رغم مرور 5 قرون على وفاة «سيد عصر النهضة»، الرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي، مازال الباحثون والمتخصصون في كافة الفنون يتسابقون لاكتشاف أسرار هذا الفنان الاستثنائي في تاريخ أوروبا والعالم، حيث يقيم متحف «اللوفر» معرضاً تحليلياً في الفترة من 24 أكتوبر ولغاية 24 فبراير المقبلين؛ لعرض لوحات دافنشي الأشهر «القديس يوحنا المعمدان، والموناليزا، وآن المقدسة»، إلى جانب ورش وندوات يحاضر فيها كبار المتخصصين في الفنون والعمارة والتراث والتاريخ في فرنسا وأوروبا، في محاولة لقراءة ما بين ثنايا اللوحات وتفاصيل الرسوم وانحناءات الخطوط، بحثاً عن جديد حول شخصية ذلك الفنان الاستثنائي صاحب الشفرات المستعصية على الحل رغم القرون، وخاصة لوحة «القديس يوحنا المعمدان» (الباسم الحزين). تأمل وأكد فنسنت ديليوفين، كبير أمناء التراث في قسم اللوحات بمتحف «اللوفر»، وأمين معرض ليوناردو دافنشي لـ«البيان»، أن المعرض يحتفي بلوحات الفنان دافنشي بشكل جديد، في مناسبة ممتدة لمدة 4 أشهر للتأمل والتفكير في لوحات دافنشي، وعلاقتها بالطبيعة، وبالألوان والتقاسيم المُكونة للوحة، فمثلاً نجده في لوحة «يوحنا المعمدان» الذي ينظر إلينا مبتسماً رغم الخلفية السوداء المجردة، ينسج علاقة بين الأحاسيس والطبيعة، كيف فكر دافنشي في الطبيعة؟ وما هو المكان الذي أنجز فيه هذه اللوحات؟ كيف عكس هذه الأحاسيس من خلال رسم لوحة «القديس يوحنا المعمدان» في خلفية ليلية مظلمة؟ لماذا رفض أن يُسجل أي رواية عن هذه التحفة؟ التي رسمها بين عامي 1513 و1516م، هذه الأسئلة تستحق البحث والتحليل للإجابة عنها. «سيد النهضة» ويضيف ديليوفين، بحسب المؤرخ باتريك بوشرون، فإن دافنشي «سيد عصر النهضة»، رغم أن فكره يتناسب مع العصور الوسطى، حيث لا يوجد فرق بين العالم الطبيعي والعالم الإنساني، الذي يتشكل ككل، وكما هو دانيال أراس مؤرخ الرسم والإيقاع، ويبحث دافنشي عن إيقاعات العالم، وهو يسعى إلى تحقيق اللامبالاة في الرسم والتشريح والجيولوجيا، دافينشي كان فضولياً صاحب نظرة تأملية فريدة، لكن لا أحد يعرف شيئاً عن تأثير المكان والزمان والأحداث في سلوكه وتأملاته وانعكاسات الطبيعة على أعماله، لهذا سيشارك في ورش المعرض، جون فينريلا، الباحث ومترجم كتابات دافنشي، ودومينيك لونن، الأستاذ الجامعي والجراح المتخصص في جراحة العظام، لتقديم قراءة مختلفة حول أعمال دافنشي، كل بحسب تخصصه. سر الظل ويؤكد ديليوفين، أن لوحة «يوحنا المعمدان» بابتسامته الدافئة على ما يبدو ليست من صنع يد الإنسان، بل تبدو صورة معجزة، قد يكون للظل في لوحات دافنشي دخل في تكوين شخصياته المُعقدة، ربما تعمد في الأعماق التي أثارتها عتمة ألوانه الباهتة للحصول على لغز مخيف في ابتسامة الموناليزا، وحتى في التصوف ليوحنا المعمدان، هذه التفاصيل وأكثر تم جدولتها للنقاش خلال أيام المعرض في لقاءات أسبوعية وورش نصف شهرية تقام على هامش المعرض الهادف في المقام الأول للتنقيب في أسرار فنون قاومت الزمن وعاشت 500 عام تحتضن أسرارها لتمنحها للشغوفين بها.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :