وفقًا لدراسة نشرت في مجلة طب الأطفال، فإن إطعام البيض لأطفال لا تتجاوز أعمارهم ستة أشهر يمكن أن يساعدهم على النمو ويقلل من التقزم، والأكثر من ذلك أن إعطاء البيض للأطفال في هذه السن المبكرة لا يبدو أنه يزيد من خطر الحساسية، حيث لم يتم الإبلاغ عن أعراض الحساسية من قبل مقدمي الرعاية، كما وجدت دراسة أخري نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و6 سنوات، والذين يشربون حليب البقر كانوا أطول من أولئك الذين تناولوا مشروبًا نباتيًّا أو أنواعًا أخرى من مشروبات الحليب الحيواني. وحسب الباحثون فإن كلًّا من البيض وحليب الأبقار هما مصدران طبيعيان للبروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن، وهي متوفرة فيهما بسهولة، حيث بإمكاننا الاستفادة من هذه الحزم الشاملة من العناصر الغذائية. وفي الدراسة الأولى قارن الباحثون أنماط النمو والغذاء لنحو 163 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 6 و9 أشهر في بداية الدراسة لمدة ستة أشهر، كان يتم تغذية كل طفل منهم نصف بيضة واحدة في اليوم، وفي نهاية التجربة كان هؤلاء الأطفال أقل عرضة لنقص الوزن بنسبة 74 في المئة مقارنةً بالذين لم يتغذوا على البيض يوميًّا، مع زيادة النسب المئوية للطول حسب العمر، والوزن بالنسبة للطول، ومؤشر كتلة الجسم أيضًا. وحسب الباحثون فإن البيض يمكن أن يكون طريقة سهلة لمساعدة الأطفال على النمو واكتساب الوزن في البلدان الفقيرة وغير المتقدمة، حيث إنها متوفرة على نطاق واسع، بتكلفة أقل من اللحوم أو الأسماك، ويمكن تخزينها ونقلها بسهولة، كما أنها تحتوي على نسبة عالية من الكولين، وهو عنصر غذائي مهم للنمو، بالإضافة إلى الأحماض الأمينية وهي اللبنات الأساسية للبروتين، كما وجد الباحثون فائدة أخرى لنظام غذائي غني بالبيض، فعندما يأكل الأطفال بيضة يوميًّا، فإنهم يتناولون كميات أقل من الأطعمة المحلاة بالسكر. وبالطبع فإن البيض ليس الطعام الوحيد الذي يساعد الأطفال على النمو، فلا تزال الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة مهمة، خاصة مع تقدم الأطفال في السن، كما يمكن أن تكون منتجات الألبان جزءًا مهمًّا من النظام الغذائي للطفل كما تشير الدراسة الثانية، التي شملت حوالي 5000 طفل تتراوح أعمارهم بين 2 و6 سنوات، ووجد الباحثون أن كل كوب حليب بقري يومي يشربه الأطفال ارتبط بنحو 0.2 سنتيمتر طول عن متوسط عمرهم، مقابل الأنواع الأخرى من الحليب، كحليب اللوز أو الصويا أو الأرز أو الماعز، أو حتى المزيج بين البقري وتلك الأنواع، والتي ارتبطت بنحو 0.4 سنتيمتر أقصر من المتوسط. ولم تستطع الدراسة تحديد سبب ذلك، لكن الباحثين قالوا إن كوبين من حليب البقر يحتويان على 16 جرامًا من البروتين، وهو ما يمثل 100 في المئة من متطلبات البروتين اليومية لطفل عمره 3 سنوات، بينما يحتوي كوبان من حليب اللوز على 4 جرامات فقط، كما أن حليب الأبقار لا يحتوي أيضًا على عامل نمو يشبه هرمون الأنسولين الطبيعي، ما قد يسهم في أنماط طول الأطفال، وبالتأكيد تحتاج إلى إعطاء الرضع هذه المصادر الفعالة بما يتناسب مع معدة صغيرة، فإذا أعطيتهم كميات كبيرة فلن يحصلوا على الأطعمة عالية الجودة التي يحتاجونها. وفي النهاية، لا تعني هذه الدراسات أن الأطفال الصغار يجب أن يتغذوا على الحليب والبيض لينمو بشكل كبير، فبعض الأطفال يعانون من الحساسية، وحسب خبراء التغذية فإن الأطفال الذين تربوا حتى على نظام نباتي، يمكن أن يكونوا أصحاء تمامًا، وقد يطورون بالفعل عادات غذائية طويلة الأجل أفضل من نظرائهم، لكنهم يسلطون الضوء على بعض التحديات التي يمكن أن تواجه الآباء عندما يكون المال هو المشكلة، من أجل حصول أطفالهم على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجونها.
مشاركة :