أن تكون يتيمًا ومبدعاً يعني أن تكون يتيمًا مرتين!

  • 4/21/2015
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

اليتم فقد ونبوغ، علوم النفس تعرف ذلك حق المعرفة، الدراسات النفسية تؤكد هذه العلاقة المتينة بين اليتم والإبداع من ذلك ما أثبته ألفريد آدلر العالم النفسي الشهير في نظريته (التعويض) من أن الشعور بالفقد يولد تعويضا يأخذ شكل الإبداع. "كارل يونج" أيضا أكد أن الأحداث المأساوية في الطفولة تؤدي إلى تنشيط الحجرات الوراثية ويصبح الدماغ لديه القدرة على توليد مخرجات إبداعية. "ثقافة اليوم" تواصلت مع الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام "إنسان" يديرها صالح اليوسف، وذلك بغاية إبراز المواهب الأدبية والفنية للأيتام واستعراض أبرز البرامج الداعمة لهم والمعوقات التي تعترض سبيلهم. أولمبياد إنسان نواة أولى لانطلاقة برامج واعدة بداية علق عبدالله الشهري مدير إدارة التخطيط والتطوير في الجمعية على آلية اكتشاف مواهب الأبناء في إنسان قائلا: "يتم اكتشاف مواهب الأبناء عبر البرامج التي تقيمها الجمعية أسبوعيا على مستوى كافة الفروع بالقسمين الرجالي والنسائي، حيث أعدت الجمعية نموذجا يرصد من خلاله المشرف أو المراقب على البرنامج طبيعة تلك المواهب" وأضاف الشهري: "تتنوع تلك البرامج من حيث الفكرة والهدف فبعضها على سبيل المثال ما يتعلق بتنمية المواهب، وأخرى تتعلق باكتشاف المواهب الجديدة لدى الأبناء في فروع الموهبة وغيرها، وبعد التعرف إلى هذه القدرات نبدأ بالتنسيق مع الجهات المختصة، كإدارة التربية والتعليم ضمن النطاق الجغرافي لكل فرع، أو عن طريق مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة، أو عن طريق الأسرة أو الجمعية لدعم وتنمية تلك المواهب"، لافتا إلى أن الجمعية تبلّغ الأسر عن مواهب أبنائهم وأهمية تطويرها. وتابع: "نحاول بين شهر وآخر عدم تكرار الأسماء التي تتم مشاركتها في كل برامج الأنشطة، حتى نتيح أكبر عدد ممكن من الفرص لمشاركات الأبناء، وأيضا تسعى الجمعية إلى تفادي كافة المعوقات التي تعترض برنامج الموهبة في "إنسان" من خلال وجود المشرفين والمراقبين". وأوضح الشهري أن من أبرز البرامج التي نفذتها الجمعية في هذا الجانب برنامج "أولمبياد إنسان" الذي انطلق تحت شعار "مواهب واعدة" لتحفيزهم الذي تشارك فيه كافة فروع الجمعية". نادي إنسان حاضنة تهتم بصناعة الموهبة بمجالات عدة من جهته أوضح مشعل الحربي مدير نادي إنسان الاجتماعي أن النادي يهتم كثيرا باكتشاف مواهب الأبناء، ويسعى لتعزيز هذا المفهوم في نفوس الأبناء لتشجيعهم وشحذ هممهم لتقديم ما لديهم من أفكار ومواهب وابتكارات، وقال الحربي: "هناك عدة طرائق لاكتشاف المواهب منها على سبيل المثال: وضع الابن في عدة مواقف ومتابعة طريقة حله المشكلات، ومناقشته بعض الأمور التي تحتاج تفكيرا إبداعيا وعصفا ذهنيا". مضيفًا أن نادي إنسان الاجتماعي ينظم عددا من الفعاليات المتنوعة لمعرفة مكامن القدرات لدى الأبناء، ومن ثم صقلها وتنميتها بالطريقة المناسبة، وأشار إلى أن النادي يدعم هذه المواهب الواعدة، من خلال زيارة معارض الإبداع والتطوير التي تقام في العاصمة الرياض، وكذلك تنشيط رياضة الفكر، مبينا أنه تم اكتشاف عدد من مواهب الأبناء مؤخرا أبدعوا في مختلف فروع الموهبة التي أقرتها الجمعية. وحول دور الجهات الحكومية والأهلية في دعم برنامج الموهبة أكد الحربي وجود تنسيق وتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والأهلية ومن ضمنها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) إضافة إلى عدد من الشركات والمؤسسات التي أبدت دعمها لبرامج وأنشطة النادي. نمط الشخصية مفتاح السر إلى ذلك أوضح برجس بن فهد العيباني مدير فرع الجمعية بالمجمعة آلية اكتشاف المواهب وهوايات الأبناء، قائلا: "نحاول اكتشاف موهبة كل طفل من أطفال الجمعية بعدة طرائق ومنها: إقامة مسابقات بين الطلاب لاختبار المقدرة على التذكر، وسرعة البديهة، وأنماط الشخصيات المختلفة، كالشخصية القيادية، والمبادرة، والمترددة أو الخجولة. وفي نظري أن اكتشاف نمط الشخصية هو مفتاح السر في اكتشاف المواهب وتعزيز نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف، والمعوقات التي تواجه اكتشاف المواهب"، وبين العيباني أهمية الموهبة ودورها في حياة الأبناء ورسم مستقبلهم قائلًا: "يتوقف على الموهبة بناء الأجيال واختصار الزمن. وقد تكون مصدر دخل ورزقا للفرد"، مؤكدا أن للموهبة الحظ الأوفر والنسبة الأكبر من نجاحات الفرد إذا تم احتضان الموهوب والاعتناء به وتنمية موهبته بالشكل الصحيح حتى تصبح عادة في حياته اليومية، ويصبح الإنسان منتجا بطبيعته. وأضاف: "نظرا لأهمية هذا الجانب في حياة الأبناء فقد حرصت الجمعية على دراسة المعوقات التي تواجه برامج الموهبة وذلك لمعالجتها وكي لا تقف حجر عثرة في طريق مواهب الأبناء، ولعل من أبرز هذه المعوقات عدم وجود قسم مختص باكتشاف المواهب وتنميتها في الجمعية، وهذا يحتاج إلى مختصين ما يبطئ حركة اكتشاف المواهب والتركيز في تنميتها. كما حث العيباني رجال الأعمال وجهات القطاع الخاص للاهتمام بمواهب أبنائهم الأيتام وتقديم الدعم، وأفاد العيباني أن مواهب الأبناء صغار السن تتركز في الغالب على إبداعاتهم في فنون الرسم والتمثيل وإلقاء القصائد. وحول الرؤية المستقبلية والتطويرية لبرامج الموهبة في فرع المجمعة قال العيباني: "نسعى في تعزيز جانب الموهبة في الفرع من خلال تخصيص قسم خاص لهذا الغرض وسوف يتم تزويد القسم بكل ما يحتاج إليه. ومن شروط اختيار الشخص المسؤول عن هذ القسم أن يكون ذا كفاءة عالية ولديه خبرات تراكمية في مجال الموهبة، وأيضا نسعى إلى إلحاق المسؤولين بالفرع بدورات تطويرية لتثقيفهم بمجال الموهبة وآلية تنميتها". وكشف مدير الفرع أن أعمار الموهوبين تراوح بين (8 و15) سنة. وقد حصل بعض أبناء فرع المجمعة على عدة جوائز مهمة نظير مشاركاتهم وحصولهم على مراكز متقدمة في أولمبياد إنسان التي أقيمت سابقا وبمشاركة كافة فروع الجمعية". من جهته عبر عبدالله بن سعود الشرهان مدير فرع شمال الرياض عن سروره لكون برامج الموهبة أثمرت وأفرزت عددا من المواهب الواعدة، حيث تدعم الجمعية هذا التوجه بعدة أساليب ناجحة للكشف عن الموهبة، وآليات منهجية لرعايتها، ووسائل علمية لتنمية تلك المواهب وتطويرها والأخذ بيدها كي تتبلور وتعطي ثمارها الناضجة في بيئة ملائمة وممهدة.

مشاركة :