قال متعاملون إنهم لجأوا إلى حجز تذاكر سفر لرحلات الذهاب في اتجاه واحد فقط، لكنهم فوجئوا في ما بعد بصعوبة إيجاد رحلات عودة بأسعار معقولة، في ظل الطلب الكبير، خصوصاً في الأيام القليلة التي تسبق بدء الموسم الدراسي، لافتين إلى أن شركات الطيران تشدّد من عملية تعديل شروط السفر خلال المواسم التي تشهد إقبالاً عالياً. وشدد مديران في وكالات للسفر على ضرورة حجز التذاكر في اتجاهين، خصوصاً خلال أوقات الذروة، باعتبار أن الأسعار تبقى مرتفعة طالما كان الطلب عالياً، معتبرين أن شراء تذاكر في اتجاه واحد يندرج ضمن الأخطاء التي يرتكبها المتعاملون أثناء إجراء الحجوزات. وأوضحا أن جزءاً كبيراً للغاية من الرحلات الجوية القادمة إلى الإمارات، قبيل بدء الموسم الدراسي، سجلت معدلات إشغال وصلت إلى 100%. وأظهر مسح أجرته «الإمارات اليوم»، ارتفاع متوسط أسعار الرحلات الجوية المباشرة القادمة من وجهات عربية إلى السوق الإماراتية، اعتباراً من 23 أغسطس الجاري، ووصل متوسط أسعار الرحلات المباشرة القادمة من القاهرة في اتجاه واحد إلى نحو 2700 درهم، مقابل 2800 درهم من العاصمة الأردنية عمان، ونحو 2100 درهم بالنسبة للرحلات من مدينة بيروت، كما تتضاءل الفروق السعرية بين أسعار تذاكر رحلات الطيران التجاري والاقتصادي بسبب الطلب المرتفع. حجز التذاكر وتفصيلاً، قال المتعامل، أحمد حجازي، إنه لجأ قبل أكثر من شهر إلى حجز تذاكر الطيران لأسرته لرحلات الذهاب في اتجاه واحد فقط، نظراً إلى ارتفاع الأسعار خلال موسم الذروة في الصيف، على أن يبادر إلى حجز تذاكر العودة في وقت لاحق، انتظاراً لتراجع مستويات الأسعار. وأضاف أنه فوجئ خلال الأيام الأخيرة بزيادات كبيرة في أسعار رحلات العودة، وذلك قبيل بدء الموسم الدراسي، مشيراً إلى أنه اضطر إلى حجز رحلات العودة لكن التكاليف كانت كبيرة، وهي تساوي تقريباً سعر التذكرة في الاتجاهين. وقال المتعامل، سعيد السيد، إنه لم يكن متأكداً بالضبط من تواريخ العودة بالنسبة لأسرته، ولذلك فضّل حجز التذاكر في اتجاه واحد حتى تتضح الأمور، مشيراً إلى أن أسعار رحلات العودة وصلت إلى مستويات كبيرة بعد العيد مباشرة، لافتاً إلى أن الخيارات تتقلص بالنسبة للتذاكر، إذ إن جزءاً كبيراً من الرحلات محجوز بالكامل. وبيّن أن أسعار تذاكر السفر ترتفع بنسب كبيرة تصل إلى أكثر من 100% خلال أوقات الذروة، مشيراً إلى أن الأمر ينطبق على الرحلات المباشرة بالدرجة الأولى، فضلاً عن الرحلات عبر أكثر من نقطة بالنسبة للمحطات الإقليمية. وقال المتعامل، محمد عوض، إنه احتاج إلى حجز وإضافة تذكرة أخرى لرحلة العودة برفقة عائلته، لكنه فوجئ بالأسعار المرتفعة التي تزيد على 2500 درهم للرحلة في اتجاه واحد، مشيراً إلى أن شركات الطيران لا تمنح المتعاملين تسهيلات لتغيير الحجوزات أو إجراء أي تعديلات عليها خلال مواسم الذروة. وبيّن أن بعض التذاكر محكمة بشروط تقيد الاستفادة من عملية تعديلها، كما أنها غير قابلة للاسترداد، لافتاً إلى أن الخيارات بخصوص رحلات العودة تتقلص مع قلة المعروض من التذاكر. أخطاء المتعاملين إلى ذلك، قال نائب الرئيس التنفيذي لشركة الريّس للسفريات (مجموعة الريّس)، محمد جاسم الريس، إن «شراء تذكرة السفر في اتجاه واحد يعتبر من ضمن الأخطاء التي يرتكبها المتعاملون أثناء إجراء حجوزاتهم»، لافتاً إلى أنه «في جميع الأوقات تقريباً، بما في ذلك خلال فترات الذروة وغير الذروة، نجد أن سعر التذكرة في اتجاه واحد أغلى بنسب متفاوتة، مقابل السعر المتوافر للتذكرة الشاملة، في حال تم تقسيمها والمقارنة على أساس الاتجاهين». وأضاف الريس أن «بعض المتعاملين يعتقدون أنه خلال فترات الذروة وارتفاع الأسعار إلى مستويات كبيرة، يمكن تفادي التكاليف في حال تم حجز التذكرة في اتجاه واحد، وهذا غير صحيح، لأن الأمر مرتبط بالطلب والعرض والسعة المقعدية المتاحة بين الوجهتين بالدرجة الأولى، وقلما نجد عروضاً ترويجية مرتبطة بالأسعار في اتجاه واحد»، موضحاً أنه «على سبيل المثال، لو أن سعر التذكرة في الاتجاهين تصل إلى 1000 دولار فإن الكلفة في الاتجاه الواحد تتخطى 600 دولار». وبيّن أن هناك ضغطاً كبيراً على رحلات العودة القادمة إلى دولة الإمارات من مختلف الأسواق الرئيسة، بالنسبة للمقيمين في الدولة مع انتهاء إجازة العيد، لافتاً إلى أن «الطلب الكبير على رحلات العودة يستمر حتى الأسبوع الأول من شهر سبتمبر المقبل، تزامناً مع بدء الإجازة المدرسية في الإمارات». وأشار الريس إلى أن «جزءاً كبيراً للغاية من الرحلات الجوية القادمة إلى الإمارات، قبيل بدء الموسم الدراسي، سجلت معدلات إشغال وصلت إلى 100%»، موضحاً أن «الأسواق العربية الأكبر طلباً تتمثل في مصر والأردن ولبنان، فضلاً عن محطات في منطقة آسيا». العرض والطلب في سياق متصل، قال رئيس شركة «العابدي» القابضة للسياحة والسفر، سعيد العابدي، إن «أسعار تذاكر الطيران تخضع للعرض والطلب بالدرجة الأولى، بصرف النظر عن الرحلات في اتجاه واحد أو اتجاهين، أو عبر أكثر من محطة»، مشيراً إلى أن «الطلب على السفر ارتفع إلى مستويات كبيرة، مع عودة المسافرين، بالتزامن مع بدء الدوام الدراسي وانتهاء موسم الإجازات». وأضاف العابدي أنه «من الضروري حجز التذكرة في اتجاهين، خصوصاً خلال أوقات الذروة، إذ إن الأسعار تبقى مرتفعة طالما كان الطلب عالياً»، لافتاً إلى أن «الأسعار قد تصل إلى مستويات متقاربة بالنسبة للتذاكر في اتجاه واحد أو اتجاهين، بناء على مستوى الطلب». وأوضح أنه رغم ذلك، نجد أن شريحة من المسافرين يحجزون في اتجاه واحد، وهذا خطأ شائع يتعلق بسوء التخطيط لعملية السفر. ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :