ظهر مرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، الأحد، مرتديا زي الإعدام الأحمر، لأول مرة، خلال جلسة محاكمته في قضية أحداث سجن بورسعيد، بحسب مراسل الأناضول. وبحسب المراسل، الذي حضر الجلسة، ظهر بديع بشكلٍ بارز في قفص الاتهام، لارتدائه “بدلة الإعدام الحمراء” لأول مرة. وفي كلمة له، من داخل قفص الاتهام، قال بديع موجها حديثه للقاضي: “أنا أحاكم في نحو 43 قضية من قضايا الإرهاب، وأرتدي البدلة الحمراء، وهذا ظلم بين”. وأضاف: “أوجه شكواي الى الله أولا، وإلى هيئة المحكمة بأن تحقق العدل معي”. ويحاكم بديع و107 آخرين في اتهامات بأنهم خلال أيام 26 و27 و28 يناير/ كانون الثاني 2013، قتلوا ضابطا وأمين شرطة، و40 آخرين، عمدا مع سبق الإصرار والترصد، وذلك عقب صدور حكم بالإعدام فى قضية استاد بورسعيد المعروفة باسم “مجزرة بورسعيد”. واندلعت أعمال العنف بالمدينة عقب حكم بإعدام 21 متهمًا بقضية استاد بورسعيد التي قتل فيها 74 من مشجعي النادي الأهلي لكرة القدم أثناء مباراة مع نادي المصري البورسعيدي مطلع فبراير/ شباط 2012. ويتبنى القانونيون تفسيرا واحدا لارتداء هذا اللون، وهو أنه لتمييز المحكوم عليهم بالإعدام عن باقي المتهمين، وهو أسلوب لا تنفرد به مصر وحدها، لكنه موجود في كل دول العالم، بحسب نبيل حلمي أستاذ القانون الدولي بجامعة الزقازيق (دلتا النيل)، في تصريحات سابقة للأناضول. واللون الأحمر، كما يعرفه خبراء لغة الألوان، هو لون يدل على الحياة والطاقة والدفء، لأنه لون الدماء التي تجري في الشرايين، لكنه في لائحة السجون المصرية له دلالات مختلفة. من جانبه، قال أيمن ناهد، عضو هيئة الدفاع عن قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، إن “ارتداء بديع البدلة الحمراء، أمر طبيعي، طبقا لصدور حكم بالإعدام عليه في قضية “غرفة عمليات رابعة”. وكانت محكمة جنايات القاهرة، قضت في 11 أبريل/ نيسان الجاري، قضت في حكم أولي قابل للطعن، بإعدام محمد بديع و13 قياديا بالجماعة، في القضية المعروفة إعلاميا بـ”غرفة عمليات رابعة”، فيما قضت بالسجن 25 عاما على 37 آخرين في الاتهامات التي وجهت لهم بـ”إعداد غرفة عمليات لتوجيه تحركات جماعة الإخوان، بهدف مواجهة الدولة”، عقب فض اعتصامي أنصار مرسي في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر بالقاهرة، في 14 أغسطس/ آب 2013، وهي التهم التي نفاها المتهمون ودفاعهم. ناهد قال للأناضول إن “ارتداء بديع للبدلة الحمراء وظهوره بها، هي رسالة سياسية من النظام المصري، قبل أن تكون تنفيذا للوائح السجون”. وتميز لائحة السجون المصرية كل فئة من المساجين بلون مختلف، فتميز السجين الاحتياطي بالأبيض، ومن يصدره ضده حكم باللون الأزرق، بينما يرتدي الصادر بحقه حكم بالإعدام اللون الأحمر. وردا على سؤال حول عدم ارتداء بديع للبدلة الحمراء، رغم صدور حكم أولي سابق له بالإعدام في قضية بمحافظة المنيا، قبل أن يتمك الطعن فيها، وإعادة المحاكمة، قال ناهد: “الحكم الذي صدر ضد بديع في قضية المنيا كان غيابيا، ولم يحضر فيه بديع جلسة المحكمة، وبالتالي لم يعد الحكم قابلا للنفاذ، وتعاد فيه المحاكمة، وهو ما يعني عدم ارتداءه البدلة الحمراء”. يذكر أنه في 11 فبراير/ شباط الماضي قررت محكمة النقض (أعلي محكمة مصرية للطعون) قبول الطعن المقدم فى قضية أحداث العدوة بالمنيا (وسط)، المتهم فيها محمد بديع مرشد الإخوان، على الحكم الصادر من محكمة جنايات المنيا في 21 يونيو/ حزيران الماضي، بإعدامه غيابيا وآخرون، وذلك على خلفية إدانتهم بـ”اقتحام وحرق مقر شرطي بمدينة العدوة في محافظة المنيا (وسط ) وقتل رقيب شرطة”، في سياق الاحتجاجات على فض قوات الجيش والشرطة لاعتصام مؤيدين لمرسي في ميداني رابعة العدوية (شرقي القاهرة) ونهضة مصر (غرب) في 14 أغسطس/ آب 2013، وهو فض أسقط مئات القتلى، بحسب حصيلة رسمية، وأثار انتقادات واسعة من منظمات حقوقية دولية وعواصم غربية.
مشاركة :