مطلوب بلورة سياسة عربية موحدة تجاه إسرائيل وإيران

  • 4/21/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

طالب رئيس لجنة العلاقات اللبنانية الفلسطينية الوزير السابق حسن منيمنة، بصياغة سياسة عربية موحدة تجاه إسرائيل والتمدد الإيراني، الذي بات يهدد أكثر من عاصمة عربية. وقال لـ «عكاظ»: إنه لا يمكن الحديث عن تحول مفصلي أو جذري في السياسة الأمريكية من القضية الفلسطينية، مضيفا أن الفلسطينيين ينتظرون مواقف عملية على الأرض من واشنطن وليس حربا كلامية في إطار الخلاف بين نتنياهو وأوباما.. وإلى التفاصيل: • للمرة الأولى يصدر تصريح من واشنطن يطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية، كيف تقرأ هذا التصريح؟ •• جاء هذا الإعلان في سياق الرد الأمريكي على المواقف المتعنتة والمتشددة الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيما يتعلق بإقامة الدولتين وموقفه الرافض أمام جمهوره لهذا المشروع وتعهده بالعمل على منع إقامة دولتين على أرض واحدة، إضافة إلى سياسة التوسع بالاستيطان، وهذا ما يناقض تماما سياسات الولايات المتحدة الداعمة لمشروع إقامة الدولتين. ويأتي الموقف الأمريكي في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة إظهار اليد القوية في تعاطي إدارتها مع المرحلة الجديدة القادمة لحكومة نتنياهو بعد تعهد الرئيس الأمريكي بالعمل الدؤوب لإنهاء الملف الفلسطيني على قاعدة قيام دولتين ودعمه لقيام دولة فلسطينية. وبعد فشل المحاولات والمبادرات التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي، جرت أكثر من محاولة لدفع المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية خطوات إلى الأمام، لكنها كانت تجابه بحائط مسدود أقامه نتنياهو لإفشال هذه المحاولات التي توجت أخيرا بتصريحه الاستفزازي عندما تعهد بعدم قيام دولة فلسطينية، ما يعتبر تحديا وإفشالا للرؤية الأمريكية. • هل تعتقد أننا أمام تحول جذري في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية؟ •• يمكننا أن نتحدث عن تحول في السياسة الأمريكية لكن ليس جذريا ومفصليا، والتصريح الأمريكي الأخير إشارة إلى أن هناك تحولا في سياستها لكنه ليس كافيا، لأننا تعودنا على صدور مواقف متشددة كلامية من وقت لآخر تجاه إسرائيل، لكن عند الممارسة يتم الانقلاب عليها وتضييعها. علينا أن نتذكر أن هناك معركة قوية داخل أمريكا بين الجمهوريين والديموقراطيين، وتصديا لمشاريع أوباما من الجمهوريين وبالتالي هناك موقف جمهوري داعم لنتنياهو، وعلينا أن نراقب ما إذا كانت اليد الأمريكية ستذهب إلى خطوات عملية أخرى، إذ لا يمكن الاستناد إلى تصريح واحد بالقول إن هناك تغييرا إنما هناك رسالة أمريكية تحذيرية للإسرائيليين عبر هذه المواقف. علينا أن ننتظر مواقف الولايات المتحدة داخل مجلس الأمن فيما يتعلق بالفيتو الذي تعتبره إسرائيل عثرة أمام مشاريعها التوسعية بعد أن كانت تطالب أمريكا باستخدامه ضد قرارات الأمم المتحدة لانسحابها من الأراضي الفلسطينية. أما إذا تغيرت هذه السياسة بخطوة عملية نستطيع أن نقول إن هناك بدايات لتغير في الموقف الأمريكي رغم أن الإصرار عليه ليس مضمونا على المدى القريب. • باعتقادكم من سيكون الخاسر نتنياهو أم أوباما؟ خاصة أن الأخير في أواخر عهده والأول فاز في الانتخابات؟ •• تبقى أمريكا الدولة الأقوى وتبقى إسرائيل بحاجة إليها وليس العكس، فعليا إسرائيل نجحت في فرض بعض من سياساتها على الأمريكيين لكن الآن يتحول الاحتدام إلى صراع كبير بين إدارة الرئيس أوباما والجمهوريين من حلفاء نتنياهو. وأعتقد أن أوباما يستطيع عبر الصلاحيات المعطاة له دفع الموضوع الفلسطيني خطوة إلى الأمام، ويفترض أن تكون أمريكا قادرة على ممارسة ضغوط فعلية على إسرائيل لإجبارها على الدخول في مفاوضات جدية تنهي هذا الوضع الشاذ القائم في فلسطين. • ما هو المطلوب عربيا تجاه إسرائيل وإيران؟ •• يفترض أن تكون الدول والشعوب العربية قد وعت وأدركت الحاجة إلى بعضها البعض وإلى وجود سياسة عربية موحدة جامعة تجاه إسرائيل والتمدد الإيراني، الذي بات يهدد أكثر من عاصمة عربية ويهدد المنطقة العربية بكاملها. والمطلوب من الدول العربية فعليا التصدي لكل ما يمس وجودها أمام هذين الخطرين الكبيرين، وأن تبني سياسة موحدة وآليات عمل موحدة لمواجهة هذين الخطرين. وعلى الدول العربية أن تعي أنها فقط باعتمادها على نفسها تستطيع مواجهة كل أشكال التحديات الآتية إذا كانت إسرائيلية أم إيرانية وليس بانتظار الغرب أو الولايات المتحدة لتحل مكانها في انتزاع الحقوق العربية من مغتصبيها الإسرائيلين والإيرانيين.

مشاركة :