سيكون اليوم (الثلاثاء) حاسماً للحكومة الإيطالية إذ قد يضفي رئيسها جوزيبي كونتي طابعاً رسمياً على القطيعة بين حزب الرابطة بزعامة ماتيو سالفينني، وحركة خمس نجوم بزعامة لويجي دي مايو، وذلك في حال تقديمه استقالته بعد 14 شهراً فقط على قيام الائتلاف الحكومي بين الطرفين. وأطلق زعيم الرابطة المعركة في 8 أغسطس (آب) إثر اتهامه شركاءه في حركة خمس نجوم بتكرار رفض مشروع خفض الضرائب ومشاريع أخرى. وأطلق سالفيني، ابن الشمال الإيطالي، اليوم تصريحات عنيفة ضد الساعين الى ائتلاف جديد بين الرابطة وحركة خمس نجوم. وقال: «ماذا ستمثل حكومة ائتلافية بين الرابطة وحركة خمس نجوم؟ أي معنى لحكومة تضم كل هؤلاء الأشخاص المعادين لسالفيني؟ الحكومة يجب ان تكون قوية لتتمكن من العمل». وكان سالفيني بدأ جولة إعلامية فور تفجيره الائتلاف، قادته إلى شواطئ البلاد حيث سعى إلى كسب أصوات في جنوب إيطاليا والضغط لإجراء انتخابات مبكرة في الخريف. وأدى انعدام الاستقرار الحكومي إلى خسارة إيطاليا ما يصل إلى خمسة مليارات دولار في سوق السندات، ويستمر التوتر في الأسواق المالية إزاء الغموض الذي يلف ثالث اقتصاد في منطقة اليورو المثقل بديونه. وكان سالفيني يعوّل على عنصر المفاجأة وإضعاف حركة خمس نجوم بزعامة دي مايو. وكان يعوّل أيضاً على استطلاعات الرأي التي تمنحه تأييداً نسبته بين 36 و38 في المائة، وهي نسبة معاكسة لنتائج انتخابات 2018 التشريعية حين حصدت حركة خمس نجوم 32 في المائة من الأصوات (بين 15 و16 في المائة في التوقعات الحالية)، ونالت الرابطة 17 في المائة. من جهته، وضع رئيس الوزراء كونتي نائبه سالفيني أمام مسؤولياته، وطالبه بتبرير قراره أمام البرلمان. وسيتحدث رئيس الوزراء اليوم أمام أعضاء مجلس الشيوخ. ويتوقع أن يتحدث سالفيني خلال الجلسة أيضاً بصفته عضواً في مجلس الشيوخ، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». ويمتلك كونتي عدداً من الخيارات، أهمها انتظار التصويت المحتمل على حجب الثقة عن حكومته، أو الاستقالة مباشرة برسالة يوجهها إلى الرئيس سيرجيو ماتاريلا. وستنتقل الكرة في هذه الحالة إلى ملعب ماتاريلا الذي سيطلق استشارات برلمانية بحثاً عن غالبية جديدة واختيار شخصية تمثّلها لتأليف حكومة.