بيروت: فيفيان حداد لم يُفاجأ اللبنانيون بخروج الفنانة اللبنانية من برنامج «ذا فويس» بنسخته الفرنسية، بعد أن خذلها تصويت الجمهور الذي حصد أكثريته منافسها الكندي ديفيد تيبو. فكأن التاريخ أبى إلا أن يعيد نفسه عندما تكرر المشهد نفسه الذي سبق وتابعه اللبنانيون وهم يواكبون إطلالات المشاركين اللبنانيين الذين لم يحالفهم الحظ في هذا البرنامج في مواسمه الثلاثة الماضية. فكما جوني ديب وأنطوني توما وآلين لحود، كذلك آلت النتيجة إلى خروج هبة طوجي من «ذا فويس». وحصلت هبة في مرحلة نصف النهائيات التي وصلت إليها، على 23 نقطة من أصل 50 كانت بحوزة مدربها ميكا (الفنان البريطاني من أصل لبناني)، الذي أعطى في المقابل 27 نقطة منها لمنافسها في فريقه ديفيد تيبو. ورغم أن ميكا حاول أن يسير بين النقاط بحيث لا تشكّل له حساباته موقفا حرجا لا يحسد عليه من قبل الفرنسيين عامة، ويحفظ له ماء الوجه مع اللبنانيين خاصة، فإن نسبة تصويت الجمهور التي جاءت لصالح الكندي تيبو شكّلت كلمة الفصل فحسمت الأمر لصالح هذا الأخير. وجاء مرور هبة في هذه المرحلة على قسمين، بحيث أدت في الجزء الأول منه أغنية فردية بعنوان «pas la» للمغني الفرنسي فيانيه. أما إطلالتها الثانية فكانت من خلال أغنية ثنائية أدّتها مع منافسها الوحيد في فريق ميكا ديفيد تيبو. وجاءت تعليقات أعضاء لجنة التحكيم الأربعة على الأداء الأول لهبة طوجي مائلا إلى ناحيتها. فأكد ميكا أنه اختار لهبة هذه الأغنية كونها لم يسبق أن قدّمت على الشاشة الصغيرة إلا بصوت صاحبها فيانيه، وأنه أرادها بمثابة هدية لهبة في هذه المرحلة، مشيرا إلى أن هبة كانت مسيطرة على أدائها ونجحت فيه تماما. أما فلوران بانييه وردا على سؤال توجه به إليه مقدم البرنامج نيكوس إلياغاس، فقال إنه لو عاد إليه القرار لاختار هبة طوجي. أما زازو فأكدت أنها تختار من جهتها هبة كونها في استطاعتها أن تغنّي أي لون. وحدها جنيفر خرجت عن سرب زملائها في لجنة الحكم وقالت: «لا شك أن هبة تلامسني في غنائها المؤثّر إلا أنني أختار ديفيد». وكان ميكا قد علّق إثر وصلة ديفيد بأنه يتميز عن هبة في إجادته الرقص أثناء غنائه، فيقدّم استعراضا جميلا يجذب إليه الجمهور مما يشكّل الفرق بينه وبين هبة طوجي. والمعروف أن هبة طوجي هي فنانة استعراضية، سبق وقدّمت أعمالا فنيّة متكاملة بحيث رقصت وغنّت ومثّلت. وإثر الإطلالة الأولى لهبة أعلن المقدّم نيكوس إلياغاس أنه وارتكازا على قواعد اللعبة في البرنامج فإن هبة وديفيد، سيتشاركان في أداء أغنية ثنائية تضع إمكانياتهما معا على المحكّ أمام الجمهور. وبالفعل وقفت هبة طوجي تغني مع ديفيد «something stupid» لروبي ويليامز ونيكول كيدمان. وجاء أداء هبة رومانسيا بامتياز رغم أنها غنّت بطبقة صوتية منخفضة لم تظهر قدرتها الحقيقية، فيما علا صوت منافسها وكان مهيمنا على الأغنية في مختلف مراحلها. وعندما أعطي ميكا المغلّف الذي يحتوي على البطاقة التي عليه أن يملأها بنقاطه ووفقا لحساباته وتقديراته لإمكانيات كلّ من مشتركيه، قال: «أنا فخور بالاثنين فهما مختلفان في الموهبة ولكنهما في النهاية يشبهانني». أمسك اللبنانيون بقلوبهم مرة جديدة وتسمّرت عيونهم على الشاشة الصغيرة ينتظرون الإعلان عن عدد النقاط التي منحها ميكا لكل من هبة وديفيد. فهل ستغلب أصوله اللبنانية هويته الأجنبية؟ وإثر ظهورها مكتوبة على الإطار المحدد لها تحت صورة كل منهما، تبيّن أنه أعطى 23 نقطة لهبة و27 لديفيد من أصل 50 نقطة كانت بحوزته، والتي من شأنها أن تؤثّر على النتيجة النهائية كونها ستضاف إلى نسبة تصويت المشاهدين. بعدها ظهرت على الشاشة نتيجة تصويت الجمهور التي حسمت الأمر لصالح المشترك الكندي فحاز نسبة 54.3، فيما نالت هبة 45.7 أي بفارق نحو 10 في المائة من نسبة التصويت كاملة. وبذلك حصلت هبة طوجي على مجموع بلغ 68.7 مقابل 81.3 لديفيد تيبو. وقال ميكا معلّقا على خروج هبة طوجي: «لقد آن الأوان أن تقوم هبة طوجي بأعمال غنائية في فرنسا، كما أنني لم أكن أتصور الموسم الرابع من (ذا فويس) دونها». وأضاف: «بعد عملي معهما (هبة وديفيد) أجد أنني فخور لتطورهما، وعند رؤيتي لهما معا لاحظت أن الاثنين أصبحا جاهزين للانطلاق في هذه المهنة كما هو مطلوب». وكان ميكا قد أشار إلى أن أداء ديفيد في الأغنية الثنائية فاق بحنانه أداء هبة الذي نقصه إلى حدّ ما الجودة. ورغم أن النتيجة لم تكن لصالح هبة طوجي إلا أن تعليقات اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي جاءت بمجملها لتؤكّد أن هبة طوجي لم تخسر اللقب، بل إن برنامج «ذا فويس» خسرها. فغرّد أحدهم قائلا: «يا جبل ما يهزّك ريح». فيما شارك آخر بتغريدة قال فيها: «وهل نحن في انتظار رأي ميكا لنتأكد أنك نجمة غناء؟». وعلّق ثالث بالقول: «يكفي أنك رفعت اسم لبنان وشرّفت العرب وأذهلت العالم بصوتك». أما العبارة التي انتشرت على المواقع الإلكترونية تحت عنوان «هاشتاغ رسالة إلى هبة طوجي»، فهي «يكفي أنك نجمة في عيوننا وأنت الأفضل. هم الخاسرون وليس نحن». وبذلك أسدل فصل جديد من المشاركة اللبنانية في برنامج «ذا فويس»، ومع خروج هبة طوجي منه وتمنى اللبنانيون أن تكون مسك الختام. فصحيح أن هبة ربحت جولة غنائية ستشارك ضمنها في فرنسا، كما أنها لفتت إليها أنظار أكبر متعهدي ومنتجي الغناء في العالم، إلا أنهم لن يرغبوا بعد الآن في متابعة برامج هواة أجنبية معروفة حساسيتها سلفا تجاه المشاركة العربية فيها.
مشاركة :