جنة ترفضني لعدم ارتداء الحجاب لا تشرفني: ازدراء للدين أم حرية تعبير؟

  • 8/19/2019
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

عقب إثارتها الجدل بسبب الحجاب والجنة، أطلق حقوقيون ومثقفون كويتيون حملة تضامنية مع الناشطة الكويتية كريمة كرم بعد اتهمها بـ "ازدراء الدين الإسلامي".مصدر الصورةaskmenow وفي معرض ردها على اتهامات منتقديها، نشرت كرم مقطع فيديو عبرت فيه عن قناعتها الشخصية إزاء ارتداء الحجاب. وظهرت كرم، التي تعرف نفسها بـ "المتمردة والنسوية الحرة"، في المقطع المتداول وهي تقول: "ألبس حجاب ما ألبس الحجاب مو شغلك، ألبس مايوه أو أخرج عارية مو شغلك ... اهتم فقط بلباسك. لن تنام في قبري ولن تتحاسب عوضا عني". وأردفت: "الجنة اللي تسكر بوجهي الباب لأنني لا أرتدي الحجاب لا أريدها لا تشرفني، أنا جنتي تختلف أنا جنتي تدخل الناس اللي عندهم أخلاق اللي عندهم إنسانية، تحكم على الناس بالأخلاق ما تحكم على الناس بملابسهم". لكن الفيديو كان كفيلا بإحالة الناشطة غيابيا إلى التحقيق، إذ وجهت لها وزارة الداخلية الكويتية تهمة "ازدراء الدين الإسلامي". وسبق إعلان وزيرة الداخلية موجات تحريض على كرم قادها رواد مواقع التواصل الاجتماعي ممن دعوا إلى محاسبتها وإنزال أقصى العقوبات بها، مذيلين تغريداتهم بهاشتاغ #نطالب_محاسبة_كريمة_كرم. يذكر أن نشطاء تداولوا منشورا يفيد بتبرئة كريمة كرم من تهمة ازدراء الأديان وهو ما اعتبره البعض قرارا ينتصر لحرية الرأي في الكويت. وشهدت الكويت خلال السنوات الماضية حبس عدد من النشطاء وأصحاب الآراء التي تتعارض مع السائد والمألوف بتهمة ازدراء الأديان، كان آخرها إيقاف مقيم لبناني في 16 أغسطس آب/ الجاري. وكانت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني الكويتية قد أعلنت في بيان إحالة صاحب مقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى التحقيق بتهمة "تطاوله على الذات الإلهية". وبحسب مستخدمي موقع انستغرام، فإن المقيم اللبناني انتقد انتظار البعض يوم عرفة من أجل الصيام "للتكفير" عن ذنوبهم. وتباينت ردود الفعل حول ما قاله الاثنان عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فقد اعتبر مغردون أن في حديثهما تعديا على ثوابت الشريعة الإسلامية، في حين استنكر آخرون تهديد النشطاء بالملاحقة القضائية والسجن، مطالبين بضرورة احترام حرية التعبير عن الرأي. وأدان قسم آخر من المغردين "التعسف ضد الآخرين باسم الدين أو باسم حقوق الإنسان، فتتحول تهمة الكفر والإلحاد أو تهم التخلف والتطرف والرجعية إلى سلاح" يطلق على كل من انتقد سلوكا يخالف السائد. وكان المحامي بشار النصار من الأوائل الذين تقدموا بشكوى جزائية ضد الناشطة كريمة كرم والوافد اللبناني بتهمة الإساءة للذات الإلهية. ورأى مغردون أن تهم "الزندقة" التي باتت "تلاحق نشطاء ومواطنين تدل على انتشار الفكر المتطرف والإقصائي في المجتمع". وفي هذا الإطار، علقت الأكاديمية شيخة الجاسم متسائلة: "لم يكن الكويتيون سابقاً بضيق الأفق هذا، بل كانوا بشكل عام مجتمعاً متسامحاً ومتقبلاً للتفسيرات المختلفة للنصوص الدينية. فما الذي حدث؟" وكان للمغردة سناء رأي مخالف، إذ قالت: "أنا أؤمن بالحريات ومن حق أي إنسان يختار المعتقد الذي يريد وأنا شخصيا لا أرتدي الحجاب لكن مثل ما تطالبون باحترام آرائكم لماذا لا يتم العكس؟ هل كان أسلوبها في الفيديو لائقا؟". بينما دافع ناصر دشتي عن كرم بالقول: "امرأة من حديد .. هكذا عرفتها، مناصرة لكل القضايا الإنسانية لا تزدوج بمعاييرها .. وما قالته رأي وهو مكفول ...". وأيده في ذلك صاحب حساب "القيصر": "من الناحية الدينية فهي (الناشطة كريمة كرم) لم تسب أحدا ولم تخطئ. كان مجرد رأي لا أكثر. والأهم من ذلك، لم أر أحدا يرد عليها في موضوع الحجاب بدليل منطقي. هل من الأولى أن يسجن شيوخ التكفير أم هذه البريئة المسكينة التي عبرت عن فكرها فقط".

مشاركة :