الإمارات تحقق الحلم العربي بارتياد الفضاء

  • 8/17/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قريبا، وتحديدا الأربعاء 25 سبتمبر المقبل، ينطلق الإماراتي هزاع المنصوري نحو الفضاء، محققا خطوة هامة في حلم بلاده نحو الوصول إلى الفضاء. طموحات كبرى للإمارات نحو الفضاء، تتضمن إرسال أول رائد فضاء خليجي وعربي إلى محطة الفضاء الدولية، وإرسال أول مسبار عربي إلى المريخ عام 2020، إلى جانب تصنيعها 8 أقمار لإطلاقها في الفضاء. ويوما تلو الآخر يواصل هزاع المنصوري وزميله سلطان النيادي، تدريباتهما في مراكز عالمية متخصصة في علوم الفضاء، استعدادا للرحلة التي سوف تنطلق على متن مركبة “سويوز أم.أس 15” الروسية من محطة “بايكونور” الفضائية في كازاخستان. ومن المقرر أن ينطلق المنصوري على متن المركبة نحو المحطة الدولية، بينما يبقى زميله النيادي احتياطيا. وسيجري الفريق المتواجد على متن المحطة الذي سيكون متألفا من تسعة أشخاص عند وصول هزاع المنصوري برفقة الطاقم الأساسي للمهمة إلى المحطة، مجموعة من التجارب لا يمكن إجراؤها على الأرض وتسهم هذه الجهود في توسيع المعارف البشرية بالأرض والفضاء والعلوم الفيزيائية والبيولوجية التي تعود بالنفع على حياة الإنسان اليومية. تدريبات متنوعة تلقى الشابان الإماراتيان تدريبا في مركز لندون بي جونسون للفضاء التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا). وجرى التدريب على وحدات ومكونات القسم الأميركي من محطة الفضاء الدولية، والذي يضم المختبر الياباني ومختبر “كولومبوس” للأبحاث العلمية. شملت التدريبات، التعامل مع الأجهزة والمعدات التابعة لوكالة “ناسا” الموجودة على متن محطة الفضاء وكيفية التصرف في حالات الطوارئ، خصوصا انخفاض ضغط الهواء أو تسرب غاز في المحطة. وتدرب المنصوري والنيادي على كافة أجزاء محطة الفضاء الدولية عن طريق نموذج كامل من المحطة موجود في مقر وكالة “ناسا” يضم القسمين الروسي والأميركي. وقال يوسف الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، “إن المركز نظم برامج متكاملة لتدريب رائدي الفضاء على الرحلة المنتظرة في شهر سبتمبر المقبل”. وأضاف، “خضع هزاع المنصوري وسلطان النيادي لتدريبات مكثفة في مراكز تابعة لوكالة ناسا الأميركية، واجتازا برنامج تدريب في المركز الأوروبي لرواد الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في ألمانيا”. وأكمل، “أتم رائدا الفضاء الإماراتيان، 30 ساعة من التدريبات النظرية والعملية، أشرف عليها مجموعة خبراء من وكالة الفضاء الأوروبية، وركزت التدريبات على الأجهزة والأنظمة الموجودة في الوحدة الأوروبية من محطة الفضاء الدولية ومن بينها نظم دعم الحياة التي تضمن الحفاظ على حياة الرواد في المحطة”. مأدبة أكلات شعبية إماراتية من "المضروبة" و"الصالونة" و"البلاليط" يقدمها هزاع المنصوري لفريق المحطة الدولية كما تدربا على وسائل الاتصال بالمحطة الأرضية داخل نموذج مطابق للمختبر الأوروبي كولومبوس الموجود على متن محطة الفضاء الدولية، والذي يعد أكبر مساحة أوروبية من المحطة تتشارك فيها ناسا مع وكالة الفضاء الأوروبية لإنجاز أكبر عدد من الأبحاث العلمية في بيئة منعدمة الجاذبية تقريبا. وتضمنت التجارب العلمية أربعة أنواع رئيسية شملت تجربة إدراك الزمن في بيئة الجاذبية الصغرى وديناميكية السوائل في الفضاء وتأثير الفضاء على الدماغ ودراسة تأثير الرحلات الفضائية على الحمض النووي في الجسم البشري حيث ستجرى هذه الدراسة لأول مرة على إنسان من المنطقة العربية. وقد بدأت تجربتا الحمض النووي وإدراك الزمن خلال التدريبات عن طريق أخذ عينات وبيانات أولية من رائدي الفضاء الإماراتيين. وسبقت ذلك، تدريبات في مركز “يوري غاغارين” بروسيا بداخل مركبة “سويوز أم.أس 15”، على الإقلاع والهبوط وكيفية التعامل مع الحالات الطارئة. وقال الشيباني، “نقترب من تحقيق حلمنا، بانطلاق أول إماراتي إلى الفضاء لإجراء تجارب علمية تفيد البشرية، فلم يبق على انطلاق الرحلة إلى محطة الفضاء الدولية سوى أسابيع”. وتابع “ستسهم الإمارات من خلال إرسال أول رائد فضاء عربي إلى محطة الفضاء الدولية، في إثراء التجارب العلمية التي تدرس تفاعل جسم الإنسان مع بيئة الجاذبية الصغرى ومدى تحمله للتغييرات المصاحبة للسفر إلى الفضاء والعيش في ظروف مختلفة عن بيئتنا الطبيعية”. وأضاف، “تنعقد آمال الشباب الإماراتي والعربي على هذه المهمة كخطوة مهمة ليس لدولة الإمارات فحسب وإنما للوطن العربي كله”. وعلق سالم المري مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، بأن رائدي الفضاء الإماراتيين وصلا بفضل مجهوداتهما والإمكانات المتوفرة لهما إلى درجة عالية من الكفاءة، واكتسبا خبرات كبيرة من خلال التدريبات المكثفة التي خاضاها في تأهيلهما لتنفيذ المهمة على أكمل وجه. وأضاف، “تم اختيار الشابين الإماراتيين من بين 4 آلاف شاب وشابة إماراتيين تقدموا للاختبارات ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء الهادف إلى تأهيل وإرسال رواد فضاء إماراتيين إلى الفضاء الخارجي لتنفيذ مهام علمية”. وكان المنصوري والنيادي قد نجحا في الوصول إلى المرحلة النهائية من الترشيحات للمهمة الفضائية بعد أن اجتازا 6 مراحل من الاختبارات الطبية والنفسية المتقدمة ومجموعة من المقابلات الشخصية بالتعاون مع وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” والاختبارات الطبية المتقدمة في وكالة الفضاء الروسية “روسكوسموس”. سيرة ذاتية هزاع المنصوري يبلغ من العمر 35 عاما، وهو ضابط طيار عسكري، حاصل على بكالوريوس في علوم الطيران تخصص “طيار عسكري” من كلية خليفة بن زايد الجوية، ويعد من أبرز طياري الطائرة (أف-16) الحربية ويمتلك خبرة تزيد على 14 عاما في الطيران الحربي وقد خضع لمجموعة برامج تدريبية في الإمارات وخارجها منها دورات تخصصية متقدمة في النجاة من الغرق وتدريب على الدوران وقوة التسارع ومناورات العلم الأحمر في الولايات المتحدة الأميركية. أما سلطان النيادي فيبلغ من العمر 38 عاما، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في تكنولوجيا المعلومات وعلى الماجستير في أمن المعلومات والشبكات وبكالوريوس في هندسة الإلكترونيات والاتصالات من جامعة برايتون في المملكة المتحدة وأتم برنامج التعليم العام في تكنولوجيا المعلومات من المملكة المتحدة عام 2001. ويعمل النيادي مهندس اتصالات وإلكترونيات وهو باحث في أمن المعلومات ولديه خبرة في العمل لدى القوات المسلحة الإماراتية في هندسة أمن الشبكات منذ العام 1999. وقضى هزاع المنصوري وسلطان النيادي في مدينة النجوم، بروسيا ما بين ساعة إلى ساعتين يوميا لمدة أسبوع في تذوق أطعمة رواد الفضاء من بين نحو 200 نوع مختلف وتقييم كل منها، حيث سيتم إعداد قائمة يومية لرائد الفضاء الإماراتي من الأطعمة التي تم اختيارها. وتشمل قائمة الطعام على متن محطة الفضاء الدولية الحساء وأنواعا من الجبنة، والأسماك ولحوم الدجاج أو البقر، والحلويات، إضافة إلى الشاي والعصائر. وتقدم أكلات الفضاء على شكل معجون في أنابيب ويتم تناولها مباشرة ولا يمكن تسخينها، أو تقدم بمعلبات يكون فيها الطعام في صورة متماسكة القوام أو مجففة تتم إضافة الماء إليه ويمكن تسخينه في معدات خاصة لمدة تترواح بين 5 و7 دقائق. وأعلن مركز محمد بن راشد للفضاء أن هزاع المنصوري سوف ينظم “ليلة الطعام الإماراتي التقليدي” على متن المحطة، حيث سيرتدي خلالها الزي الإماراتي التقليدي ويقدم لزملائه من رواد الفضاء مأكولات شعبية إماراتية، هي “المضروبة” و”الصالونة” و”البلاليط”، لتشهد محطة الفضاء الدولية للمرة الأولى تقديم طعام عربي وخليجي في بيئة منعدمة الجاذبية تقريبا. ترحيب وتشجيع وقبل أيام من انطلاقه للفضاء، تلقى المنصوري رسالة ترحيب خاصة من محطة الفضاء الدولية عبر رائد الفضاء الروسي ألكسندر الكسندروفيتش. وقال ألكسندر في اتصال هاتفي أجراه معه مركز الأخبار بمؤسسة دبي للإعلام “عزيزي هزاع، مهمة الفضاء هي أكثر تجربة آسرة للأنفاس قد تخوضها في حياتك، أهنئك على انضمامك إلى فيلقنا الفضائي وحظا طيبا”. وأضاف، “محطة الفضاء الدولية مشروع ناجح جدا ويسرني أن أكون جزءا منه وأعضاء الطاقم الجديد مرحب بهم وسنكون سعداء بدعم مهمة هزاع المنصوري، ونتطلع إلى وصول المركبة سويوز أم.أس 15، التي تقل على متنها هزاع المنصوري في شهر سبتمبر المقبل”. واختتم حديثه موجها رسالة إلى كل شخص يتطلع إلى أن يصبح رائد فضاء قائلا “عملنا فريد ومكافأ ولكي تكون رائد فضاء عليك أن تدرك أن هذا هو فعلا ما تريد عمله، وأن هذا هو حلمك الذي سيتحقق يوما ما.. يجب أن تبذل مجهودا كبيرا في دراستك وعملك لدى مؤسستك ونشاطاتك الرياضية .. يجب أن تكون في أفضل أحوالك”. وتكتسب رحلة المنصوري نحو الفضاء أهمية كبيرة لدى الإمارات، فقد قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تغريدة على موقع “تويتر” العام الماضي، “هزاع وسلطان يمثلان مرحلة جديدة لشباب الإمارات ويرفعان سقف طموحات أجيال جديدة بعدهما”. وأضاف،“أحلامنا تعانق الفضاء، وشبابنا يرفعون رأسنا للسماء، ومستقبلنا يرتكز على أساس علمي راسخ”. وتابع، “لدينا اليوم البرنامج الوحيد لإطلاق مسبار إلى المريخ في المنطقة، ولدينا قدرات على صناعة الأقمار بنسبة 100 بالمئة، ولدينا رواد فضاء مواطنون، ولدينا قطاع فضائي باستثمارات تصل إلى 20 مليار درهم، والأهم لدينا الإنسان الذي لا سقف لطموحاته إلا السماء، الخلاصة؛ إن الإنسان العربي يستطيع إذا توفرت له الظروف”. وختم تغريدته، “الإمارات تحلق عاليا في الفضاء، وشبابنا يمثلون كل الشباب العربي”. وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي على حسابه بموقع “تويتر” العام الماضي، “مثلما لا حدود للفضاء، فلا حدود لطموحاتنا في تحقيق المزيد من الإنجازات لوطننا” واضاف، “سعي الإمارات إلى الإسهام بدور فاعل في رحلة البشرية إلى الفضاء، يأتي من منطلق الحرص على التواجد في المنصات العالمية المتقدمة التي من شأنها خدمة البشرية”. مهمة الانطلاق إلى المحطة الدولية خطوة ملهمة لكل الشباب، ليس في الإمارات وحدها ولكن في الوطن العربي كذلك، وستسهم الإمارات من خلالها في إثراء المعرفة الإنسانية بالعديد من التجارب العلمية على يد أول رائد فضاء إماراتي عربي داخل المحطة الدولية.

مشاركة :