بعد أكثر من ثلاثة أشهر على تصعيد قصفها على مناطق في شمال غرب سوريا، تعمل قوات النظام بغطاء جوي روسي على التقدم ميدانياً داخل محافظة إدلب للسيطرة على مدينة خان شيخون الاستراتيجية في ريفها الجنوبي، في حين تمكن الجهاديون من إسقاط طائرة حربية سورية في المنطقة نفسها. وأسقط مسلحون طائرة حربية تابعة للحكومة السورية في محافظة إدلب معقل المعارضة الأربعاء مع تضييق القوات الحكومية التي تدعمها روسيا الخناق على خان شيخون المدينة الأكبر بجنوب محافظة إدلب شمال غربي سوريا. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن الطائرة الحربية التي كانت مكلفة بمهمة "تدمير قوات جبهة النصرة" أصيبت بصاروخ مضاد للطيران أطلقته "التنظيمات الإرهابية المسلحة" المنتشرة في تلك المنطقة. وتبنت هيئة تحرير الشام في بيان مسؤوليتها عن اسقاط الطائرة. وجاء في البيان "أسقطت سرية الدفاع الجوي التابعة لهيئة تحرير الشام طائرة حربية من نوع سوخوي 22 بالقرب من منطقة التمانعة" في بلدة اللطامنة على بعد كيلومترات قليلة من مدينة خان شيخون. وجاء إسقاط الطائرة متزامنا مع محاولة قوات النظام التقدّم إلى مدينة خان شيخون، كبرى مدن ريف إدلب الجنوبي بعد تعرضها لقصف جوي كثيف منذ بدء التصعيد، لم يستثن الأحياء السكنية ولا المرافق الخدمية، وتسبب بنزوح غالبية سكانها تدريجياً. واوضح عبد الرحمن "تم إلقاء القبض على الطيار من قبل الجهاديين وهو الآن بين أيدي هيئة تحرير الشام"، مضيفا أنها "المرة الأولى التي يتم فيها إسقاط طائرة تابعة للنظام منذ بدء التصعيد" في هذه المنطقة من سوريا في نهاية ابريل الماضي.أسقطت الطائرة قرب خان شيخون، وهي بلدة تسيطر عليها المعارضة وتعرضت لهجوم بغاز السارين في 2017 وتواجه حاليا هجوما حكوميا تسانده روسيا. وانتزعت القوات الحكومية السيطرة على أراض جديدة من قوات المعارضة قرب خان شيخون الأربعاء متقدمة لمسافة تبعد بضعة كيلومترات من البلدة. وأودى الهجوم بغاز السارين على خان شيخون عام 2017 بحياة العشرات ودفع الرئيس دونالد ترامب لتوجيه ضربة صاروخية لقاعدة جوية سورية قالت الولايات المتحدة إن الهجوم انطلق منها. وأفاد تحقيق أجرته الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأن الحكومة السورية هي المسؤولة عن إطلاق غاز السارين بالبلدة في الرابع من أبريل نيسان 2017. وتنفي دمشق استخدام مثل هذه الأسلحة. وسبق أن أسقطت المعارضة السورية المسلحة عدة طائرات حكومية خلال الحرب التي خرجت من رحم انتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد عام 2011. وشمال غرب إدلب جزء من آخر معقل كبير تحت سيطرة معارضي الرئيس بشار الأسد. وبذلت القوات الحكومية جهودا كبيرة لتحقيق مكاسب في المنطقة خلال هجوم بدأ في أواخر أبريل نيسان. ولكن منذ انهيار وقف قصير لإطلاق النار هذا الشهر، تمكنت من السيطرة على عدة مواقع مهمة بينها بلدة الهبيط يوم السبت. ويهدد التقدم نحو خان شيخون بتطويق آخر جيب متبق من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة حماة المجاورة ويشمل بلدات مورك وكفر زيتا واللطامنة. وقال مستشار الشؤون الإنسانية لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا إن موجة العنف الجديدة في شمال غرب البلاد تهدد حياة الملايين بعد مقتل أكثر من 500 مدني منذ أواخر نيسان. وتحرير الشام هي أحدث تجسيد للجماعة التي كانت تعرف سابقا بجبهة النصرة، والتي كانت الجناح الرسمي للقاعدة في الصراع السوري إلى أن انفصلا عام 2016.ويصنف مجلس الأمن الدولي الجماعة منظمة إرهابية
مشاركة :