أشاد رؤساء ومديرو المراكز والمعاهد البحثية بحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على الاحتفال بعيد العلم وتكريم الباحثين والعلماء مما يعكس تقديره ودعمه لدور العلماء فى هذه المرحلة لتحقيق تقدم الوطن، مؤكدين أن المعرفة التكنولوجية هى المقياس الحقيقى لثروات الدول، وليست مواردها الطبيعية، ومن ثم فالتحدى الأكبر الذى يواجه مصر هو بناء إقتصاد المعرفة المعتمد على التعليم والبحث العلمى. وأعرب الدكتور محمد هاشم رئيس المركز القومى للبحوث -فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، الأحد- عن سعادته بتكريم الرئيس السيسي للعلماء فى عيد العلم خاصة وأن علماء المركز حصدوا العام الماضي 8 جوائز من جوائز الدولة للعلوم والتكنولوجيا ونشروا 2400 بحث دولى وتم قبول 23 براءة اختراع فى مختلف المجالات الحيوية المهمة. وأكد هاشم اهتمام القيادة السياسية بالتعليم والبحث العلمى، وانعكس ذلك بوجود استراتيجيات طويلة الأجل لا تتأثر بتغيير القيادات التنفيذية حيث تم وضع محور التعليم العالى والبحث العلمى فى الخطة الإستراتيجية لمصر 2030 ثم الخطة التنفيذية للإستراتيجية القومية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار 2030.وسلط الضوء على عدد من الفرص والنقاط المضيئة الخاصة بالبحث العلمى الفترة الماضية ومنها صدور قانون حوافز العلوم والتكنولوجيا والابتكار الذى يتيح لهيئات التعليم العالى والبحث العلمى إنشاء أودية للعلوم والتكنولوجيا وحاضنات تكنولوجية وشركات، واستغلال نتائج البحوث للنهوض بالمجتمع وتوفير موارد ذاتية.وأضاف أنه تم كذلك الانتهاء من عدد من القوانين لتوفير مناخ ملائم للباحثين والعلماء منها قانون رعاية المبتكرين والنوابغ، وقانون هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، مشيرا إلى أنه يجرى العمل على تعديل اللوائح التنفيذية الحاكمة لكافة المراكز البحثية لتحويلها لمراكز بحثية أكثر تفاعلية مع احتياجات العصر ومنفذة لمتطلبات الدولة. من جانبه، أشاد الدكتور هشام الديب رئيس معهد بحوث الإلكترونيات، بحرص الرئيس السيسي، لتكريم العلماء والباحثين، الأمر الذى يعد دفعة قوية لتشجيع الأجيال الجديدة على الاهتمام بمجالات البحث العلمي أسوة بالمجالات الرياضية والفنية، مؤكدا أن البحث العلمي وربطه باحتياجات المجتمع هو السبيل الوحيد للتقدم والتنمية المستدامة. وأشار إلى اهتمام الرئيس بدعم البحث العلمى خاصة مجال الإلكترونيات، باعتباره من المجالات الواعدة لصناعة المستقبل، موضحا أنه بصفته عضوا بالمجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى التابع لرئاسة الجمهورية، تم عرض فكرة إنشاء مدينة العلوم الإلكترونية على الرئيس فى إحدى جلسات المجلس، ولاقت استحسانا ودعما كبيرا منه. وكشف عن الانتهاء بالكامل من تلك المدينة فى عام 2023 بتكلفة 4ر1 مليار جنيه تقريبا، وتبلغ مساحتها الإجمالية 17 ألف متر مربع، بمنطقة النزهة الجديدة، كما سيتم الانتهاء من إنشاء (الغرفة النظيفة) فى سبتمبر 2021 والتى تعد نواة للنهوض بصناعة الإلكترونيات فى الشرق الأوسط، نقلة نوعية فى استراتيجية المعهد نحو الربط مع الصناعة، وإنشاء معامل وخطوط شبه صناعية يمكن أن يتم تطبيق مخرجاتها فى صناعة الإلكترونيات والمستشعرات، حيث تمثل هذه المخرجات أحد مكونات الثورة الصناعية الرابعة التى تعتبر من أهم ركائز التنمية المستدامة عالميا. وتوقع لعائدات سوق الإلكترونيات المصرى وفقا لزيادة المساهمة فى الناتج القومى من 10 إلى 20 مليار دولار، وتوفير 30 ألف فرصة عمل بحلول 2020، ومن المتوقع أن تصل المساهمة فى الناتج القومى لـ 60 مليار دولار وتوفير 300 ألف فرصة عمل مباشرة و120 ألف فرصة عمل غير مباشرة بحلول عام 2030 .فيما أكد الدكتور محمد زهران رئيس الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء أن القيادة السياسية في مصر تولى مجال الفضاء أهمية خاصة.. مشيرا إلى أن هناك خطة تنتهجها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مجال علوم الفضاء على مستوى المراكز والمعاهد البحثية المتخصصة وعلى مستوى الجامعات المصرية لتصنيع وتجميع العديد من الأقمار الصناعية بكافة الأحجام.وأوضح أنه من المقرر الانتهاء من مشروع مركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية التابع للهيئة فى مايو 2020، مشيرا إلى أنه تم فى فبراير الماضي إطلاق القمر الصناعي المصرى (ايجيبت ساتA) لأغراض البحث العلمى والاستشعار عن بعد، وخدمة قطاعات التنمية بالدولة، إلى جانب استضافة مصر لوكالة الفضاء الأفريقية. وأضاف أنه من خلال برنامج التحالف القومي للمعرفة والتكنولوجيا في مجال الفضاء، والممول من أكاديمية البحث العلمي، سيتم إطلاق 3 أقمار صناعية من نوع (كيوب سات)، تم تصميمها وتنفيذها بالكامل دون الاستعانة بأية خبرات أجنبية، فضلا عن دورها في تطوير تكنولوجيا صناعة الفضاء المحلية.ونوه بإطلاق القمر الأول فى يوليو الماضي، ومن المقرر إطلاق القمر الصناعي الثاني إلى الفضاء في سبتمبر المقبل، كما يجري حاليا العمل ببرنامج الفضاء لتصميم وتنفيذ القمر الثالث للانتهاء منه خلال الربع الأخير من 2019 وإجراء عمليات الاختبارات الفضائية والتأهيل الفضائي ومراجعة الأمان؛ استعدادا للإطلاق خلال الربع الثاني من 2020.بدوره، أعرب الدكتور ياسر مصطفى مدير معهد بحوث البترول عن سعادته بتكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي للعلماء مما يؤكد إيمان الدولة بأهمية العلم والتعليم فى تحقيق التنمية والاقتصاد القائم على المعرفة، مشيرا إلى أن استراتيجية الدولة 2030 تؤكد على توحيد الآراء والجهود والأفكار وتهيئة بيئة محفزة للبحث العلمى لخلق مجتمع مبدع ومبتكر ووضع الأولوية للمشروعات القومية خاصة المياه والطاقة. وأشاد بقانون حوافز الابتكار أحد ثمار الاستراتيجية التى وضعت بعض الآليات لبناء قدرات شباب الباحثين من خلال التدريب المتقدم فى مجال الإدارة وغيرها من الدورات المتخصصة بما يخلق الجيل القادر على المنافسة والتحول إلى الرقمنة.وأكد أن برنامج التحالفات القومية الذى أطلقته أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا لتعميق المنتج المحلى أثبت نجاحه، ورسخ فكرة التكامل بين الجهات المختلفة والعمل فى مجموعات مشتركة فى المسئولية. ولفت إلى أن المعهد يحتضن تحالفا ضخما فى مجال البتروكيمياويات بتمويل 17 مليون جنيه من أكاديمية البحث العلمى والذى أنجز أحد أهم أهدافه وهى إنشاء مجمع نصف صناعى لإعادة تدوير المخلفات البتروكيميائية وتحويلها إلى البولى إيثلين عالى الكثافة متعدد الاستخدامات. وقال الدكتور عماد عويس رئيس مركز بحوث وتطوير الفلزات إن تكريم الرئيس السيسي للباحثين والعلماء رسالة قوية على اعتماد الدولة على منظومة البحث العلمي فى كافة المجالات، مشيرا إلى أن المركز يعد قلعة بحثية تخدم قطاع الصناعة المصرية ويعمل على طرح الحلول لعلاج المشكلات. وأشاد بقانون حوافز العلوم والتكنولوجيا والابتكار الذى تنظم لائحته التنفيذية كافة الجوانب المتعلقة بإنشاء أودية للعلوم والتكنولوجيا والحاضنات التكنولوجية، توضيح موارد البحث العلمي، وتنظيم الشركات المنشأة بغرض استغلال مخرجات البحث العلمي. وأوضح عويس أن المركز وضع ضمن أولوياته الاستراتيجية تطوير الجانب العلمي للبحوث لمسايرة التطور العلمي في مجالات الشعب الأربع ليظل المركز قادرا دائما على تطويع العلوم والتكنولوجيات الحديثة بما يتناسب مع طبيعة الصناعة المصرية أو الخامات المحلية لدعم الصناعات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة. وأضاف أنه ممثل عن البحث العلمي في اللجنة المشكلة لتصنيع السيارات الكهربائية في مصر، وذلك بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي وعدد من الجهات الأخرى، ضمن إستراتيجية الدولة لتوطين صناعة السيارات والأتوبيسات الكهربائية في مصر حيث يقوم المركز بتصنيع وتطوير بطاريات الليثيوم. وأشاد الدكتور شريف كراوية رئيس معهد بحوث أمراض العيون، بالمبادرات التى تطلقها الدولة حاليا للكشف المبكر عن الأمراض المختلفة وتعد خطوة مهمة، لتكوين قاعدة بيانات دقيقة، ينتج عنها إحصائيات واضحة بالأمراض المنتشرة فى المجتمع، والتى تمثل أولى مراحل البحث العلمى الصحيح فى المجال الطبى والعلاجي. وقال إن المعهد يقوم بتنظيم 5 قوافل طبية سنويا، تكون مدة كل منها ما بين 3 أيام إلى أسبوع، تستهدف فحص نحو 1000 مريض، وإجراء جراحات العيون لأكثر من 150 مريضا، لافتا إلى أن المعهد من خلال تلك القوافل يستهدف الوصول إلى المرضى فى المحافظات والمناطق النائية والتى يصعب على قاطنيها الوصول إلى المعهد إلى جانب إجراء مسح للأمراض الأكثر انتشارًا بالمحافظات المختلفة. وأضاف أن المعهد بصدد الاستفادة من برنامج الحاضنات التكنولوجية التى أطلقتها أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ولدينا أكثر من فكرة بحثية، وخاصة فى مجال الخلايا الجذعية لأمراض القرنية، مشيرا إلى أن المعهد يمتلك معملا على مستوى عال من الإمكانيات لا يوجد مثيله فى مصر. وأشارت الدكتورة مها الدملاوي رئيس مدينة الأبحاث العلمية والتكنولوجية ببرج العرب إلى أن المدينة حريصة على ربط خطط البحوث والتطوير بأهداف خطط التنمية الوطنية، والعمل على توفير بيئة محفزة وجاذبة للاكتشاف والإبداع والابتكار مع التركيز بشكل خاص على العلوم والتكنولوجيا وتطبيقاتها فى التنمية المجتمعية.وأضافت أنه من خلال وادى العلوم والتكنولوجيا بالمدينة يتم خلق تآلف من الحاضنات التكنولوجية والشركات الناجحة والمشروعات الواعدة، وأصحاب المشروعات المبتكرة ودعم وتشجيع التعاون بين البحث العلمى والصناعة فى إطار تعزيز استراتيجية الدولة 2030 فى الاقتصاد المبنى على المعرفة.
مشاركة :