حكاية البلد الذي يفوق عدد القردة فيه عدد السكان

  • 8/19/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تشير التقارير إلى أن عدد هذه القرود يقدر حاليا بنحو 60 ألفا أي يتجاوز عدد السكان.محاولات إبعاد القرود ويحاول المزارعون المحبطون إبعاد القرود عن بساتين الفاكهة وحقول الخضار بإثارة خوفهم بالفزاعات والأفاعي المطاطية والطيور الزائفة. وتقول جوان هوغز مديرة شؤون البيئة في الجزيرة: "إن القرود سرعان ما تكتشف أن هذه الأشياء غير حقيقية، فهم يختبرون كل شيء ويتعلمون بسرعة". وتضيف قائلة: "حاول بعض المزارعين استخدام الكلاب ونجح الأمر لفترة وجيزة حيث كانت الكلاب تنبح والقرود تفر وذات يوم وجد المزارعون أن القرود قد استأنست الكلاب".مصدر الصورةKERRY DOREImage caption القرود وجدت طريقها إلى المناطق السكنية وقالت هوجز إن القرود تدمر أيضا خضروات الجزيرة الأصلية، والحياة البرية، وتأكل بيض الطيور. وأضافت قائلة: "عندما كنت صغيرة كان من النادر رؤية قرد، ولكنها باتت الآن في كل مكان والسياح يعتقدون أنها لطيفة، وفي الواقع هي فعلا لطيفة، ولكنها وحش أيضا". وتابعت قائلة: "ورغم ذلك فإننا مازلنا نقدرها في ثقافتنا، وأغلب المزارعين لا يريدون اختفاءها تماما ولكنهم يريدون ابتعادها عن أراضيهم، ويرفضون خروج الأمر عن السيطرة". وقال المزارع ألبرت غوردن لبي بي سي: "إن القرود دأبت على نهب ثمار القرع العسلي من مزرعته، وعندما أراهم ألقى حجرا فتفر، ولكنها تعود مجددا".استغلال القرود ولكن بعض سكان الجزيرة وجدوا في هذا القرود سبيلا لكسب عيشهم، فهناك من يحصل على 5 دولارات من السائح مقابل صورة مع قرود في الأسر.مصدر الصورةGEMMA HANDYImage caption قرد رضيع لتسلية السياح وعادة ما تشاهد قرود رضيعة مربوطة في حانات بالمدينة لجذب السياح، وإذا لم تسلي الزوار فإنها توضع في أقفاص، بل وقد ينتهي الأمر ببعضها على مائدة العشاء حيث يعد حساء القرد وجبة محلية. ويعتقد حارس الغابة جوردان كاسيوس أن تنظيم موسم سنوي للصيد يمكن أن يساعد في السيطرة على أعدادها وتوفير مصدر رخيص للبروتين.الأمم المتحدة ويعد التعامل مع مشكلة القرود موضوعا رئيسيا لمشروع جديد لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والذي يعالج ملف الأنواع التي تشهد انفجارا عدديا في شرق الكاريبي. ومن بين المبادرات المطروحة العمل على اكتساب ثقة القرود بالتعامل معها من الشروق إلى الغروب على مدار العام، ومن يتعامل معها سيرتدي ملابس لامعة حتى تتعرف عليه الحيوانات بسهولة. والفكرة وراء المشروع هي تمكين الباحثين من تحقيق فهم أفضل لعادات القرود وتأثيرها على التنوع البيولوجي.مصدر الصورةGEMMA HANDYImage caption القرود عندما لا تسلي السياح توضع في أقفاص وتقول الدكتورة كيري دور منسقة المشروع "قد تفشل الفكرة ولكننا سنبذل قصارى جهدنا، وسنبدأ بالحديث للقرويين الذين يعرفون سلوك وعادات القرود لنعرف أين يرونهم عادة". وسيلتقي الباحثون أيضا بالعاملين بالفنادق، والمزارعين وأسرهم، ورجال القرود لتقييم تأثيرات القرود البيئية والاقتصادية، كما سيتم زرع كاميرات في أعشاش الطيور لمعرفة ما إذا كانت القرود تسرق البيض فعلا. وفي النهاية سيكون الهدف جمع المعلومات لمساعدة صانع القرار. ويواجه التعقيم الجماعي للقردة، وهو حل صديق للسياحة، تحديات سياسية ومالية.مصدر الصورةGEMMA HANDYImage caption يطالب البعض بتنظيم موسم صيد سنوي للقرود وتقول دكتورة دور: " الأمر لا يشبه خروج أعداد الفئران عن السيطرة مثلا، فالقرود هي الأكثر حساسية والأذكى في مملكة الحيوان"."يدرسوننا كما ندرسهم" وعلى مدى سنوات درست الدكتورة كريستا غالاغير المحاضرة بكلية الطب البيطري بجامعة روس في باسيري قرود سانت كيتس . وتقول: "إنها كائنات رائعة فهم يدرسوننا كما ندرسهم، إن رؤية علاقاتها الاجتماعية أو رابطة الأم بطفلها بينهم شيء لا يصدق".مصدر الصورةGEMMA HANDYImage caption تسبب القرود الدمار للمحاصيل وتعتقد الدكتورة غالاغير أن إعادة زرع أشجار الفاكهة المفقودة قد يساعد على تشجيعها على العودة للجبال. وتضيف قائلة: "إن القرود تمثل تنوعا بيولوجيا مذهلا، وهي مصدر طبيعي يجب حمايته، وصراع الوجود بين الإنسان والحيوان في العالم كله، ونحن بحاجة للتوصل لوسيلة للتعايش".

مشاركة :