قال سكان ومسؤولون إن الانفصاليين الجنوبيين سيطروا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء الموافق 20 أغسطس/آب على قاعدتين عسكريتين للحكومة اليمنية قرب ميناء عدن في الجنوب، مما أدى إلى وقوع اشتباكات جديدة بين الطرفين المتحالفين نظريا، مما يعرقل جهودا تبذلها الأمم المتحدة لإحلال السلام. والانفصاليون والحكومة جزء من تحالف عسكري بقيادة السعودية يحارب جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران والتي سيطرت على العاصمة صنعاء، ومعظم المدن الرئيسية في العام 2014. لكن دب الخلاف بين الانفصاليين والحكومة هذا الشهر وسيطر الانفصاليون على عدن، مقر الحكومة المؤقت، في العاشر من أغسطس آب. وقال مسؤولون محليون إن الانفصاليين سيطروا اليوم الثلاثاء على معسكرات الشرطة العسكرية والقوات الخاصة والجيش في زنغبار التي تبعد نحو 60 كيلومترا شرقي عدن في محافظة أبين. ووضع ذلك محافظة أبين فعليا تحت سيطرة الانفصاليين المدعومين من الإمارات والذين يسعون لحكم ذاتي في الجنوب، كما زاد من ضعف حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يقيم في العاصمة السعودية الرياض. وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان لها، إن "ما تشهده محافظة أبين من تصعيد غير مبرر من قبل قوات المجلس الانتقالي المدعومة من قبل الإمارات الشقيقة أمر مرفوض". وفي جبهة أخرى وعلى جبهة قتال أخرى في شمال اليمن، قال التحالف إنه شن ضربات جوية الليلة الماضية على أهداف عسكرية للحوثيين في صنعاء. واضاف اليوم الثلاثاء إن ضرباته الجوية على صنعاء أصابت كهوفا بها صواريخ وطائرات مسيرة وأسلحة. والهجوم رد فيما يبدو على هجمات للحوثيين استهدفت منشآت للطاقة في السعودية. وقد يعرقل العنف والانقسام داخل التحالف جهود الأمم المتحدة لدفع اتفاقات سلام ومحادثات لإنهاء الحرب التي راح ضحيتها عشرات الآلاف ودفعت البلاد إلى شفا المجاعة. وتدخل التحالف السني المدعوم من الغرب في اليمن في مارس آذار 2015 ضد حركة الحوثي التي أطاحت بحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا من السلطة عام 2014. وانتشرت الانقسامات مع دخول الحرب اليمنية بشكل عام في حالة من الجمود. وينظر كثيرون للصراع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران. وهدد التحالف الأسبوع الماضي بشن عمل عسكري إذا لم ينسحب الانفصاليون من القواعد العسكرية الحكومية. ودعت السعودية، التي ترغب في تركيز التحالف على محاربة جماعة الحوثي، إلى قمة لحل الأزمة في عدن لكن رفض الانفصاليين تسليم السيطرة على عدن بالكامل أدى إلى تأجيل القمة.انقسامات قال الانفصاليون المدعومون من الإمارات إن قواتهم ستواصل السيطرة على عدن حتى تتم الإطاحة بحزب الإصلاح الإسلامي، أحد دعائم حكومة هادي، والشماليين من مواقع السلطة في الجنوب. وكشف الانقسام عن اختلافات بين السعودية والإمارات، وهي الحليفة الرئيسية للرياض في التحالف وتمول الآلاف من القوات الانفصالية الجنوبية وتسلحهم وتدربهم. وقلصت الإمارات في يونيو/حزيران وجودها في اليمن. وسيطر مقاتلو المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن بعد اتهامه حزب الإصلاح، الذي تعتبره الإمارات أحد أذرع جماعة الإخوان المسلمين، بالتواطؤ في هجوم صاروخي نفذه الحوثيون على قوات جنوبية هذا الشهر، وهو اتهام ينفيه الحزب. وتشير سيطرة الانفصاليين على قاعدتين حكوميتين أخريين في محافظة أبين، مسقط رأس هادي، إلى أنهم لا يعتزمون التراجع عن موقفهم. وقال المجلس في بيان لمجلس الأمن الدولي قبل إفادة بشأن اليمن اليوم الثلاثاء في نيويورك، إن صوت الجنوب استبعد من طاولة المفاوضات لفترة طويلة، وإن المسؤولية الآن تقع على عاتق المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن لقبول الواقع الجديد على الأرض. ويسعى الانفصاليون، الذي يتهمون حكومة هادي بسوء الإدارة، إلى إحياء اليمن الجنوبي الذي كان دولة مستقلة قبل التوحد مع الشمال في عام 1990. وقالت مصادر يمنية، إن القمة السعودية المؤجلة كانت ستبحث تعديل حكومة هادي لتشمل أعضاء من المجلس الانتقالي بهدف إنهاء الأزمة. ويسوق الحوثيون، الذي ينفون أنهم أداة في يد إيران ويقولون إنهم يثورون على الفساد، عدن دليلا على أن هادي غير أهل للحكم. وكثف الحوثيون هجماتهم على السعودية عبر الحدود بالصواريخ والطائرات المسيرة في الشهور القليلة الماضية. ويحاول الحوثيون أيضا زيادة وجودهم على الساحة الدولية، إذ زاروا طهران الأسبوع الماضي حيث عقدوا محادثات مع مسؤولين إيرانيين ودبلوماسيين أوروبيين. وعينوا أيضا سفيرا لدى إيران التي عينت بدورها مبعوثا لديهم. للمزيد على يورونيوز: التحالف بقيادة السعودية يشن هجمات على أهداف عسكرية للحوثيين بصنعاء علي خامنئي: إيران ستواصل دعم الحوثيين وأدعو اليمنيين للحوار بينهم الإمارات تقلل من شأن خلاف مع السعودية بعد سيطرة انفصاليين تدعمهم أبوظبي على عدن تابعونا عبر الواتساب والفيسبوك:
مشاركة :