أفغانستان حديقة خلفية للتفاوض بين الولايات المتحدة وإيرانكشف إطلاق سلطات جبل طارق للناقلة الإيرانية المحتجزة غريس 1 وجود قنوات خلفية للتفاوض بين لندن وطهران تحت مجهر الولايات المتحدة التي أعطت الضوء الأخضر لإنهاء أزمة الناقلات، لكن السؤال المطروح اليوم لماذا لا تتفاوض إيران مباشرة مع واشنطن وهي الساعية بكل جهد إلى التقرب منها وتحقيق اختراق للموقف الأميركي المتشدد؟ إن الإجابة عن هذا الطرح تحمل تساؤلا ضمنيا وهو لماذا لا تندفع إيران لطاولة المفاوضات مع واشنطن على غرار كوريا الشمالية خاصة وأن موقف كيم جونغ أون من الولايات المتحدة أكثر تشددا من آية الله خامنئي؟ الإجابة إن نسبناها تاريخيا ستكون أن إيران لم تتعود التفاوض من منطق ضعف إنما تريد التوجه للحوار من موقع قوة وهو ما يفسر اشتراط رفع العقوبات أولا ثم مناقشة المطالب الأميركية المتعددة كل على حدة.رغم التصعيد الإيراني المدروس بدقة والذي يحقق أضرارا مع الحرص على عدم الانزلاق إلى حرب مع واشنطن، تبدو طهران مستعدة في نهاية المطاف للتفاوض مع واشنطن حول اتفاق نووي جديد يدرج فيه برنامجها الباليستي لكن ليس بأي ثمن وليس من موقع ضعف بل من موقف المصالح المشتركة التي تجمعها مع واشنطن في كل من العراق وسوريا وأفغانستان.ويمثل الملف الأفغاني ورقة قوة لدى طهران من أجل الضغط على الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعجل لمغادرة المستنقع الأفغاني قبل حلول موعد الانتخابات الأميركية 2020. ومن هذا تمثل كابول الحديقة الخلفية للتفاوض بين واشنطن وطهران.وأكدت ثلاثة مصادر مطلعة أن الوسطاء الغربيين يحاولون إقناع إيران والولايات المتحدة بالتعاون على تعزيز الأمن في أفغانستان. وتقول المصادر إن الوسطاء كانوا ينقلون الرسائل سرا بين واشنطن وطهران منذ شهور على أمل تشجيع الطرفين على التحاور في وقت يتزايد فيه العداء بينهما بسبب مجموعة من القضايا.وأشارت ذات المصادر إلى أن “أفغانستان إحدى المناطق التي توجد فيها أرضية مشتركة”، فيما تنفي إيران رسميا وجود أي محادثات سرية مع الولايات المتحدة بشأن أي موضوع.
مشاركة :