يمثل موظف سابق في معسكر «أوشفيتز» النازي، أمام محكمة في ألمانيا اليوم (الثلثاء)، بعد أن اتهمه الادعاء بأنه شريك في قتل 300 ألف شخص، على رغم عدم ضلوعه في شكل مباشر في أي عملية قتل في المعسكر سيئ السمعة. وتحمل هذه المحاكمة أهمية كبيرة، خصوصاً وأنها قد تكون إحدى آخر المحاكمات الكبيرة للمحرقة النازية، في ظل بقاء عدد قليل من النازيين الذين يشتبه بأنهم ارتكبوا جرائم أثناء الحرب العالمية الثانية، على قيد الحياة. واعترف أوسكار غروينينغ (93 عاماً)، بأنه كان نازياً متحمساً عندما أرسل إلى العمل في «أوشفيتز» في عام 1942، وكان عمره آنذاك 21 عاماً. ويقول هانز هولترمان، محامي غروينينغ، إن أفعال موكّله لا تجعله شريكاً في القتل. وكان النظام القضائي الألماني يتّفق مع رأي المحامي حتى وقت قريب. وسيحضر المحاكمة بعض الناجين من «أوشفيتز» من أصحاب الدعوى القضائية، إذ تحدّث بعضهم في مؤتمر صحافي في مدينة ليونبيرغ القريبة من هامبورغ عشية بدء المحاكمة. وأكدت هيدي بوهم، وهي ناجية تعيش في نيويورك، أنها تريد سماع الحكم بإدانة غروينينغ ولكن ليس بدافع الانتقام، إذ إنها لا ترغب في سجنه الآن خصوصاً أنه رجل طاعن في السن. وأضافت: "يجب أن يعرف من يرتكبون الجرائم اليوم، أنهم سيخضعون للمساءلة في المستقبل، لذا لن يتمكنوا من التوسّل بالقول: أنا مجرد ترس في الآلة ولم أقتل". وتعدّ القضية غير عادية، خصوصاً وأن غروينينغ، وعلى عكس كثر من الرجال والنساء الآخرين الذين كانوا يعملون في معسكرات الاعتقال، تحدث بصراحة عن الوقت الذي قضاه في «أوشفيتز» في مقابلات أجريت معه، وذلك للتصدي لمن ينكرون المحرقة النازية على حدّ تعبيره. وروى غروينينغ الجرائم الرهيبة التي شهدها في المعسكر، ووصف نفسه بأنه «ترس صغير في العجلة»، فيما أوضح أنه لم يقتل أحداً قط، لذا يعتبر نفسه بريئاً من الناحية القانونية. وكانت وظيفة غروينينغ في المعسكر، جمع ممتلكات الأشخاص الذين يتم ترحيلهم لدى وصولهم، حيث يتم إخضاعهم لعملية فرز من الممكن أن تنتهي بإرسال كثر منهم إلى غرف الغاز.
مشاركة :