لا تزال أفلام الجاسوسية تحصد النجاح السينمائى بطريقة تنافس أفلام الحركة والإثارة، خاصة التى تبتعد عن المزيج الشهير الذى يقدمه العميل البريطانى الأشهر جيمس بوند، أو منافسه القوى إيثان هنت صاحب المهمة المستحيلة؛ حيث قطاع كبير من الجمهور يُفضّل الشكل السرى الهادئ الذى يقترب من الحقيقة فى بعض مشاهده، وربما يأتى تسلسل الأحداث غير متوقع، لتأتى نهاية لم تكن ببال المتفرج عندما خطا إلى قاعة السينما أو ضغط على أيقونة التشغيل فى جهاز الكمبيوتر. هذه الفئة من المشاهدين قد يروق لها الفيلم الأمريكى The Operative أو «العاملة» الذى يتناول قصة غير تقليدية فى صراع استخباراتى لا يعلم العالم عنه الكثير رغم بوادره السياسية، حيث جاسوسة غير واضحة المنشأ تعمل لحساب إسرائيل فى الأراضى الإيرانية؛ لكنها تتجاوز قواعد العالم السرى من أجل خفقات قلبها، لتحصد إسرائيل فشلًا ذريعًا فى هذه الجولة من الصراع تابعها الجمهور على مدى ١٦٠ دقيقة هى مدة الفيلم الصادر نهاية شهر يوليو الماضي.تبدأ أحداث الفيلم، المبنى استنادًا إلى الرواية العبرية «المعلم الإنجليزي» التى ألّفها ضابط المخابرات السابق يفتاش رايتر عتير، عندما يُفاجأ توماس، وهو يهودى بريطانى كان يعمل لحساب مخابرات الاحتلال الإسرائيلى «الموساد» ويدير بعض العملاء، بمكالمة غير متوقعة من عميلة كانت تقع تحت إدارته وتقيم فى إيران بعد عام من عدم الاتصال، بدت فيها خارج السيطرة، والتى تضطره للعودة والعمل مع رجال الموساد مرة أخرى لفهم ما تفعله، فأحضروه على الفور لاستخلاص معلومات سرية فى منزل آمن؛ ومع تسلسل الأحداث تكشف ذكريات الماضى كيف طور توماس علاقة مع راشيل، التى تم إرسالها إلى طهران مع وظيفة يومية كمدرسة للغة الإنجليزية؛ لكنها لا تلتزم دائمًا بالنص كما يجب على العملاء المبتدئين. تم إرسال راشيل فى البداية إلى العاصمة الإيرانية طهران كمدرسة للغة الإنجليزية، وكانت وظيفتها بسيطة تنحصر فى نطاق المراقبة والتقارير أو المشاركة البسيطة فى بعض أجزاء العمليات الكبرى، لكن طبيعتها القوية ومواهبها السرية الواضحة تم شحذها بعد ذلك لمهمة أكثر خطورة، حيث يستهدف الموساد عبر راشيل رجل أعمال ثريًا فى مجال الإلكترونيات ويبدأ خطواته الأولى فى السوق السوداء للأنظمة النووية؛ هكذا يرى الإسرائيليون ضرورة توريطه للعمل معهم من أجل تسريب مكونات وبرمجيات زائفة إلى نظام الملالى حتى لا تستطيع إيران إنتاج القنبلة النووية. تقوم راشيل بتعريض العملية كلها للخطر عندما تقع فى حب المصدر الذى يجب عليها تجنيده واستغلاله، وذلك بجوار موقف آخر قد يكون عابرًا لكنه رسّخ لديها هذه القناعة عندما تشارك فى نقل مجموعة من المواد المتفجرة عبر الجبال مع وسيط أفغانى وصفه توماس بأنه «ثقة»، لكنه يقوم بالتحرش الجنسى بها مستغلًا اختبائهما من حرس الحدود الإيراني.
مشاركة :