«صنداي تليجراف»: مخاوف بريطانية من أنشطة الجمعيات «الخيرية» المرتبطة بقطر

  • 8/19/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حذرت الهيئة المُكلفة بمراقبة أنشطة الجمعيات الخيرية في المملكة المتحدة من خطورة أنشطة الفرع البريطاني من جمعية «قطر الخيرية»، وذلك في ضوء الارتباط الوثيق بينه وبين المؤسسة الأم الواقعة في الدوحة، والمُصنفة على قوائم التنظيمات الإرهابية في الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين). وكشفت صحيفة «صنداي تليجراف» البريطانية، النقاب عن أن هذه الهيئة أطلقت تحذيراً، مفاده بأن هذا الفرع لا يتمتع بـ«الاستقلالية» على الإطلاق عن «قطر الخيرية»، التي يستخدمها «نظام الحمدين»، كأداة لتنفيذ أجندته الخارجية الداعمة للإرهاب والتطرف، تحت ستار العمل الإغاثي والإنساني. وقالت الصحيفة: إن إثارة اللجنة المسؤولة عن مراقبة أنشطة الجمعيات الخيرية في بريطانيا المخاوف حول هذه المؤسسة، يأتي في وقت تنخرط فيه في تقديم ملايين من الجنيهات الاسترلينية، إلى المساجد وغيرها من المؤسسات في شتى أنحاء المملكة المتحدة. وفي تقرير، أعده كبير المحررين السياسيين في العدد الأسبوعي للصحيفة، إدوارد مالنيك، قالت «صنداي تليجراف»: إن تدخل اللجنة لمراجعة أنشطة «قطر الخيرية- المملكة المتحدة» جاء بعدما اكتشفت قبل أكثر من أربع سنوات أن تمويلها كله تقريباً يأتي من المؤسسة الأم في الدوحة «التي تحدد كذلك المشروعات»، التي يوجه إليها الفرع البريطاني من الجمعية أمواله. وأشارت الصحيفة البريطانية - ذات توجهات يمين الوسط - إلى أنها اطلعت على تقرير بشأن مدى امتثال المؤسسة القطرية المثيرة للجدل لقواعد العمل الخيري المعمول بها في المملكة المتحدة، قائلة إن التقرير يتضمن إعراب اللجنة المعنية بضبط تلك الأنشطة، عن قلقها إزاء ارتباط كل من كانوا مسؤولين عن الفرع البريطاني من «قطر الخيرية» في عام 2015 بالمؤسسة الأم. وأوضح التقرير، أن ثلاثة من هؤلاء المسؤولين كانوا يتقاضون رواتبهم مباشرةً من تلك المؤسسة التي تأسست عام 1992، بدعوى العمل على تطوير المجتمع القطري والمجتمعات المعوزة. وذكّرَّت «صنداي تليجراف»، بأن «قطر الخيرية» تشكل واحدة من عشرات المنظمات، التي أدرجها «الرباعي العربي» على قائمته للتنظيمات الإرهابية في عام 2017. ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن «قطر الخيرية- المملكة المتحدة» غيرت اسمها فيما بعد إلى «نكتار ترست»، وهو ما قد يشكل محاولة للنأي بنفسها عن الأنشطة القطرية المشبوهة. ولكنها أكدت أن تفاصيل الحسابات المصرفية، تفيد بأن هذه الجمعية تلقت في عام 2017 وحده ما يربو على 28 مليون جنيه إسترليني (نحو 33.6 مليون دولار). وأشار تقرير الهيئة الرقابية البريطانية، إلى الشبهات التي تحاصر «قطر الخيرية - المملكة المتحدة» بأنها توجه جانباً من أموالها لمنظمات مرتبطة بجماعة «الإخوان» الإرهابية، مثل حركة «حماس» الفلسطينية. وسبق أن كشفت «صنداي تليجراف»، النقاب عن أن المنظمة القطرية العاملة في بريطانيا، كانت تُدار من جانب المسؤول السابق عن إدارة تكنولوجيا المعلومات في وزارة الأوقاف القطرية، يوسف الكواري، مؤسس موقع «إسلام ويب» الإلكتروني. وقالت الصحيفة البريطانية: إن الموقع كان «يحض المسلمين» على كراهية اتباع الديانات الأخرى في العالم، ويدعوهم إلى عدم العيش في أي دولة غير مسلمة، بل ويحرّم أداء القسم الذي يؤديه الراغبون في الحصول على جنسية المملكة المتحدة. وأشارت إلى أنه على الرغم من ترك الكواري لمنصبه في مايو 2018، فإنه لا يزال الرئيس التنفيذي لـ «قطر الخيرية» الأم، كما أن خليفته في فرع بريطانيا يوسف الحمادي، الذي يتولى حالياً إدارة المؤسسة باسمها الجديد «نكتار ترست»، كان واحداً من مستشاريه. واستعرضت «صنداي تليجراف» بعضاً مما ورد في تقرير الامتثال، الذي أعدته لجنة الرقابة على أنشطة الجمعيات الخيرية في بريطانيا، عقب مراجعتها لعمل «قطر الخيرية - المملكة المتحدة» في أواخر 2015. وأشارت إلى أن من بين البواعث الرئيسة لمخاوف اللجنة، حسبما جاء في التقرير، تلقي الجمعية في عام 2014 «أكثر من 451 ألف جنيه إسترليني (أي 98% من ميزانيتها) من قطر الخيرية المسجلة في قطر». كما أبدى معدو التقرير قلقهم من «أن ثلاثة من المسؤولين السبعة عن الجمعية العاملة في بريطانيا، هم إما مديرون أو موظفون في قطر الخيرية الأم، أما الأربعة المتبقون فهم مرتبطون بالجمعية القطرية نفسها». ونقلت الصحيفة البريطانية، واسعة الانتشار، عن التقرير، قوله إن «هذه الترتيبات تثير مخاوف تنظيمية بشأن استقلالية تلك الجمعية، وقدرة أمنائها على اتخاذ قرارات مستقلة لا علاقة لها بتضارب المصالح و/‏‏أو اعتبارات الولاء لجمعية قطر الخيرية، وقدرتهم أيضاً على جعل هذه القرارات تصب فقط في صالح جمعيتهم الخيرية ليس إلا». وأضاف التقرير بالقول: «لدى أمناء (قطر الخيرية - المملكة المتحدة) ممن وُظِفوا من جانب قطر الخيرية أو بمشورة منها، تضارب في الولاء»، مُعرباً في الوقت نفسه عن قلقه إزاء الاتهامات الموجهة لـ«قطر الخيرية» بالارتباط بعمليات تمويل للإرهاب في مناطق مختلفة من العالم.

مشاركة :