أسرار تفوق شباب «الفراعنة» في كرة اليد عالمياً

  • 8/20/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أحدث فوز المنتخب المصري بـ«بطولة العالم لكرة اليد للناشئين»، فرحة كبيرة في الأوساط الرياضية والشّعبية المصرية، بعدما نجح في الفوز على نظيره الألماني 32 - 28 في المباراة النهائية بمقدونيا الشّمالية مساء أول من أمس. واحتفت وسائل الإعلام المصرية بفوز «أحفاد الفراعنة» باللقب للمرة الأولى في تاريخهم، وأشاد الجمهور المصري بمستوى اللاعبين المميز خلال البطولة، وذلك بعد 21 يوماً فقط من تتويج المنتخب المصري ببرونزية بطولة العالم لكرة اليد للشباب (تحت 21 سنة) التي أقيمت فعالياتها في إسبانيا بعد مسيرة ناجحة ورائعة في البطولة. وأثار تفوق الفراعنة في بطولات اليد العالمية أخيراً تساؤلات عن أسرار هذه النّجاعة اللافتة التي أشادت بها معظم وسائل الإعلام العالمية أخيراً. عفت رشاد، رئيس لجنة المدربين في الاتحاد المصري والعربي لكرة اليد، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن تفوق اللاعبين المصريين الشّباب في البطولات العالمية أخيراً، ليس وليد اللحظة أو جاء صدفة، بل تحقّق بعد سنوات من الإعداد المميز والتخطيط، وتنفيذ استراتيجية واضحة ومحكمة لتطوير اللعبة في مصر». وأضاف أنّ «إعداد لاعبي مصر في كرة اليد يبدأ مبكراً، إذ يلعب البراعم لمدة 5 سنوات في مرحلة (كرة اليد المصغرة)، ثم ينتقل منها للعب في مراحل سنية أكبر لمدة 6 سنوات، حتى المرحلة العمرية الأقل من 19 سنة، وجميع هذه المراحل العمرية تخضع لمعايير دقيقة في التدريبات والمباريات، إذ يُجبر المدربون على اتّباع أحدث الطّرق العالمية في التدريب، والتغذية واللياقة». وأثبتت استراتيجية انتقاء اللاعبين المميزين فعاليتها خلال السنوات الماضية، حيث يُنتقى اللاعبون من جميع المدارس الإعدادية والثانوية في المدن المصرية عبر «مشروع العمالقة والموهوبين»، وفق رشاد الذي أوضح أنّ انتقاء اللاعبين يتم وفق أسس علمية محدّدة، بناء على المقياس البدني والجسماني للاعب، ومدى تطوره في اللعبة وقدرته على تحقيق الانتقال السريع من الدفاع للهجوم، والتسديد على المرمى من مسافة 9 أمتار، وكل هذه العناصر أثبتت نجاعتها في بطولة العالم للناشئين الأخيرة في مقدونيا، إذ شاهدنا أهدافاً رائعة للاعبينا وطريقة لعب مميزة جداً». رغم أنّ لعبة كرة اليد في مصر تعد اللعبة الثانية بعد كرة القدم، فإنّ قاعدتها الميدانية في المدن والقرى ليست كبيرة، مقارنة بدول أخرى مثل ألمانيا التي يبلغ عدد لاعبيها في كرة اليد أكثر من مليون لاعب، فإنّ اتحاد كرة اليد المصري ينتهج سياسة فريدة لتعويض ضعف هذه القاعدة بسبب العوامل المادية، عبر تفعيل وتكثيف برنامج التدريب للاعبي المنتخب بجميع المراحل العمرية من خلال 5 وحدات تدريبية كل أسبوع، وهذا معدل كبير جداً يتفرد به اتحاد اللعبة في مصر بعد اختيار 20 لاعباً موهوباً من كل محافظة مصرية للمنتخبات المختلفة بمقاييس ومعايير دقيقة، حسب رئيس لجنة المدربين باتحاد كرة اليد المصري. ويرى رشاد أنّ لعبة كرة اليد ينتظرها مستقبل مشرق في مصر، خلال الفترة المقبلة، وبالتالي فإنّه إذا وُسّعت قاعدتها في المحافظات المختلفة سيسهم ذلك في حصول الفراعنة على بطولات العالم الكبرى في المستقبل. فرحة المصريين بمستوى لاعبي منتخب كرة اليد للناشئين تحت 19 سنة وفوزهم بكأس العالم، وظّفها بعض المتابعين والخبراء للهجوم مرة أخرى على لاعبي المنتخب الأول لكرة القدم، بعد خروجهم المبكر والمخيب للآمال من بطولة أمم أفريقيا التي استضافتها مصر أخيراً، وسط مقارنات بين الرّوح العالية والعزيمة بين لاعبي المنتخبين. وتؤكد بطولة العالم للناشئين (تحت 19 سنة)، التي اختتمت فعالياتها مساء أول من أمس، في مقدونيا الشمالية، أن كرة اليد المصرية تستطيع فرض هيمنتها بقوة على الساحة العالمية في السنوات المقبلة. وقدم الفراعنة ملحمة حقيقية في بطولة مقدونيا بعدما فاز الفريق في جميع المباريات باستثناء هزيمة واحدة في دور المجموعات أمام نظيره الفرنسي الفائز باللقب في النسختين الماضيتين. ولم يكن اللقب فقط هو المكسب الوحيد للمنتخب المصري في هذه البطولة فقد أحكم الفراعنة أيضاً قبضتهم على الجوائز الفردية في البطولة بقيادة اللاعب أحمد هشام الذي توج بجائزة أفضل لاعب في البطولة. كما توج زميله عبد الرحمن حميد بجائزة القفاز الذهبي لأفضل حارس مرمى في البطولة وفاز زميلهما حسن وليد بجائزة هداف البطولة برصيد 51 هدفاً إلى جانب فوزه بلقب أفضل ظهير أيسر في البطولة. ومع فوز الفريق بلقب البطولة أمس، بعد فوز المنتخب المصري بالمركز الثالث في مونديال الشباب (تحت 21 سنة)، تبدو الفرصة سانحة أمام يد الفراعنة لفرض سطوتها عالمياً في السنوات المقبلة، لا سيما أن المنتخب الأول احتل المركز الثامن في بطولة العالم لليد التي أقيمت مطلع العام الجاري.

مشاركة :