لبنان يتسلم الدفعة الأولى من المساعدات العسكرية الفرنسية ضمن الهبة السعودية

  • 4/21/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت: كارولين عاكوم تسلم لبنان أمس الدفعة الأولى من المساعدات العسكرية الفرنسية إلى الجيش ضمن الهبة السعودية البالغة ثلاثة مليارات دولار، والتي تشمل العشرات من العربات المدرعة القتالية، وست طائرات مروحية للنقل المسلح، ومدفعية حربية حديثة على غرار مدافع «سيزار»، إضافة إلى نحو 250 آلية عسكرية، وسبع مروحيات من نوع «كوغار»، وثلاثة زوارق سريعة، وكثيرا من معدات الاستطلاع والاعتراض والاتصال. «ويكتسب هذا المشروع الذي ستواكبه فرنسا لمدة 10 سنوات، حجما لم يسبق له مثيل» وفق ما أكد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، في الاحتفال الذي أقيم في القاعدة الجوية لمطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وحضره عن الجانب اللبناني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وعن الجانب الفرنسي إضافة إلى وزير الدفاع، سفير فرنسا باتريس باولي، وأركان السفارة والوفد المرافق للوزير لودريان، وسفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري. وأوضح لودريان، أنّ المساعدات العسكرية ستتضمن عشرات من العربات المدرعة القتالية وللمناورات، و6 طائرات مروحية للنقل المسلح، وكذلك مدفعية حربية حديثة مثل مدافع «سيزار» مما سيسمح بتحديث لم يسبق له مثيل للإمكانات البرية اللبنانية، وبتحسين للقدرات لمراقبة الحدود وأمنها، مشيرا كذلك إلى أنّه يتضمن شقا متعلقا بمكافحة الإرهاب وتعزيز الاستخبارات يستجيب لحاجات هندسة أمنية متكاملة ترقى إلى مستوى التحديات التي يواجهها لبنان اليوم. وأضاف: «هذه الخطة للتجهيز تتفق تماما مع مشروع التوريدات العسكرية الذي كان الجيش اللبناني قد تبناه عام 2013 لفترة 5 سنوات، وهي أيضا ثمرة العمل الذي تم القيام به من أجل ترسيخ مفهوم منسق وفاعل»، مؤكدا أنّ هذا المشروع يستجيب للتحديات الأمنية التي يواجهها لبنان والضغوط غير المسبوقة التي يتعرض لها من تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» مما «يجعل من مراقبة الحدود تحديا لا مثيل له». وأوضح أن «أحد الأهداف الرئيسية في هذا المشروع يتمثل في تدريب مئات من الضباط وضباط الصف والجنود اللبنانيين على تقنيات عملية مطلوبة لاستخدام هذه الأسلحة والمعدات، ولمواجهه هذا التحدي ستنشر فرنسا 60 ضابطا من ضباط الصف، وبموازاة ذلك ستقوم الكليات الفرنسية والمدارس، إن كانت القوات البرية أو البحرية أو سلاح الجو، مفتوحة لاستقبال اللبنانيين في دورات تدريبية بنقل خبرات الجيش الفرنسي ومعرفته». وفي حين شكر وزير الدفاع الفرنسي دعم السعودية في هذا المجال، أكد أنّ إعادة هيكلة قوى الجيش اللبناني هي المحور الثاني من هذا البرنامج، مشيرا إلى أن إدخال قدرات عسكرية جديدة يتطلب إعادة التفكير في ظروف استخدامها وبنظريات عسكرية خصوصا، وستقوم بمساعدة قوى الجيش اللبناني على تعزيز التعاون بين مختلف مكوناتها.. و«هذا العمل قد بدأ بين الأركان وهيئات الأركان الفرنسية واللبنانية لكي يكون الجيش اللبناني حاضرا عندما تصل هذه القدرات الجديدة». من جهته، شكر وزير الدفاع اللبناني، فرنسا والسعودية على المساعدات التي قدمتها كل منهما للبنان في وقت يحتاج فيه الجيش إليها في مواجهته للهجمات الإرهابية والتكفيرية ولتشديد المراقبة وحماية الحدود. وردا على سؤال حول الهبة العسكرية الإيرانية إلى لبنان، قال مقبل: «كجيش لبناني مستعدون لنقبل أي هبة غير مشروطة. أما بالنسبة إلى الهبة الإيرانية، فقبولها منوط بمجلس الوزراء، وبموافقة مجلس الأمن عبر رفع الحظر عن إيران، وحتى تم تنفيذ هذه الأمرين، لا توجد أي مشكلة لقبول أي هبة». وعما إذا كانت الهبة السعودية قد تتأثّر بسبب حملات بعض الأطراف عليها، قال السفير السعودي: «إننا ننظر إلى لبنان كحكومة وكشعب، ولا نتأثر بما يصدر من أجزاء بسيطة فيه. فعلاقة المملكة بلبنان هي فوق كل ما سمعنا من مهاترات إعلامية لا تؤدي الغرض ولا تخدم لبنان، وللأسف إنها تدعو إلى الفتنة التي يكاد يعانيها لبنان قبل أي جهة أخرى، وعلاقتنا مع الشعب اللبناني ومع الحكومة اللبنانية، وأي جزء قد ضل الطريق من هذه الفئة، فنحن لا نوليه أي اهتمام ولا نعتبره». وخلال الاحتفال، قدم قائد الفوج المضاد للدروع العميد الركن جانو حداد، موجزا عن السلاح المضاد للدروع، قائلا: «بموجب الهبة السعودية نتسلم الآن سلاحا مضادا للدروع وعددا من مزاحف وصواريخ (ميلان) حديثة الصنع، ومن شأنها تحقيق نقلة نوعية في أداء الجيش خلال مختلف الظروف القتالية». وأضاف: «نعتبر دولة فرنسا من أهم الدول الداعمة للجيش بالسلاح والتدريب، فمنذ عام 1980 وحتى تاريخه، لا يزال السلاح المضاد للدروع (ميلان)، (الفرنسي الصنع)، يستعمل في الجيش اللبناني بفاعلية، ويعتبر سلاحا أساسيا ضمن منظومة الأسلحة المضادة للدروع فيه، ولا تزال وحدات عسكرية فرنسية متخصصة تساهم في تدريب عناصر الفوج على طريقة استخدام السلاح وتعهده وصيانته». وما لا شك فيه أنّ هذه المساعدات العسكرية ستشكل عاملا مساعدا أساسيا في مهام الجيش اللبناني، لا سيما على الحدود بعدما كان قد خاض معارك عدّة ولا يزال ضدّ المجموعات المتطرفة على حدوده، وهو ما أشار إليه نائب رئيس العمليات السابق في الجيش اللبناني، اللواء المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي، من جهته، يرى الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ارام نرغيزيان في حديثه لوكالة الصحافة الفرنسية أن الجيش «سينتقل من أداء دور الشرطة إلى قوة عسكرية قادرة على الدفاع عن الحدود في مواجهة تنظيم داعش». في المقابل، يشدد المحلل العسكري اللبناني العميد المتقاعد هشام جابر على حاجة الجيش الملحة إلى تجهيزات أخرى، بما فيها طائرات مروحية قادرة على نقل قوات النخبة وضمان سرعة تحركها. ويقول للوكالة نفسها: «تكلفة التجهيز الإجمالية المطلوبة تصل إلى عشرة مليارات دولار أميركي»، مبديا أسفه لتأخير موعد تسليم المروحيات من طراز «كوغار» التي تتضمنها صفقة التسليح إلى عام 2017. وكان الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان أعلن نهاية عام 2013 قبل أشهر من انتهاء ولايته في مايو (أيار) الماضي، عن تقديم الهبة السعودية إلى لبنان، على أن يتم شراء الأسلحة من فرنسا نظرا لعمق العلاقة التي تربطها بلبنان. وتزامنا مع معارك عرسال التي خاضها الجيش اللبناني مع المجموعات المتطرفة في شهر أغسطس (آب) الماضي وسقط خلالها عدد من القتلى والجرحى والمعتقلين في صفوفه، أعلن رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري أن الرياض ستقدم مليار دولار أميركي لدعم الجيش اللبناني، في مبادرة منفصلة عن الصفقة الفرنسية. وهي ليست المرة الأولى التي يتلقى فيها لبنان دعما عسكريا خارجيا. وقدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية منذ عام 2006 تخطت قيمتها أكثر من مليار دولار.

مشاركة :