كتب مصطفى على صفحة حلمى: (فيلمك مش عاجبنى)، رد عليه: (كنت أتمنى أنه يعجبك يا درش)، نقطة ومن أول السطر. ما الذى من الممكن أن تلمحه؟، الذكاء فى التعامل مع الجمهور، وهى تقريبا الفضيلة الغائبة عن أغلب نجومنا، مع الأسف هم إما متعالين أو متوجسين. أخفق حلمى فى اختيار (خيال مآتة)، الفيلم يفتقد الكثير من العمق والوهج، كان من الممكن أن يغفر الناس ببساطة تراجع ضحكاته، لو أنه أشبعهم فنيا، إلا أنه خذلهم مرتين. مؤخرا تناثرت الأخبار بتوجيه الاتهام لحلمى بالسطو على الفكرة، إثبات جريمة السرقة يجب أن يخضع لقاعدة قانونية (وضع الحافر على الحافر) أى التماثل الشديد، وفى الموسيقى لا تعد السرقة سرقة، إلا بعد تطابق 6 موازير موسيقية متتابعة. الرأى العام عادة يتعاطف لا شعوريا مع الطرف المغمور، على الفور نتذكر الدور الذى لعبه محمد عوض فى مسرحية (جلفدان هانم) لعلى أحمد باكثير، لتبرز شخصية يطلقون عليها (شادو رايتر) كاتب الظل، فهو طوال زمن العرض يردد ولا يصدقه أحد: (أنا عاطف الأشمونى مؤلف قصة الجنة البائسة)، علينا أن نتمهل لما تسفر عنه التحقيقات، وعلى الكاتبة الشابة أن تتقدم بشكواها لنقابة السينمائيين، وأمامها ساحة القضاء مفتوحة للجميع، ويبقى السؤال: ما هو موقف الكاتب الكبير عبد الرحيم كمال؟، فلا يجوز أن يصمت أكثر من ذلك، عليه أن يوضح للرأى العام الموقف وملابساته، وعلينا أن نتأكد، هل تقدمت الكاتبة بأوراقها وكما هو متبع لحفظ حقوقها الأدبية للتوثيق فى الشهر العقارى، فهى الجهة التى تضمن لكل طرف حقه، أتمنى أن تتقدم الكاتبة بتلك الوثيقة التى لا تفرق بين شهير ومغمور. برغم شراسة المنافسة الفيلم حقق فى الأيام الثلاثة الأولى لعرضه الأرقام الأكبر مع (الفيل 2) و(رزق 2)، تلك قرينة تؤكد أن حلمى لا يزال يتمتع بجاذبية استثنائية، ولديه شريحة من الجمهور ينفرد بها وهم الأطفال، القوة الأكبر فى توجيه بوصلة المشاهدة. الأسبوع الأول تحسب الإيرادات لقوة جذب النجم، بينما من الثانى يصبح النجم أحد العناصر والشريط السيمائى ككل هو الفيصل، رأيى الشخصى أن الإيرادات لن تستطيع الصمود طويلا. يبقى العديد من الأسئلة، التى تناثرت وبلا إجابة مصاحبة للفيلم، مثل تأخر عرضه يومى الوقفة والعيد، وهما بالقطع الأهم فى دنيا الإيرادات، تسريب نسخة بدرجة وضوح كبيرة على (النت) تعنى أن هناك شخصية داخل الملعب، هى التى أقدمت على هذا الفعل المشين. هل ينكسر حلمى بعد (خيال مآتة) مثلما تابعنا نجوما سبقوه بحجم محمد هنيدى، الذى بدأت قوته الرقمية من 1997 (إسماعيلية رايح جاى)، ثم انهارت فى 2002 مع (صاحب صاحبه)، وهو العام الذى شهد صعود محمد سعد فى (اللمبى) واستمراره حتى 2007، وهو بالمناسبة نفس العام أيضا الذى شهد صعود أحمد حلمى فى (كده رضا) وتحقيقه الإيرادات الأعلى. معدل البقاء فى القمة الرقمية يرقص فقط لا غير على إيقاع 5 سنوات، إلا أن حلمى بمرونته تخطاه أكثر من مرتين. حلمى له قطعا تراجعات رقمية مثل (صنع فى مصر) وإخفاقات فنية مثل (لف ودوران)، إلا أنه لم ينكسر، وتلك هى (شفرته)، فهل يفعلها مجددا فى (خيال مآتة)!!. المقال نقلا عن "المصري اليوم"
مشاركة :