدة في قطر، لتُضاف إلى القاعدة المُقامة هناك منذ أكتوبر 2015 تحت اسم «طارق بن زياد»، وذلك بموجب اتفاقية للتعاون العسكري، أُبرمت قبل ذلك بعام بين النظامين الحاكمين في البلدين. وقالت الصحيفة في تقرير أعدته من العاصمة القطرية الدوحة إنه من المتوقع أن يتم خلال فصل الخريف المقبل، إجراء «مراسم افتتاح كبرى» للقاعدة الجديدة التي لم يتم الكشف عن اسمها بعد، وإن كانت «حريت» قد أشارت إلى أنها تقع بالقرب من القاعدة التركية الحالية، مؤكدة أن عمليات إنشائها اكتملت بالفعل. ووصف التقرير القاعدة الجديدة بأنها «كبيرة» وتضم «الكثير من المرافق الاجتماعية»، مُلمحاً إلى أن تدشينها سيؤدي إلى «حدوث زيادة كبيرة في عدد الجنود الأتراك» المرابطين في قطر، والذين كان عددهم قد ازداد بالفعل بقرار من نظام رجب طيب أردوغان، عقب اتخاذ الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) تدابيرها الصارمة ضد «نظام الحمدين» في يونيو 2017. وقالت الصحيفة في تقريرها إنها لن تقدم تفاصيل محددة بشأن العدد الفعلي للعسكريين الأتراك، الذين سيُرسلون إلى قطر خلال الشهور القليلة المقبلة للانتشار في القاعدة الجديدة، «واضعة في الاعتبار مصالح تركيا وأمنها القومي». ولكنها أكدت أن الزيادة في عدد هؤلاء ستكون «كبيرة». وفي إشارة إلى التبعية القطرية شبه الكاملة لنظام أردوغان، شدد التقرير على أن نظام تميم بن حمد «يولي أهمية كبيرة للقاعدة العسكرية (التركية الجديدة)» قائلا إن حفل الافتتاح المرتقب لها سيحضره «كما هو متوقع الرئيس التركي وحاكم قطر». وأقرت الصحيفة التركية بأن التعاون العسكري المثير للجدل بين الدوحة وأنقرة «لا يحظى بترحيب دول الخليج العربية الأخرى». واعترفت في الوقت نفسه بأن ذلك لا يحول دون أن «تحاول تركيا إقامة هيكل أمني دائم، وتأسيس نطاق عسكري وسياسي» تابع لها في قطر. ولم تغفل «حريت» الإشارة إلى أن الوجود العسكري التركي المتنامي على أراضي الدويلة المعزولة، يأتي بالتوازي مع وجود قاعدة «العديد» الجوية الأميركية الواقعة جنوب غرب الدوحة، التي تضم أكثر من 11 ألف عسكري أميركي، وتحتوي على مقار القيادة المركزية والقيادة المركزية للقوات الجوية للولايات المتحدة، فضلاً عن قوات غربية أخرى. وفي تأكيد على المطامع التوسعية لنظام أردوغان، أقرت الصحيفة التركية بأن «للقاعدة العسكرية الدائمة للبلاد في قطر مغزى يفوق العلاقات الثنائية بين البلدين»، مُشيرة في هذا الصدد إلى أهمية امتلاك النظام الحاكم في أنقرة «هذه القاعدة العسكرية، في مثل هذا الموقع ذي الأهمية الحيوية بالنسبة للوضع السياسي في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط بوجه عام، والذي يتمتع في الوقت ذاته بطابع استراتيجي على صعيد ملف الطاقة». واعتبرت «حريت» - التي تأسست عام 1961 - أن الانتشار العسكري التركي في الأراضي القطرية جعل أنقرة «قوة موازنة» في المنطقة. كما تبجحت بالنفوذ الذي يحظى به نظام أردوغان في قطر، التي حرصت على الإشارة إلى أنها «تمتلك قوة مالية هائلة، بوصفها صاحبة ثالث أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم.. ما يجعلها ذات تأثير من الوجهة الاستراتيجية». ولم تنف الصحيفة حقيقة أن القاعدة العسكرية التركية المُقامة في قطر والقادرة على استيعاب نحو ثلاثة آلاف عسكري، شكلت أحد أسباب اندلاع الأزمة بين «نظام الحمدين» وجيرانه المستائين من سياساته الطائشة والتخريبية، قائلة إن إغلاق هذه القاعدة يشكل أحد المطالب الموجهة لحكام الدوحة، منذ أكثر من عامين.

مشاركة :