شيماء المرزوقي تسمح اللقاءات والزيارات والتجمعات، مع الصديقات والقريبات، بأن تسمع بشكل لا لبس فيه، الهموم التي تتنوع وتتعدد، هموم وهواجس تشغل التفكير، ولكن يمكن لكل واحد منا معالجتها، فهي ليست بالأمر المستحيل، ولا هي صعبة، بحيث تجعل الواحد منا يقف عاجزاً أمامها.أقصد تحديداً تلك الهموم التي تتلبسنا، ونعبر عنها في كل مجلس للصديقات، والتي تتعلق بمستقبل أطفالنا، وانشغالهم بكل المعلومات التي تقذفها الأجهزة التي يحملونها، والتي تبعدهم عن الطريق الصحيح نحو التركيز على مستقبلهم ودراستهم، إحدى الصديقات حددت هذا الهاجس عندما قالت إن ابنها منذ أن يستيقظ حتى ينام وهو لا يترك جهازه اللوحي، ولا يوجد له أي تفاعل مع محيطه ولا يتعلم تجارب ولا خبرات حياتيه جديدة، هو قابع في غرفته، وحتى إن جلس بين أفراد الأسرة يكون بعيداً عن حواراتهم وعن معرفة ما يدور في المنزل.يمكن أن يسمع الشخص مثل هذه الشكوى بعدة طرق، وتختلف الجمل، ولكن المشكلة هي نفسها، أطفال ويافعون في مقتبل العمر، لا يتم تجهيزهم ولا إعدادهم للمستقبل بشكل صحيح، تستطيع القول إنهم مستهلكون للتقنية لا أكثر، ومشكلة هذه الفئة أنه ليس لديها أي قدرات ولا مواهب لتجاوز التحديات المستقبلية، البعض من الأمهات والآباء يدركون خطورة مثل هذه الحالة، فيشرعون في سحب تلك الأجهزة من بين أيدي أطفالهم، والحقيقة أن الحرمان والمعاقبة وفق هذا النهج غير سليمين ولن يؤديا إلا لعناد وحالة نفسية مضطربة من الطفل أو الابن اليافع، وخير وسيلة هي في تنظيم وترتيب الوقت، وإن كانت هذه الطريقة متعبة ومرهقة لنا كآباء وأمهات، إلا أنها الأفضل، اترك لطفلك بعض الوقت مع تلك الأجهزة الإلكترونية، ولكن اطلب منه تقديم مقابل، مثل إنجاز عدد من المهام، وكلما نجح في الإنجاز قم بمكافأته.ما أود الإشارة إليه، هو أن تلك الأجهزة التي تستهلك يوم الطفل، اجعلها وقوداً لدفعه نحو تعليم نفسه، وهذه طريقة مجربة، إحدى الصديقات حدثتنا أنها فوجئت بقوة عقل طفلها، الذي وضعت له برنامجاً يومياً لتعلم اللغة الإنجليزية، وربطته بمنحه مساحة مع الجهاز اللوحي والألعاب، فكانت النتيجة أن الطفل يحفظ الكلمات وما هو مطلوب منه في زمن قياسي، وهكذا انتقلت لتعليمه جوانب أخرى، وما أود قوله هو أن ما نعتبره شراً يحيط بأطفالنا، قد يكون خيراً بين يدينا، إن تم توظيفه بصورة صحيحة. Shaima.author@hotmail.comwww.shaimaalmarzooqi.com