في الوقت الذي تعالت فيه ردود الفعل المنددة في «السوشيالميديا»، بما تفوه به مذيع إحدى المحطات الإذاعية المغربية، في حق مستمعة أبدت رأيها في كرة القدم ومنافسات كأس إفريقيا، غطت دموع المصورة الصحفية المغربية صفاء سراج الدين، التي تناقلت صورتها وسائل الإعلام العربية والعالمية، على ماورد عن هذا الصحفي وتهكمه الفج على المرأة بشكل عام، فكانت أقوى رد على ما صدر عنه من تبخيس لمكانة المرأة وأدوارها في المجتمع. رواد الفضاء الأزرق طالبوا بمعاقبة هذا الصحفي وطالبوا بتدخل الهيئة العليا للسمعي البصري، بل رفعوا «هاشتاغ» لمقاطعة برامج هذه الإذاعة؛ لأن واحداً من العاملين والمنتسبين لها، تطاول على إحدى اللواتي يبدين آراءهن من خلال المداخلة، طالباً منها بتهكم الابتعاد عن كل ما يتعلق بكرة القدم وعن المنتخب المغربي وخاطبها ساخراً على الهواء: «من الأفضل أن تهتمي بشؤون بيتك وتكتفي بمشاهدة برامج الطبخ ووصفات برنامج «شميسة» الشهير؛ لتحضير أشهى الأطباق». هل تسمح الإذاعة بالسخرية من الجمهور؟ رواد المنصات الاجتماعية، شنوا حملة على الصحفي، واعتبروا أن الإذاعة التي تسمح بمثل هذا الكلام، تروج للصور النمطية والمتخلفة ضد المرأة خلافاً لما ينصه الدستور والمواثيق الدولية التي اعتمدها المغرب، لتحسين صورة المرأة في الإعلام. جاءت صورة الصحفية من قلب الحدث الكروي، ومن وسط ملعب السلام بالقاهرة، ولتؤكد إن كان الأمر يحتاج لتأكيد أن هذا الخطاب مرفوض ومتجاوز، وبأن المرأة المغربية ناضلت واجتهدت واقتحمت كل المجالات بما فيها ملاعب كرة القدم. فأصبحت لاعبة ومدربة ومشجعة ومتابعة وقادرة على تحليل المباريات في أدق تفاصيلها، وتجدها في مدرجات كرة القدم بجانب الرجل، تصرخ... تغضب وقد تنهار باكية كما وقع لصفاء وهي تغطي مباراة كرة القدم التي انهزم فيها المنتخب المغربي في مواجهة فريق البنين... لحظة التتويج ونوبة البكاء أمل صفاء، هو متابعة منافسات كأسإفريقيا 2019 وتغطية مباريات المنتخب المغربي، وكان الحلم حسب ما صرحت به لموقع «كرة»، هو أن تعيش لحظة تتويج الأسود باللقب الإفريقي. لكن، أتت الرياح بما لا تشتهيه السفن، وخرج المغرب من منافسات «الكان» لتدخل المصورة المغربية في نوبة بكاء، وهي الصورة التي التقطها المصور المصري سيد حسن، وانتشرت بصورة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي سواء في مصر أو المغرب، وحطمت قلوب مشجعي أسود الأطلس، واعتبرها الجميع صورة السنة. من القلب تحدثت صفاء عن هذا الموقف قائلة: “دموعي كانت من القلب.. لم أشعر بأي شيء بعد أن سجل منتخب بنين آخر ركلة ترجيح وأعلن الحكم خسارة المغرب». وأضافت: “لم أفكر في أن يلتقط أحد صورة لي، فبكائي كان تلقائياً بعد خروج المنتخب، وفوجئت بعد المباراة بانتشار الصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». صفاء أكدت أنها اختارت مجال التصوير الصحفي تعبيراً عن هوايتها في التقاط الصور، وتعتبر حالياً أصغر مصورة صحفية رياضية بالمغرب، كما أنها تعد أول مصورة صحفية ترافق المنتخبالمغربي في رحلة خارج الحدود.
مشاركة :