كشفت صحيفة "ناشيونال إنترست" في تقرير لها، أن النظام القطري يحاول جمع الأموال من أسواق المال، في محاولة للالتزام بسداد الدفعة الأولى من صفقة شراء 24 مقاتلة من طراز " يوروفايتر تايفون ". وكان من المفترض أن تقوم قطر بسداد الدفعة الأولى لطلبها المكون من 24 مقاتلة من طراز " يوروفايتر تايفون "، من أجل تعزيز الصفقة لكن الدولة الخليجية لم تفعل ذلك حتى الآن رغم مرور موعد السداد. وأثار عدم التزام قطر بتسديد الدفعة الأولى من الأموال، تساؤلات البريطانيين حول مدى جدية حكومة الدوحة في استكمال بنود الصفقة، في ظل شح السيولة والركود الاقتصادي الشديد الذي تعانيه الإمارة الخليجية. ووفق الصحيفة، كشف مصدر مقرب من الصفقة قائلا "في البداية كان من المتوقع أن تتم عملية الدفع في الوقت الحالي ولكن تم تأجيلها مرة أخرى إلى الربع الثالث بالسجلات المالية، وربما في أواخر أغسطس، بما يسمح بأن تتم الصفقة". وأضاف المصدر "لا نعرف لماذا يضطرون إلى القيام بذلك -الحصول على القرض-، إنها عمليتهم الداخلية التي لسنا طرفًا فيها، لكننا ما زلنا واثقين من أنهم سوف يدفعون ونتوقع أن تتم الصفقة". وقالت شركة "بي ايه اي سيستمز" البريطانية إن الصفقة كانت تخضع "للشروط المالية وأن تستلم الشركة الدفعة الأولى، والتي كان من المتوقع الوفاء بها في موعد لا يتجاوز منتصف 2018". وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن "مقاتلات التايفون ستعزز دور قطر في مواجهة التحديات التي نتشارك بها في الشرق الأوسط"، موضحًا "هذه مسألة تجارية مستمرة بين "بي ايه إي سيستمز" والحكومة القطرية، الذين يواصلون المضي قدمًا في هذه الصفقة، والتي ستدعم الآلاف من فرص العمل وتضخ المليارات لصالح اقتصادنا". وفي ضوء الثروة التاريخية لدولة قطر، لم يكن من المتوقع حين تم التوقيع أن يكون أمرًا ضروريًا الحصول على قرض كبير لسداد الأقساط الأولى من الصفقة، حيث انخرطت الدوحة منذ المقاطعة الدبلوماسية التي فرضها الرباعي العربي عليها، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في ممارسات غير مسبوقة لإصدار سندات في سوق الدين، خلال العام الماضي. وقال البنك الدولي في أبريل: "نمو الناتج المحلي الإجمالي القطري بقي ثابتًا عند 2.2 في المائة في عام 2017، ويعكس ذلك جزئيًا آثار الخلاف المستمر مع جيرانها". ووقّع وزيرا دفاع قطر والمملكة المتحدة خطاب نية التعاقد بشأن شراء قطر لـ 24 مقاتلة من طراز "يوروفايتر تايفون" في 17 سبتمبر 2017. وجاء توقيع قطر لخطاب التعاقد الخاص بمقاتلات "تايفون" بعد ثلاثة أشهر من توقيع الدولة الخليجية اتفاقًا مع الولايات المتحدة لشراء 36 طائرة من طراز "بيونغ F-15QA" أو ما يعرف بـ"النسور المتغيرة"، والتي جاءت بعد عامين من طلبها شراء طائرات "رافال" من فرنسا. ويحتاج سلاح الجو القطري إلى 72 طائرة مقاتلة جديدة لتحل محل أسطولها الصغير القديم المكون من 12 مقاتلة "ميراج 2000-5"، وإذا تم تنفيذ طلبي طائرات "تايفون" و "النسور" بالكامل، فسوف يمتلك سلاح الجو القطري قوة مقاتلة تتكون من 84 مقاتلة حديثة من ثلاثة أنواع مختلفة. يذكر أن قطر تعمل على بناء قدراتها في مجال الطيران القتالي من خلال شراء أحدث المقاتلات والتقنيات،ـ في السنوات الأخيرة. وسوف تمثل الزيادة في القوة المقاتلة في الخطوط الأمامية لسلاح الجو القطري من 12 طائرة حاليًا إلى 84 مقاتلة، تعزيزًا كبيرًا لقدراتها وكفاءتها.
مشاركة :