بسطت قوات النظام السوري اليوم الخميس سيطرتها على سلسلة من القرى، كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة في شمال غرب سوريا، وتواصل في هذه الأثناء تقدمها باتجاه مدينة خان شيخون الاستراتيجية، كبرى بلدات محافظة إدلب، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الانسان. ومنذ نحو أسبوع، كثفت قوات النظام بدعم جوي روسي عملياتها القتالية في ريف إدلب الجنوبي، الخاضع لسيطرة هيئة تحرير الشام والتي عرفت بجبهة النصرة في وقت سابق. وسجلت اليوم تقدما ملحوظا، وباتت قوات النظام على بعد ثلاثة كيلومترات من مدينة خان شيخون من الجهة الشمالية الغربية، بعد سيطرتها على خمس قرى صغيرة. وتقع المدينة على طريق سريع رئيسي يرغب النظام في السيطرة عليه. ويربط هذا الطريق السريع المار عبر إدلب العاصمة دمشق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية ومدينة حلب في شمال البلاد والتي استعادها النظام من المتمردين في كانون الأول/ديسمبر 2016. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في حديث لوكالة فرانس برس، إن "هدف التقدم هو محاصرة خان شيخون والوصول إلى الطريق السريع"، واضاف أنه عمليا أصبحت المدينة "بين فكي كماشة من جهتي الشرق والغرب"، بحسب عبد الرحمن. وأردف المرصد والذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، أنّ القتال في جنوب إدلب اليوم الخميس 15 أغسطس/آب أسفر عن مقتل خمسة جنود سوريين و11 مسلحا ومتمردا. وأعلن أنّ الضربات الجوية التي شنتها قوات النظام قتلت شخصا في جنوب إدلب. وهذا وتمكنت هيئة تحرير الشام يوم أمس الأربعاء من إسقاط طائرة حربية سورية من طراز سوخوي-22 في المنطقة نفسها وأسروا طيارها. ونشرت هيئة تحرير الشام الخميس مقطع فيديو يظهر الطيار الأسير الذي عرّف نفسه بأنّه المقدم محمد أحمد سليمان من القوات الجوية السورية. وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حماه وحلب واللاذقية المجاورة. كما تنتشر فيها فصائل اسلامية ومعارضة أقل نفوذاً. ومنطقة إدلب ومحيطها هي من ضمن البنود التي تناولها اتفاق سوتشي منذ أيلول/سبتمبر 2018. الذي نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل. كما يقضي بسحب المعارضة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة وانسحاب المجموعات المسلحة من المنطقة المعنية. إلا أنه لم يتم استكمال تنفيذه. وأسفر التصعيد السوري والروسي في المنطقة منذ نهاية نيسان/أبريل عن مقتل 820 مدنياً وفق المرصد. وذكر المرصد أن أكثر من 1280 جهاديا و1140 جنديا تابعا للنظام قتلوا في نفس الفترة. ودفع العنف أكثر من 400 ألف شخص إلى النزوح، بحسب الأمم المتحدة. وأفاد مراسلو فرانس برس، أن عشرات السيارات والحافلات المحملة بالسكان وحاجياتهم، توجهت من المنطقة الجنوبية باتجاه مناطق الشمال التي لا يشملها التصعيد. للمزيد على يورونيوز: القوات السورية تتقدم نحو بلدة تعرضت لهجوم بغاز السارين حلب .. المدينة التي تشهد على انتصارات الأسد .. وعجزه ما أهمية سيطرة الجيش السوري على بلدة الهبيط الاستراتيجية؟ تابعونا عبر الواتساب والفيسبوك:
مشاركة :