حملة تضامن تويترية تجمع لاجئة برجل منحها السعادة قبل ربع قرن

  • 8/17/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لهمت قصة الفتاة اللاجئة ميفان آلاف الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي في أنحاء العالم، بعد أن نشرت تغريدة تبحث فيها عن رجل أهداها دراجة قبل عشرين عاما في مركز للاجئين بهولندا. وذكرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أن القصة بدأت قبل أيام حين نشرت سيدة تدعى ميفان بابكر، تبلغ من العمر 29 عاما، صورة لرجل على حسابها على “تويتر”، وعلقت عليها قائلة: MeAndVan@ مرحبا بالجميع، أعرف أن طلبي صعب التحقيق.. لقد كنت لاجئة في مخيم بالقرب من مدينة زفوله بهولندا في التسعينات، وكان عمري وقتها 5 سنوات، وهذا الرجل كان يعمل بالمخيم، وقد كان عطوفا عليّ واشترى لي دراجة، فانفجر قلبي من الفرح وقتها. أريد فقط أن أعرف اسمه.. هل من مساعدة؟ وأضافت ميفان ، بدأت القصة بهدية سخية قدمها لها رجل لم تستطع أن تتذكر اسمه لكنه شغل تفكيرها أكثر من عقدين من الزمن. وطلبت ميفان إجازة من عملها في لندن وزارت هولندا، في محاولة منها لإنعاش ذاكرتها والعودة بها إلى الوراء حين بدأت أولى محطات حياتها. وأثناء وجودها هناك، كتبت تغريدة على تويتر وصفتها بـ”المحاولة الأخيرة” لمعرفة المزيد عن الرجل الغريب الذي كان صديقا للعائلة وأهداها دراجة. وفي غضون ساعات تعرف أحد المتطوعين في موقع أخبار غير ربحي على الشخص. وذكرت “بي.بي.سي” في تقرير لها أن المتطوع فان دير قال “نظرت إلى الصورة وعرفت على الفور هذا الرجل الذي عملت معه عندما كنت في أوائل العشرينات من عمري، عرفته كرجل لطيف وهادئ وحنون للغاية”. وحاول فان دير تذكر اسم الرجل، لكن ذاكرته لم تسعفه أيضا، فتواصل مع أصدقاء له على مواقع التواصل الاجتماعي، واستطاعوا بعد محاولات من خلال أفراد من أسرته الوصول إليه. وفي الليلة التالية، التقت ميفان مع إيخبرت، صاحب الصورة الذي قال “كانت الدراجة مجرد لفتة بسيطة مني، لكنني سعيد للغاية لأنها أعادت ميفان بعد زمن طويل إلى حياتي”. ولقيت مبادرة ميفان ترحيبا واسعا على تويتر وتفاعل الآلاف من المستخدمين مع التغريدة، وقاموا بإعادة مشاركتها على نطاق واسع، وقال مغرد: Nafarat100100@ هذا مدهش جدا! لا يزال بإمكانك العثور على أشخاص طيبين حقا… لا يوجد فرح أكبر في الحياة من منح السعادة لمن هم أقل حظا منك. وكتب آخر: وتداولت وسائل الإعلام قصة ميفان بعد أن تمكنت من لقاء الرجل الذي تبحث عنه، وقد تفاجأت بكمية الرسائل التي تلقتها من جميع أنحاء العالم، تتمنى لها الوصول إلى الشخص الذي تبحث عنه والذي لعب دورا هاما في حياتها. وقالت ميفان في تغريدة: MeAndVan@ بعد أكثر من 3000 إعادة تغريد، و3 مقالات إخبارية، وفيديو واحد وآلاف الرسائل الرائعة من جميع أنحاء العالم، استطعت التواصل مع العائلة! كنت أعرف أن الإنترنت رائع، لكن تحقيق هذا الأمر لا يمكن وصفه. وأضافت في تغريدة أخرى: MeAndVan@ لم أجده فحسب، بل تواصل معي أيضا.. لاجئون آخرون أخبروني أن زوجته ساعدتهم أيضا! وقد لمست لطف الكثير من الأشخاص. حيث قالت امرأة “لم يكونوا أصدقاء لي، لقد كانوا بالنسبة إليّ عائلة”. وكتبت مغردة لدعم ميفان: لقد فرت ميفان وأسرتها من العراق في تسعينات القرن الماضي إثر حرب الخليج وتصاعد الاحتجاجات الشعبية في المدن العراقية ضد نظام الرئيس العراقي آنذاك. وبدأت رحلة هروبهم من إقليم كردستان إلى تركيا وأذربيجان وروسيا، حيث بقي والدها هناك يعمل أربع سنوات متواصلة، ثم هاجرت ميفان ووالدتها إلى هولندا، وعاشتا هناك لمدة عام كامل قبل أن يستقرا أخيرا في لندن. وقالت ميفان في مقابلة لها على إحدى القنوات التلفزيونية الهولندية “شعرت بأنني بحاجة إلى العودة إلى الوراء، وأفكر بعمق كيف تشكلت شخصيتي كإنسان بالغ منذ الطفولة”. وعبرت ميفان عن اللقاء مع الرجل الذي أثر في حياتها “أعتقد أنه كان سعيدا بنفس القدر، كانت رؤيته أشبه بلقائك أحد أفراد العائلة الذي لم تره منذ فترة طويلة، كان شعورا جميلا بالفعل”. وحفزت خطوة ميفان العشرات من اللاجئين حول العالم لنشر قصصهم وصور لأشخاص غرباء تركوا أثرا إيجابيا في حياتهم.

مشاركة :