يحظى نزلاء المنشآت العقابية والإصلاحية في شرطة أبوظبي، برعاية واهتمام كبيرين، إذ توفر لهم الإدارة قاعة «السعادة»، التي تضم وسائل ترفيهية عدة، مثل ممارسة الألعاب الإلكترونية عبر أجهزة «البلاي ستيشن»، ومكتبات تحوي العديد من الكتب، لتعزيز ثقافتهم وتنمية معارفهم، وورش فنية لإبراز مواهبهم في الرسم والإبداع، فضلاً عن ملاعب وصالات رياضية مجهزة بأحدث الوسائل، لتنمية لياقتهم البدنية وتفريغ طاقاتهم في مختلف الرياضات. وبجانب هذه المجالات، ينخرط نزلاء المنشآت الإصلاحية والعقابية في أبوظبي في العديد من البرامج التدريبية التأهيلية، منها أعمال النجارة اليدوية، وتوظيفهم في مصنع «لوحات الأرقام» بمقابل مالي، وورش أخرى عدة في الأعمال الحرفية، ودورات تعليمية تنظم بالتعاون مع كليات التقنية. وقال مدير قطاع أمن المجتمع، العميد أحمد سيف بن زيتون المهيري، لـ«الإمارات اليوم»، إن «مديرية المؤسسات العقابية والإصلاحية في شرطة أبوظبي تطبق منظومة متطورة للاهتمام بالنزلاء، وفق أفضل المعايير العالمية المتقدمة، لتطوير مهاراتهم وإعادة دمجهم، ليكونوا منتجين وصالحين في المجتمع، إذ وفرت لهم بيئة تعليمية وتدريبية وفق التقنيات الحديثة، ضمن مشروع متطور يعكس مدى اهتمام القيادة بترجمة مفهوم الإصلاح والتأهيل إلى واقع وبرامج عمل تساعد على تنمية وتطوير الكفاءات الوطنية، ودمج النزلاء من جديد في خدمة الوطن والعمل على تقدمه وتطوره». وأشار المهيري إلى أن «الخدمات المقدمة للنزلاء في المنشآت العقابية، والمبادرات والبرامج التي تقدمها إدارة المؤسسة تتماشى مع الاستراتيجية العامة لشرطة أبوظبي، وأفضل التجارب والممارسات العالمية والخدمات المتوافرة للنزلاء، بما يضمن بيئة صالحة ومثالية تراعى فيها حقوق المحكومين في القوانين والأنظمة والمواثيق المحلية والدولية». وأضاف أن «المنشآت الإصلاحية والعقابية في أبوظبي تطبق مفاهيم حديثة في تأهيل النزلاء من خلال تنفيذ البرامج التعليمية والرياضية والتدريبية والمهنية والإصلاحية، بما يسهم في تعزيز سلوكياتهم الإيجابية». وتابع المهيري أن «الأفراد في بعض المجتمعات الأخرى قد يكون لديهم انطباعات سلبية حول ما يحدث داخل السجون، وأنها أماكن لتقييد الحرية أو العقاب البدني، وتكون لديهم هذه الصورة من واقع التجربة، أو مما تنقله لهم وسائل الإعلام في بلدانهم، لكنها تصورات بعيدة عن الواقع في المنشآت العقابية لدينا، لأن فلسفة معاملتنا للنزلاء تقوم على احترام الحقوق الإنسانية للسجين، وتوفير احتياجاته المختلفة من الرعاية الطبية والتدريبية والتأهيلية المتكاملة، ما يمكنه من العودة إنساناً صالحاً إلى مجتمعه مرة أخرى». وشدد المهيري على اهتمام شرطة أبوظبي بتعزيز الجانب الإنساني للنزلاء من خلال إتاحة الفرصة للأقارب لزيارتهم في المناسبات والأعياد، إضافة للأوقات المصرح بها في الأيام العادية في أن يصبح النزيل على تواصل مع عائلته بشكل يوفر له الاستقرار النفسي والطمأنينة قدر الإمكان. وأكدت شرطة أبوظبي التزام مختلف قطاعاتها بالمسؤولية المجتمعية، وإطلاق المبادرات الإنسانية، لمساعدة الأسر المحتاجة. وتوفر مديرية المؤسسات العقابية والإصلاحية في قطاع أمن المجتمع ورشاً متخصصة، تبرز الاهتمام والرعاية بالنزلاء، للتعبير عن مواهبهم وإبداعاتهم الفنية والرياضية في مختلف المناسبات والفعاليات. وخلال رمضان الماضي، وزعت شرطة أبوظبي، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، المير الرمضاني على عدد من أسر نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية، تزامناً مع «عام التسامح» وشهر رمضان المبارك، والتزاماً منها بالمسؤولية والشراكة المجتمعية، لتقديم المساعدة والدعم لأسر النزلاء، ومشاركتهم المناسبات الاجتماعية والدينية. خدمات إلكترونية للنزلاء أطلقت شرطة أبوظبي العام الماضي 358 خدمة إلكترونية شاملة جديدة من الخدمات المبتكرة للمتعاملين والموظفين ونزلاء المنشآت العقابية والإصلاحية، ضمن جهودها الرامية للتحول إلى الحكومة الذكية، وتبسيط الإجراءات، وتوفير أرقى الخدمات بطريقة ذكية للمتعاملين، من خلال إجراءات واضحة وبسيطة وسهلة. وتعتبر شرطة أبوظبي الجهة الشرطية الأولى على مستوى الشرق الأوسط، التي تطبق خدمات إلكترونية لنزلاء المنشآت الإصلاحية، إذ أطلقت 84 خدمة تعمل على مدار الساعة، في إطار اهتمامها بمجال حقوق الإنسان، بما يسهم في تقليل الاستخدام الورقي ويؤدي إلى تقليل نسبة الخطأ البشري. لوحة إبداعية رسم نزلاء في مؤسسة الوثبة في أبوظبي لوحة إبداعية لشعار الأولمبياد الخاص/أبوظبي 2019 دعماً للبطولة التي أقيمت في العاصمة من 14 إلى 21 مارس الماضي. وتأتي المبادرة ضمن اهتمام شرطة أبوظبي بتشجيع النزلاء على استغلال مواهبهم من خلال إنتاج أعمال فنية تعبر عن تواصلهم مع العالم الخارجي، وتفاعلهم مع مختلف الفعاليات والمناسبات. معرض متنقل حصلت مديرية المؤسسات العقابية والإصلاحية في قطاع أمن المجتمع في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، أخيراً، على جائزة مؤسسة «واجب» التطوعية (101 فكرة وفكرة)، التي تهتم بإبراز المنجز الوطني، وتحفيز العمل التوعوي، وتكريم أصحاب الأفكار والمبادرات المتميزة، التي أسهمت في إحياء ذكرى القائد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وترسيخ قيمه، تقديراً لمبادرة «زايد في قلوبنا» التي نفذتها ضمن مبادرات «عام زايد». وأقيم معرض إبداعي متنقل، ضم أفضل الصور والمجسمات للشيخ زايد، صممت بطريقة إبداعية ومبتكرة، وشملت أعمالاً أنجزها نزلاء المؤسسات العقابية بطريقة احترافية. المراقبة الإلكترونية استفاد 133 شخصاً من نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية في شرطة أبوظبي من تطبيق «المراقبة الإلكترونية»، عبر استخدام تقنية «السوار الإلكتروني»، خلال العام الماضي، كبديل عن الحبس الاحتياطي، وعن الحبس في قضايا الجنح، وكوسيلة لطلب الإفراج المبكر. وأكدت شرطة أبوظبي اهتمامها بتطبيق أفضل الوسائل العالمية التي تعزز من الارتقاء بخدماتها وتواكب التطور بتوفير أحدث الأجهزة والتقنيات لتقديم أفضل الخدمات في سبيل الوصول إلى كسب ثقة ورضا المجتمع. وأوضحت أن استخدام التكنولوجيا في تنفيذ الأحكام القضائية، هو أسلوب جديد تستخدمه شرطة أبوظبي لمواكبة عصر التحديث والتطوير من أجل إعادة دمج المحكومين في المجتمع، والحد من حالات العود للجريمة، من خلال المراقبة الشرطية الإلكترونية، عبر تركيب السوار الإلكتروني للمحكومين بالتنسيق مع دائرة القضاء والنيابة العامة بأبوظبي. جدير بالذكر أن شرطة أبوظبي بدأت تنفيذ مرحلة جديدة من مراحل المراقبة الالكترونية وتطبيق أحكام «السوار الإلكتروني»، وفقاً لما ورد في المرسوم بالقانون الاتحادي رقم (17) لسنة 2018 بتعديل بعض أحكام قانون الإجراءات الجزائية الصادر بالقانون الاتحادي رقم (35) لسنة 1992، الذي يمكن بمقتضاه تنفيذ الأحكام الصادرة عن دائرة القضاء وتطبيق المراقبة الالكترونية من خلال «السوار الإلكتروني» على المشمولين بتلك الأحكام كبديل عن الحبس أو الإفراج المبكر، وفي حالات أخرى كبديل عن الحبس الاحتياطي. وأكدت شرطة أبوظبي أن تطبيق المراقبة الإلكترونية يراعي الجانب الإنساني ويعزز التماسك الأسري. شرطة أبوظبي تواكب التحديث والتطوير باستخدام التكنولوجيا في تنفيذ الأحكام القضائية. برنامج «الردة» تنفذ شرطة أبوظبي برنامج «الردة»، لنزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية بالتعاون مع صندوق خليفة لتمويل المشاريع، إذ يدعم مشروعاً يقيمه النزيل، بتمويل يصل إلى نصف مليون درهم، بما يجعله يصبح أحد رجال الأعمال الناجحين. وأطلقت إدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية في شرطة أبوظبي، برنامج «الردة»، وهو الأول من نوعه في الدولة، عام 2012، بهدف منح النزلاء المواطنين فرصة دخول قطاع الأعمال وإعادة الاندماج في المجتمع بعد قضاء الأحكام الصادرة بحقهم، بفضل الخبرات الاستثمارية التي اكتسبوها من إدارة مشاريع تجارية إبان قضائهم فترة عقوبتهم، ويديرونها عقب الإفراج عنهم. ويهدف البرنامج إلى تدريب النزلاء على المهارات اللازمة لإعداد دراسات جدوى لمشاريع تجارية صغيرة من خلال دورات تعليمية، ومنحهم فرصة الحصول على تمويل مالي، بعد الإفراج عنهم، يبدأ من 250 ألفاً ويصل إلى 500 ألف درهم.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :