أكد تقرير اللجنة الدائمة لتنظيم إيراد نهر النيل، أن السد العالي مستعد لاستقبال الفيضان الجديد للسنة المائية 2019-2020 التي تبدأ في أغسطس من كل عام، حيث تبدأ مناسيب المياه في الارتفاع مع وصول مياه الفيضان من الهضبة الاستوائية وهضبة الحبشة، مرورا بالخرطوم قبل وصولها لبحيرة ناصر بأسوان، وقد تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة وتنفيذ أعمال الصيانة اللازمة لمنشآت السد العالي، ومفيضات الطوارئ والبوابات كإجراءات روتينية تأخذ في الاعتبار كل السيناريوهات المتوقعة.جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة اليوم برئاسة وزير الموارد المائية الدكتور محمد عبدالعاطي، وبحضور جميع الجهات التنفيذية للوزارة؛ لبحث استعدادات الوزارة لموسم السيول وموسم الفيضان.وقال الدكتور محمد عبدالعاطي، إن الاستعدادات التي أعلنت عنها الوزارة في بيانها السابق لإجازة عيد الأضحى المبارك وغرف العمليات التي تم تشكيلها في جميع الإدارات المركزية للموارد المائية والري بالمحافظات أدت دورا فعالا في التعامل الفوري مع جميع المشاكل التي ظهرت خلال تلك الفترة، وذلك من خلال المتابعة الدورية والمستمرة على مدار الساعة.وأضاف "نجحت أجهزة الوزارة في التعامل بحرفية مع طوارئ ارتفاع مناسيب بعض المصارف بسبب قيام المواطنين بإلقاء مخلفات الأضاحي والقمامة بالمجاري المائية، كما تم عمل الصيانة العاجلة لمحطات طلمبات التي تعرضت لأعطال خلال فترة العيد ودخولها للخدمة مرة أخرى، بالإضافة للتعامل مع سرقة المياه بترعة الحمام، مما أثر على مياه الشرب بمحطة العلمين، والتي تم إزالة المخالفات بالتعاون مع المحافظة وقوات الأمن".من جهتها، أكدت رئيس قطاع التخطيط بوزارة الموارد المائية والري الدكتورة إيمان السيد، أن مركز التنبؤ بالفيضان وباقي أجهزة الوزارة تتابع خرائط الأمطار على منابع نهر النيل من بداية السنة المائية في شهر أغسطس، مشيرة إلى أن حالة الأمطار حتى تاريخه على حوض النيل الأزرق لا تزال حول المعدل، وجاري المتابعة اليومية لحالة الأمطار لتقييم حالة الفيضان.من جانبه، قال رئيس قطاع مياه النيل الدكتور أحمد بهاء النيل، إن الأمطار التي تسقط على شمال السودان ليست مؤشر عن إيراد النهر، وأن الوارد حتى الآن من المياه أقل عن نظيره عن نفس الفترة العام الماضي، مشيرا إلى أنه من المبكر الحكم على حجم الفيضان ومن الأفضل الانتظار حتى نهاية سبتمبر لتضح الرؤية بشكل أشمل.بدوره، أكد وكيل وزارة الموارد المائية والري الدكتور رجب عبد العظيم، أن الوزارة لم تتوان في إزالة التعديات على نهر النيل والترع والمصارف خلال إجازة العيد، حيث تم التصدي للمخالفات في مهدها على نهر النيل، كما تم إزالة ما يزيد على 160 تعديا على نهر النيل والترع والمصارف الزراعية.وأضاف أن أجهزة الوزارة تقوم بالمتابعة المستمرة للمساحات المنزرعة أرز، وتتخذ الإجراءات اللازمة حيال المخالفات، بالتنسيق مع أجهزة وزارة الزراعة لضمان الحد من المخالفات والحفاظ على الموارد المائية وتوصيل المياه لنهايات الترع بالدرجات الكافية.وأشار إلى أنه تم إزالة المئات من خراطيم سحب المياه المخالفة الموجودة على جانبي ترع الحمام واستمرت الحملة حتى الانتهاء من إزالة جميع المخالفات على ترعة الحمام، وكنتيجة مباشرة لحملة الإزلات، ارتفع منسوب المياه أمام محطة مياه الشرب بجنوب العلمين، والتي تغذي محافظة مرسى مطروح ومدن الساحل الشمالي بمياه الشرب، مما أدى إلى توافر مياه الشرب خلال فترة العيد بالرغم من الكثافة العالية للمواطنين في تلك المناطق خلال فترة الإجازة، ووجه بضرورة متابعة الاستعدادات للسيول وتكريك المصارف وأيضا إعادة تأهيل مصبات الترع.من جانبه، قال رئيس الهيئة المصرية العامة لمشروعات الصرف المهندس خالد مدين، إنه نتيجة لعزوف المزارعين عن الري خلال فترة عيد الأضحى تسبب ذلك في العديد من الطوارئ وارتفاع مناسيب مياه المصارف الزراعية وازدحام المياه أمام محطات طلمبات (سهل الحسينية – تروجه – الخيري – إدكو) وقد تم التعامل معها على الفور بمعدات الهيئة، ومن خلال التحرك السريع لمهندسين وعمال غرفة عمليات المتابعة خلال الإجازة.من جهته، أكد رئيس مصلحة الري المهندس محمود السعدي، أن وضع توزيع المياه جيد على مستوى الجمهورية، وأن المتابعة الدورية تتم من خلال غرف العمليات الدورية، للعمل على تحقيق التوازن بين توفير الاحتياجات من مياه الشرب والري، وخصوصا في محافظات القناة ومطروح، كما تم تخفيض التصرفات خلال فترة العيد للسيطرة على ارتفاع مناسيب المياه، فضلا عن تشكيل غرف عمليات خاصة بترع بورسعيد والسويس والحمام، والتأكد من توفير المياه بالمناسيب المطلوبة لتغطية احتياجات مياه الشرب، مشيرا إلى قرار رئيس مجلس الوزراء باستمرار منع تصدير الأرز في إطار سياسات ترشيد المياه.وأشار إلى نتائج المتابعات خلال فترة إجازة العيد من أجهزة مصلحة الري، والتي رصدت بقعة سولار بنهرالنيل بالأقصر، وقد تم على الفور اتخاذ الإجراءات الاحترازية بشأن محطات مياه الشرب واتخاذ الإجراءات اللازمة للقضاء على آثار البقعة، ولم تتبق أي آثار تلوث للمجرى المائي، وتم تمشيط المنطقة، بالتعاون مع شرطة مسطحات الأقصر والتنسيق مع هيئة مياه الشرب تشغيل محطات مياه الشرب بالطاقة اللازمة؛ لتوفير احتياجات المواطنين فور القضاء على بقعة الزيت ومحو آثارها.في سياق متصل، استعرض رئيس مصلحة الميكانيكا والكهرباء المهندس محمد محمد عبدالعاطي، حالة ووضع المحطات على مستوى الجمهورية، مشيرا إلى التنسيق المستمر مع شركات توزيع الكهرباء، حيث تم توفير الجهد المطلوب للمحطات خلال فترة العيد، ومتابعة قيادات المصلحة المستمرة لمحطات الطوارئ على مدار الساعة، والتنسيق مع قيادات الصرف والري ورصد العديد من التعديات ومنعها، مشيرا إلى أن المخلفات الملقاة في المصارف كادت أن تؤدي إلى إلحاق خسائر بمحطة تتكلف حوالي 250 مليون جنيه لإنشائها مثلما حدث مع محطة الخيري.وفي الختام، وجه وزير الموارد المائية والري بضرورة المتابعة المستمرة لمعدلات الأمطار والمناسيب في المنابع ومنطقة البحيرات، ووضع سيناريوهات بالفيضانات المحتملة، وتحديد الإجراءات التي ستتبع مع كل سيناريو من السيناريوهات المتوقعة، ويتم من خلال المتابعات اليومية تحديث للتوقعات وتحديد السيناريو الأقرب للواقع بحيث يتم الحفاظ على الموارد المائية المتاحة، وكذا الحفاظ على المنشآت في نفس الوقت وتعظيم الاستفادة من إيراد النهر، وعقد اجتماع اللجنة الدائمة لتنظيم إيراد النهر بصورة دورية متقاربة خلال الفترة القادمة.
مشاركة :