ذكرت صحيفة «جلوبال تايمز» الصينية الرسمية في افتتاحيتها أن بكين أمامها خيار «للتدخل بالقوة»؛ لقمع احتجاجات هونج كونج. وقالت الصحيفة الناطقة باسم الحكومة: «لم تقرر بكين التدخل بقوة لقمع أعمال الشغب في هونج كونج لكن هذا الخيار بوضوح في متناول بكين». وأضافت أن الشرطة المسلحة الصينية المحتشدة في شنتشن المجاورة أرسلت «تحذيرًا واضحًا» إلى متظاهري هونج كونج. وتابعت: «إذا لم تستطع هونج كونج استعادة حكم القانون بنفسها وتفاقمت أعمال الشغب، فمن الضروري حينها للحكومة المركزية أن تتخذ إجراءات مباشرة بناء على القانون الأساسي»، وأكدت في الوقت نفسه أن اضطرابات هونج كونج لن تكون تكرارًا لما حدث في ساحة تيانانمين عام 1989 عندما فتح الجيش النار على المتظاهرين مما أسفر عن مقتل المئات. وقالت: «الصين أقوى بكثير وأكثر نضجًا وتعززت قدرتها على إدارة المواقف المعقدة إلى حد كبير»، بينما تدخل الاحتجاجات المناهضة للحكومة في هونج كونج أسبوعها الحادي عشر، حيث من المقرر تنظيم مظاهرات يوم الأحد المقبل. يشار إلى أن هونج كونج، التي كانت مستعمرة بريطانية حتى عام 1997، تشهد منذ أكثر من شهرين احتجاجات ضخمة بصورة مستمرة تنتهي غالبًا بأعمال شغب، واندلعت المظاهرات بسبب مشروع قانون للحكومة –تم تجميده حاليًا- بشأن تسليم مطلوبين مشتبه بهم إلى الصين. واحتدم الوضع في الأيام الأخيرة بشكل مأساوي. وشبهت بكين المتظاهرين الذين يتسمون بالعنف بالإرهابيين. وعادت هونج كونج، التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، إلى السيادة الصينية في عام 1997، إلا أن لديها نظامًا تشريعيًّا منفصلًا حتى عام 2047 طبقًا لمبدأ «دولة واحدة ونظامين». من جانبه، قال سفير الصين لدى المملكة المتحدة ليو شياو مينج، إنه يجب أن تتوقف «القوى الأجنبية» عن التدخل في شؤون هونج كونج واحترام السيادة الصينية على الأراضي التي قال إنها تواجه "أخطر وضع" منذ تم استلامها عام 1997. ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن ليو قوله في مؤتمر صحفي في لندن، إن العلاقات البريطانية الصينية ستتعرض للضرر إذا حاولت الحكومة البريطانية التدخل في شؤون هونج كونج، مضيفًا أن بعض السياسيين لا يزالون يعتبرون المنطقة جزءًا من المملكة المتحدة وأن عقليتهم يجب أن «تتغير». وانتقدت الحكومة الصينية مرارًا وتكرارًا تعليقات الحكومة البريطانية على الاضطرابات في هونج كونج، والتي امتدت إلى الأسبوع الحادي عشر وأثرت على الأعمال التجارية والسياحية في الإقليم، بينما قال ليو إنه يأمل في أن تتعامل حكومة المملكة المتحدة الجديدة تحت رئاسة بوريس جونسون مع القضية "بحذر شديد". وأضاف ليو: «إن ثقتنا كاملة» في قدرة حكومة هونج كونج على معالجة الموقف وإنهاء الوضع بشكل منظم في نهاية الأمر، مشيرًا إلى أنه: «إذا تدهورت الأمور وخرج الوضع عن السيطرة فإن الحكومة الصينية لن تقف بكل تأكيد مكتوفة الأيدي، فلدينا ما يكفي من الحلول والقوة الكافية لقمع تلك الاضطرابات بسرعة».
مشاركة :