أرسل مركز البحرين للأورام أول عينة سرطانية تم استئصالها من مريض مصاب بورم في الغدة الدرقية إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإخضاعها لتحليل جُزيئي بغرض تحديد أفضل الأدوية لعلاجها وبأقل الأعراض والمضاعفات، يأتي ذلك تنفيذا لاتفاقية التعاون التي أبرمها مؤخرا مستشفى الملك حمد الجامعي ومركز البحرين للأورام مع مركز ناغورني للأورام في لونغ بيتش في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية. وبدوره قام مركز ناغوري بزراعة الخلايا السرطانية المستأصلة من المريض ومن ثم تعريضها لسلسلة من الأدوية المضادة للأورام من خلال تحليل يسمى(Drug induced cell death) ، حيث يتم بعدها تقييم فعالية ومدى تأثير هذه العقاقير على نشاط الخلايا والتغيرات الفيسيلوجية المصاحبة لها ومن ثم تحديد الخيارات العلاجية والجرعات الآمنة للقضاء على الخلايا السرطانية بأقل أعراض جانبية. ويقضي هذا التعاون في أحد مندرجاته بإرسال عينات الأورام المستأصلة مباشرة من المريض في البحرين إلى أمريكا، حيث تقوم مختبرات مستشفى الملك حمد الجامعي من خلال التنسيق المباشر بين الجراحين بالمستشفى والمختبرات في الولايات المتحدة الأمريكية بتجهيز وإرسال العينات في مواد حافظة بحسب إجراءات دقيقة لتأمين سلامة وصول الأنسجة الورمية بشكل سليم لإجراء الفحوص المطلوبة واختيار العلاج المناسب، وذلك بهدف تعزيز ظروف حياة المرضى والحفاظ على سلامتهم وسرعة شفائهم. تجدر الإشارة إلى أن هذه التقنية تستعمل حاليا في كبريات المستشفيات الجامعية حول العالم من أجل الوصول إلى أنجع السبل لعلاج الأورام السرطانية المستعصية، وهي تشكل قفزة نوعية في مجال علاج السرطان من خلال تفصيل الخطط العلاجية لكل مريض على حدة بشكل بالغ الدقة مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة الخلايا السرطانية الخاضعة للدراسة وقدرة المريض المتوقعة على تحمل علاج معين من ضمن مجموعة خيارات يحددها التحليل. وتعتبر هذه الاتفاقية أحد الإنجازات التي تسعى إليها إدارة المستشفى لتقديم أفضل الخدمات الطبية لرعاية مرضى الأورام والحد من الآثار الجانبية المصاحبة للعلاج.