استهدفت قوات الجيش الليبي، أمس، الميليشيات المسلحة في محور بوابة قذاف الدم ومحور غوط الريح في مدينة غريان. وعلمت «الاتحاد» أن القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية تخطط لاستعادة مدينة غريان من قبضة الميليشيات خلال الأيام المقبلة، لأنها تعتبر أقرب خط إمداد للقوات المتمركزة في ضواحي طرابلس وتعد إحدى أبرز المدن الاستراتيجية التي تخطط قيادة الجيش الليبي للسيطرة عليها. وكانت القوات المسلحة الليبية قد أحبطت مخططاً تركياً لإقامة قاعدة عسكرية في مدينة مصراتة غرب البلاد، وذلك باستهداف سلاح الجو لأساسات القاعدة العسكرية وتدميرها بشكل كامل، وذلك بحسب ما أكده مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي العميد خالد المحجوب لـ«الاتحاد». واتهم العميد خالد المحجوب تركيا وقطر بالتحالف للعبث بأمن واستقرار ليبيا، مؤكداً أن مشروع جماعة «الإخوان» يهدف لإثارة الفوضى وزعزعة أمن ليبيا، واختراق مدن الجنوب الليبي سعياً لعرقلة عملية «طوفان الكرامة» التي يقودها الجيش الليبي للقضاء على الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية في البلاد. وينتشر عدد كبير من المستشارين الأجانب غالبيتهم من الأتراك في مدينة مصراتة، ويتركز عملهم على تقديم الدعم الفني والعسكري للميليشيات المسلحة التي لا تجيد التعامل مع الأسلحة الحديثة التي يتم تهريبها من تركيا إلى مصراتة وطرابلس. ونجحت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية في تدمير قدرات الميليشيات المسلحة واستنزافها في طرابلس ومصراتة، وتسعى لتحييد الأخيرة عن التحرك العسكري الذي تقوم به القيادة العامة للجيش الليبي في عملياتها لتحرير البلاد من قبضة الميليشيات المسلحة. وتخشى مصراتة التنكيل بها من قبل القبائل والمدن الليبية التي تعاني بسبب جرائم ميليشيات مصراتة وأبرزها مهجرو مدينة تاورغاء الذين تم تهجيرهم قسرياً من مدينتهم، والدفع بهم إلى معسكرات للاجئين في العاصمة طرابلس والتنكيل بأبناء المدينة، فضلاً عن جرائم مصراتة بحق أبناء مدن بنغازي ودرنة ومرزق وبراك الشاطئ. فيما كشفت مصادر استخبارية ليبية لـ«الاتحاد» عن تحركات يقوم بها النظام القطري بالتعاون مع النظام الحاكم في الصومال، وذلك لتوفير الدعم للميليشيات المسلحة والمرتزقة التشاديين في جنوب ليبيا، لافتة إلى أن الدوحة تهدف لفتح جبهة جديدة لعرقلة عملية الجيش الليبي لتحرير طرابلس. وأكدت المصادر وجود تحركات مشبوهة في الجنوب الليبي بدعم تركي وقطري للعبث بأمن جنوب ليبيا وتغيير هوية المدن، وذلك بالدفع بمئات العناصر التشادية والأفريقية لتوطينهم في جنوب البلاد واستخدامهم رأس حربة في مواجهات مع الجيش الوطني الليبي. وأشارت المصادر إلى أن القيادة العامة تدرك المخطط الخبيث الذي تقوده الميليشيات المسلحة بالتعاون مع النظامين التركي والقطري في جنوب ليبيا، فضلاً عن محاولات الدوحة وأنقرة لتشتيت تركيز الجيش الليبي الذي يتمركز في ضواحي طرابلس تمهيداً لتحريرها من قبضة الميليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة. وفى سياق متصل، أعلن مجلس الوزراء التشادي حالة الطوارئ في ثلاثة أقاليم وسط قتال بين الجماعات العرقية المتناحرة. وقال متحدث حكومي تشادي إن الحكومة أعلنت حالة الطوارئ في إقليم تبتسى بغرب تشاد على الحدود مع النيجر، وإقليمي سيلا ووداى في الشرق على الحدود مع السودان، وأضاف أن حالة الطوارئ ستبدأ اعتباراً من أمس وحتى العاشر من سبتمبر. إلى ذلك، دعا عضو مجلس النواب الليبي الهادي الصغير إلى تشكيل قوة لحفظ السلام في مرزق وإخلاء المدينة من المظاهر المسلحة وتوفير عودة آمنة للمهاجرين، مطالباً بأن يتعهد جميع سكان المدينة بالتعاون مع القوة، وبتشكيل لجنة تعويضات للمتضررين وإعادة صيانة الممتلكات العامة التي تعرضت للضرر وإعلان مرزق مدينة منكوبة. وبين الصغير، في بيان موجه لمجلس النواب الليبي، أن الاشتباكات في مرزق أدت إلى نزوح 1285 أسرة بحسب تقارير أممية، لافتاً إلى أن النازحين يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة، مطالباً بتشكيل لجنة أزمة والتواصل العاجل مع بلديات كل من وادي عتبة وتراغن وسبها لمعرفة احتياجات النازحين وتشكيل هيئة إغاثة للنازحين وتوفير مواد الإغاثة اللازمة، بالإضافة إلى مخاطبة وزارة الصحة الليبية لاتخاذ إجراءات عاجلة لإجلاء الجرحى وتوفير العلاج لهم.
مشاركة :