يعالج ارتفاع ضغط الدم بالكثير من الأدوية الفعالة، والتي تأتي بنتائج جيدة لضبط هذا النوع من اضطراب الضغط، ولكن بعض هذه الأدوية يمكن أن تسبب بعض الجوانب السلبية أو الآثار الجانبية.ويلاحظ إقبال الكثير من الشباب على عيادات الأطباء نتيجة ارتفاع ضغط الدم، والذي كان في الماضي يصيب كبار السن فقط، لكن الآن أصبح الكثير من الأجيال الشابة عاني ارتفاع ضغط الدم.يعد ارتفاع ضغط الدم من الحالات المرضية الخطرة، والتي يمكن أن تتسبب بحدوث مخاطر أكبر، مثل جلطات القلب والدماغ، ولذلك لا ينبغي السكوت على هذه الحالة، وإنما المتابعة الدقيقة كل فترة.وتقدم دراسة حديثة بعض الطرق التي تم تجريبها فعلياً لتقليل مستوى الضغط بالطرق الطبيعية، دون اللجوء إلى أي نوع من الأدوية الكيميائية، وبالفعل استطاع عدد من الأشخاص المتطوعين في علاج الضغط المرتفع بهذه الطرق.كما يمكن استخدام بعض الأدوية المؤقتة مع هذه الطرق في البداية، ثم الاعتماد على برنامج يومي لتخفيض الضغط والاستغناء عن هذه العلاجات، وأيضاً لابد من معالجة مسببات ارتفاع الضغط أولاً، ثم الدخول في هذا البرنامج.ونتناول في هذا الموضوع الطرق والأساليب الطبيعية المستخدمة في علاج ضغط الدم المرتفع، مع بيان نتائج الدراسة الجديدة، وتقديم تفاصيل هذا البرنامج، والعوائق التي يمكن أن تعرقل البعض من الاعتماد على هذا النوع من العلاج. معالجة الأسباب قامت دراسة أمريكية حديثة بعمل بعض التجارب على المتطوعين من المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم، بعدما تم التعرف إلى المسببات المؤقتة لارتفاع ضغط الدم؛ حيث عاني عدد كبير من الشباب هذه الحالة في الفترات الأخيرة.كان هؤلاء المتطوعون بصحة جيدة وتتراوح أعمارهم ما بين 29 إلى 46 عاماً، وفي إطار الكشف الطبي الدوري تمت ملاحظة ارتفاع ضغط الدم لديهم، بالرغم من أنهم لم يعانوا قبل ذلك هذه المشكلة، ولم يشعروا بها إلا بالصدفة من خلال هذا الكشف.وقام الباحثون بمعرفة الأسباب الطارئة لإصابة هؤلاء المتطوعين بارتفاع ضغط الدم، وتمت معالجة الأسباب، مع تناول أدوية لتوصيل الضغط إلى الأرقام الطبيعية، وبعد معالجة السبب، كان الضغط في حالة ارتفاع أيضاً، فهم يحتاجون إلى علاج مزمن لهذه الحالة. تغيير نمط الحياة وضع الباحثون برنامجاً متكاملاً يشمل تغيير نمط الغذاء، وإدخال عدد من الأطعمة والمشروبات المهمة لتخفيض الضغط، وكذلك تغيير نمط المعيشة وتعديل بعض السلوكيات غير الصحية، وممارسة الرياضة المستمرة، والتي تعد أهم بنود البرنامج العلاجي وتمثل كلمة السر في نجاح هذه الأساليب وانخفاض الضغط.وطبق الباحثون هذا البرنامج على المرضى لمدة وصلت إلى 3 أشهر، وكانت النتيجة تحسن حالة ما يقرب من 96 % من هؤلاء المصابين بارتفاع ضغط الدم بصورة جيدة، ووصلت إلى الحالة الطبيعية الجيدة بعد الالتزام الصارم بهذا البرنامج.كما تحسنت حالة 4% الباقين، لكنهم لم يصلوا إلى الحالة الطبيعية للضغط؛ حيث ظل مرتفعاً بدرجة متفاوتة لديهم، لكنها أقل من السابق، ويمكن أن تتعدل في حالة استمروا في تطبيق هذا البرنامج، أو يتم تناول نوع من الأدوية البسيطة لتحقيق الانخفاض الطبيعي. نظام غذائي بدأ الباحثون في تعديل نظام الغذاء، فتم منع الأغذية الدهنية والوجبات السريعة والخفيفة، والتقليل من حجم السكريات والنشويات والأطعمة المحلاة بصورة كبيرة، وتقليل الزيوت واستبدالها بالأنواع المفيدة، مثل زيت الزيتون، وكذلك زيت الذرة في الأطعمة.واعتمد الباحثون على وجبات الأسماك الطازجة بشكل أكبر؛ حيث تم إدخال 3 وجبات من هذه الأسماك على مدار الأسبوع، ويتم إعداد هذه الوجبات من خلال السمك المشوي وليس المقلي، والابتعاد عن المخلالات.ومنع الباحثون استخدام ملح الطعام إلا بكميات قليلة للغاية، فمن المعروف أن الملح أحد وسائل رفع ضغط الدم بسرعة، إضافة إلى الإكثار من تناول المياه خلال اليوم، فكان كل متطول يتناول من 8 إلى 10 أكواب من الماء أو أكثر. الثوم على الريق ونصحت دراسة سابقة، بأن تناول فصين من الثوم بعد الاستيقاظ من النوم صباحاً على الريق، له دور كبير في عملية التحكم في ضغط الدم، ويمثل الثوم أحد الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن بكل أنوعها والنادرة منها، كما أنه لا يحتوي على دهون أو صوديوم.وتبين الدراسة الحديثة، أن تناول الثوم على الريق يقلل ضغط الدم المرتفع بشكل جيد، وخاصة لدى من يعانون هذه المشكلة، ويفسر الباحثون ذلك نتيجة احتوائه على البوتاسيوم والمغنسيوم والكالسيوم، ويخفض من مستوى البروتين التفاعلي المتسبب بحدوث التهابات وارتفاع الضغط.ويقول الباحثون إن قلة الكبريت في الجسم يعمل على ارتفاع الضغط، وتناول الثوم يعوض هذا النقص؛ حيث يحتوي على مادة الإليسين التي تزيد من تركيز كبريتيد الهيدروجين، وبدوره يؤدي إلى عملية استرخاء الوعاء الدموي ويمنع حالة الانقباض المسببة للضغط. الخضار والتوازن وتناول طبق من الفاكهة في الصباح قبل وجبة الإفطار ضروري، ويتضمن برتقالة وبعض الفواكه المتوفرة الأخرى، فيمكن تناول الموز واليوسفي والفراولة والبطيخ والأناناس والخوخ والعنب والكانتلوب والأفوكادو والبابايا والتوت بكل أنواعه.وبعد مرور ساعة من تناول الفاكهة يمكن تناول الخضار أو طبق السلطة بدون ملح، ويمكن إضافة ليمونة أو ملعقين صغيرتين من خل التفاح أو الخل العادي، مع وضع التوابل المفيدة في تخفيض الضغط، ومنها الفلفل الأسود والقرفة والزنجبيل والشطة الحمراء والكزبرة.وتحتوي الخضراوات على معدلات كبيرة من الألياف والبوتاسيوم والمغنسيوم، وهي عناصر تسهم بشكل كبير في تقليل ضغط الدم، كما تعمل على زيادة تدفق الدم وتعزيز الدورة الدموية، وضبط معدلات المعادن في الخلايا. اللبن والبيض ويتناول مريض الضغط المرتفع كوباً من اللبن في وجبة الإفطار، ويفضل تضمنها منتجات الألبان من أجبان بأنواعها الخالية من الدهون النباتية، فيفضل الجبن الطبيعي أو القريش، وكذلك الزبادي واللبن الرايب.ويحتوي الحليب ومنتجاته على نسب عالية من الكالسيوم، الذي يفيد في خفض ضغط الدم، كما يمكن وضع بيضه أو اثنين في وجبة الفطور، وبعض البطاطس أو البطاطا المسلوقة، والابتعاد عن المقلية.ويمكن تناول رغيف واحد فقط من الخبز في وجبة الفطور، إضافة إلى تناول الخبز الأسمر أو ذات الحبوب الكاملة، وفي حالة عدم توفره، يلجأ المريض إلى رغيف عادي مع رغيف أو اثنين من «عيش السن» أو المصنوع من الردة.وتتضمن وجبة الغداء شريحة فقط من اللحوم الحمراء أو صدور الفراخ، وتكون خالية من الدهون، مع السلطات والخضار، يفضل البروتين النباتي، مثل البقوليات وغيرها، أما العشاء فيحتوي على جبن قريش وكوب لبن وقبله قطع من الفواكه. تجنب الشاي ويبتعد الشخص المريض بارتفاع الضغط عن المشروبات التي تعمل على زيادة ارتفاعه، ومنها الشاي والقهوة والمشروبات الغازية وخاصة الغامقة، وكل ما يحتوي على الكافيين بأنواعه، لأنها تعمل على توتر الأوردة الدموية وزيادة الضغط.ويستبدل المريض هذه المشروبات بأخرى لها تأثير إيجابي سريع على خفض الضغط، ومنها الكركديه المنقوع وليس المغلي؛ حيث يتم وضع أوراق الكركديه في الماء من الليل وتركها للصباح، وبذلك تنتح العناصر المفيدة لخفض الضغط.وتناول شاي الزنجبيل الساخن بعد الوجبات، ويمكن أن تضاف القرفة إلى الزنجبيل وتناول هذا الخليط، وتناول كوب من القرفة المغلية، ويمكن كذلك تناول اللبن المغلي بالقرفة. الكزبرة والدوم توصي دراسة سابقة بتناول شاي الكزبرة المغلي؛ حيث يتم وضع ملعقة متوسطة من هذه العشبة في كوب من الماء وتركها لمدة 10 دقائق تغلي، ويمكن إضافة القرفة إليها.وبعض التجارب تبين فائدة تناول مغلي الدوم في عملية ضبط الضغط بصورة كبيرة، ويمكن عمل خليط من هذه المشروبات وتناولها على مدى اليوم، ويفضل عدم إضافة السكر أو التحلية بملعقة من العسل.وينوع المصاب في تناول هذه المشروبات، فيمكن تناول كوب بعد الإفطار وآخر بعد الغداء وثالث بعد العشاء، أو فيما بين الوجبات أو قبلها، فليس هناك مشاكل أو محاذير، المهم تناول هذه المشروبات والابتعاد عن الأخرى. المشي والسباحة تؤكد دراسة بريطانية الفوائد الكبيرة لممارسة الرياضة، والتي لا بد من وضعها ضمن أي برنامج علاج ارتفاع الضغط، حيث يمكن أن يمارس المريض أنواع الرياضة المختلفة، ما عدا حمل الأثقال التي تزيد من ارتفاع الضغط.ويمثل المشي أحد هذه الرياضات الضرورية، ولا بد أن يكون المشي سريعاً ولمدة تصل إلى 30 دقيقة على الأقل، ووضعت الدراسة نظام المشي لمدة ساعة كاملة خلال اليوم.كما يمكن ممارسة رياضة الجري والسباحة وركوب الدراجات، فكلها تساعد على زيادة تدفق الدورة الدموية وانخفاض الضغط، ويمكن تقسيم الوقت إلى 15 دقيقة، ثم أخذ قسط من الراحة والمعاودة مرة أخرى، وبعض الدراسات تقول إنه لا مانع من تقسيم الرياضة إلى 10 دقائق على ثلاث مرات، ولكن المفيد أكثر هو الاستمرار في الرياضة أطول وقت ممكن دون راحة.كما يمكن اللجوء إلى رياضة صعود الدرج أو السلالم، فهي تساعد على خفض الضغط أيضاً، وممارسة رياضة التأمل والراحة والاسترخاء لها تأثير جيد أيضاً.كما يمكن المزج بين الرياضات، فيبدأ المريض بالمشي لمدة 15 دقيقة، ثم يعقبها الجري 10 دقائق، ثم أداء بعض تمارين اللياقة والليونة وصعود الدرج.
مشاركة :