حذرت الرئاسة الفلسطينية من مغبة المساس بالوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك، مستنكرة تصريحات ما يسمى وزير الأمن الداخلي في الحكومة الإسرائيلية التي دعا فيها إلى تغيير الوضع التاريخي القائم فيه. وقالت الرئاسة في بيان صحافي: «ندين هذه التصريحات الرامية إلى زيادة التوتر وتأجيج مشاعر الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية»، مؤكدة أن المسجد الأقصى المبارك خط أحمر لن يقبل المساس به إطلاقاً. واقتحم العشرات من المستوطنين اليهود وعلى رأسهم وزير الزراعة، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة بحراسات مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت مصادر فلسطينية في القدس، بأن عصابات المستوطنين اليهود وعلى رأسهم وزير الزراعة في حكومة الاحتلال أوري أرئيل تجولوا في أرجاء المسجد، واستمعوا إلى شروحات حول «الهيكل المزعوم». وأشارت المصادر إلى أن سدنة المسجد الأقصى وحراسه انتشروا في مرافق المسجد من أجل منع المستوطنين المقتحمين من أداء طقوس تلمودية. إلى ذلك، أكدت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التمييز العنصري، أن الاحتلال الإسرائيلي يعوق تطبيق اتفاقية منع التمييز في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكدت رئيسة اللجنة شونج شينسونج خلال مناقشة اللجنة للأوضاع في فلسطين، أن جميع التقارير الدولية تعترف بعدم قانونية أو شرعية المستوطنات وانتهاكها لحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني، وأن الاحتلال الإسرائيلي يعوق تنفيذ اتفاقية مناهضة التمييز في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقد أخذت اللجنة علمًا بأن عديدا من المناطق التابعة للسلطة الفلسطينية لا تُمارس عليها السلطة ولايتها القضائية الفعالة، وأن القوة القائمة بالاحتلال لها السيطرة المطلقة على الشعب الفلسطيني، وأن الاحتلال يكرس حرمان الشعب الفلسطيني من جميع حقوقه الأساسية بما في ذلك الحق في تقرير المصير. وقال رئيس الوفد الفلسطيني عمار حجازي نائب وزير الخارجية أمام اللجنة عند تقديم تقرير فلسطين، إن سلطات الاحتلال بذلت الكثير من الجهود لمحو الهوية الفلسطينية واقتلاع الناس من أراضيهم، وما زال ملايين اللاجئيين الفلسطينيين يعانون آثار التشرد والتهجير ويمنعون من العودة إلى أراضيهم. وقال كبير قضاة فلسطين، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش: إن حديث وزير الأمن الإسرائيلي عن صلاة اليهود في المسجد الأقصى مثير للاشمئزاز والغضب والقلق في آن واحد. وأضاف الهباش في بيان صحافي أن هذه التصريحات عنصرية أتت من عقلية تتغذى على الإجرام والاعتداء على حقوق الآخرين، واستباحة أرضهم ودمائهم ومقدساتهم، وأكد أن القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لن يسمحا أبدا بالمساس بقدسية المسجد الأقصى المبارك وحرمته، مشددًا على أن القدس ومقدساتها ستبقى فلسطينية إسلامية خالصة لا حق لغير المسلمين فيها، وأي تجاوز لهذه الحقيقة لن يقابل بالسكوت أو الرضوخ لأي محاولة لفرض أمر واقع جديد في المدينة المقدسة.
مشاركة :