الشارقة: «الخليج»منذ مطلع البشرية، اعتبرت طقوس الزفاف مناسبة للفرح والابتهاج، يخصص العروسان لها أفضل ثيابهما، التي كانت في الأغلب متوارثة عبر الأجيال. اتسمت ملابس الزفاف بالطابع التراثي لكل مكان، فغلب الحرير عليها في الصين وشرق آسيا، بينما زركشت بالتطريز اليدوي، والإكسسوارات الباعثة على الحياة في أمريكا اللاتينية، وغطتها الفراء والجلود في المناطق الباردة من شمال أوروبا.وحفلات الزفاف عادة مشتركة بين الشرق والغرب على مر العصور يُدعى إليها الأقارب والأصدقاء؛ لتناول الطعام وتقديم الهدايا، وكان تخصيص ملابس معينة لها يعد ابتكاراً تميزت به أوروبا في العصور الوسطى؛ عندما بدأت عادة ارتداء العروس للفستان الأبيض، والعريس للأزياء ذات الطابع العسكري، والتي تطورت لتصل إلى البدلات السوداء العادية بأنواعها المختلفة المنتشرة في العصر الحديث.عبّرت حفلات الزفاف في أوروبا خلال العصور الوسطى عن مواقف سياسية ومكانة اجتماعية أكثر من تعبيرها عن ارتباط شخصين؛ إذ جرت العادة على عقد التحالفات السياسية بين العائلات الملكية، والنبلاء عبر عقد قران أبنائها، ومن هنا بدأت فكرة تجهيز ملابس مخصصة للعروس؛ لتعكس مكانة عائلتها، وجرت العادة على أن ترتدي العرائس عدة فساتين، تبعاً لعدد أيام العرس، الذي كان عادة يمتد إلى عدة ليال، وطغت حينها على التصاميم فخامة الألوان والخامات خاصة الحرير. وتاريخياً تعد فيليبا الإنجليزية 1406 أول أميرة ترتدي فستاناً أبيض في زفاف ملكي، مع طرحة بيضاء حريرية، ليكون الشكل التقليدي الأول لفساتين الزفاف، كما انتشرت بعد ذلك. ومن بعده اختارته ماري ملكة اسكتلندا عند زواجها من دوفن ملك فرنسا 1559 وفضلت ارتداء لونها المفضل على الرغم من أنه كان يعد لون حداد عند الفرنسيين.أصبح اللون الأبيض خياراً اجتماعياً بعد عام 1840، عقب زواج الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت؛ حيث كانت المرة الأولى التي تنشر صوراً للزفاف الملكي، واختارت من بعدها فتيات من العائلات الثرية تقليدها. ومع انتشار الثورة الصناعية، وتقدم تقنيات النسيج، وظهور أنواع مختلفة من الأقمشة ذات أسعار مناسبة، بدأت العرائس من مختلف الطبقات اختيار أقمشة بيضاء لتفصيلها في يوم الزفاف، متخليات تدريجياً عن اللون الأسود الذي كان يتمتع بشعبية خاصة في الدول الإسكندنافية. وعلى مدار عقود طويلة تطورت تصاميم وخامات فساتين الزفاف التي احتفظت باللون الأبيض الذي قد يحتوي على خطوط لبنية مثل قشر البيض، أو العاج، وغيرها. وبينما احتل اللون الأبيض قائمة تفضيلات عرائس العالم، فإنه لا يزال عدد كبير يفضل الألوان التقليدية السائدة حسب ثقافتهم المحلية، ففي الصين والهند وفيتنام لا يزال اللون الأحمر لون الحظ والتفاؤل.تطورت أيضاً ملابس الرجال منذ ابتكار حفلات الزفاف؛ لكنها لم تحظ بنفس الاهتمام بالفساتين.
مشاركة :