فاطمة من «الحلبة»: هوكي الجليد ليس حكراً على الرجال

  • 8/22/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

من أجل شغف غير نمطي، تركت المواطنة فاطمة آل علي هوايتها الأولى (التصوير)، لتبدأ رحلة جديدة منذ ثماني سنوات مع لعبة تتطلب إتقان فنون التزلج بشكل جيد، وقواعد التوازن، ومهارات «خشنة»، يراها البعض حكراً على الرجال، ولا تناسب الجنس الناعم. فمن مجرد متابعة لأفلام الهوكي في صغرها، تحولت فاطمة بعد تغيير مسارها إلى لاعبة بالمنتخب الوطني لهوكي الجليد، لتفرض نفسها كواحدة من أبرز الوجوه الإماراتية النسائية في هذا المجال، وتحقق إنجازات لافتة، إذ أصبحت أول محكم دولي إماراتي، ومساعد مدرب لرياضة هوكي الجليد في الشرق الأوسط. بداية الرحلة وعن تفاصيل رحلتها في عالم هوكي الجليد؛ تقول فاطمة، في حوارها مع «الإمارات اليوم»: «عندما كنت في العاشرة جذبتني الأفلام التي تخص هذه اللعبة، وكنت أجهل قواعدها، حتى عمر الـ18 عندما كنت أعمل مصوّرة هاوية، ووجدت إعلاناً عن بطولة هوكي الجليد للرجال، وكانت المرة الأولى التي أشاهد فيها مباراة كاملة، وعقب ذلك تم اختياري لأسجل بالصور مباريات المنتخب كافة». وتضيف: «في عام 2010 تم تكوين أول فريق نسائي لهوكي الجليد في الإمارات، وكلفت حينها أيضاً بالتصوير، لكن جذبتني اللعبة، ووقعت في عشقها، وانتقلت من التصوير إلى ممارسة اللعبة، واكتساب فنونها واكتشاف أسرارها». تدريب أكثر أرادت فاطمة قضاء المزيد من الوقت على الجليد، فبدأت بالتدرب أكثر، كما خضعت لدورة لتصبح حكماً حتى تتعلم أسرار هذه الرياضة لتصبح لاعبة، كما نجحت في أن تصبح أول امرأة عربية تشرف على بطولة عالمية للاتحاد الدولي لهوكي الجليد (IIHF)، ليس مرة واحدة فقط، بل لمرتين. واستطاعت خلال ثماني سنوات المشاركة في العديد من البطولات الدولية، أبرزها بطولة هونغ كونغ التي تمكن فريقها فيها من إحراز المركز الأول، كما نال المنتخب المركز الثاني على مدار دورتين في بطولة التحدي الآسيوي، تحت إشراف الاتحاد الدولي لهوكي الجليد. وتحرص فاطمة على التدرب بصالة التزلج الوحيدة بمدينة زايد الرياضية في أبوظبي، مع فريقها مرتين أسبوعياً، وبمفردها ثلاثة أيام، فيما تشرف أربعة أيام على تدريب الأطفال من هواة هوكي الجليد، مؤكدة أنها تمكنت خلال فترة قياسية من أن تكون أول إماراتية كمساعد مدرب ومحكم دولي لهوكي الجليد في الشرق الأوسط. وتؤكد: «استطعت اكتساب العديد من المبادئ، التي أهمها أن هذه اللعبة ليست بالسهلة وتحتاج إلى إتقان أكثر من مهارة في آنٍ، كتعلم فنون التزلج بشكل جيد، وقواعد التوازن بين الجسم والعصا للتحكم بالقرص للتمرير والتسديد لتسجيل الأهداف». وترفض وصف البعض الهوكي بأنها لعبة قاسية وعنيفة لا تصلح للنساء، بل على العكس، هي من وجهة نظرها: «لعبة مثيرة وسريعة، وبالتدريبات الشاقة يمكن للفتيات التميز فيها، وهي من أهم الأنشطة التي تشبع رغبة عشّاق السرعة والإثارة معاً، ومجال مفتوح للتميز والإبداع، والوصول إلى العالمية، ورفع اسم الإمارات في المحافل الدولية، لاسيما مع الدعم الكبير الذي توفره القيادة». موقف لا ينسى وعن المواقف التي مرت بها ولا تنساها خلال رحلتها مع هذا الشغف، تتذكر فاطمة آل علي حينما رآها بيتر بوندرا، لاعب فريق واشنطن كابيتالز المعتزل، الذي لم يُخفِ إعجابه بموهبتها، بل اعترف ببراعتها خلال إدارته دورة تدريبية في أبوظبي عام 2016، موجهاً دعوة لها للسفر إلى واشنطن في 2017، بالتعاون مع «طيران الاتحاد»؛ من أجل منحها فرصة مشاهدة المباراة والتدرب مع فريق «كابيتالز» الذي تشجعه، وحظيت إلى جانب ذلك بشرف إسقاط القرص الاحتفالي الذي يشير إلى بدء المباراة ضد فريق «ديترويت ريد وينغز». وتصف اللاعبة الإماراتية هوكي الجليد بالرياضة التي تنمي القدرات «لأنها تعتمد على الخدع في تسديد الضربات، ومهارات عالية في التوجيه والحركة، وهو جانب مهم جداً في تنمية القدرات، ويمنح اللاعبة قدرات عالية في سرعة البديهة وحسن التصرف في كَسر من الثانية، لتسديد ضربة خادعة، وهو أمر لا يعتمد على القوة البدنية والخشونة، بل هي مهارات وقدرات ذهنية، ما يجعلها لعبة تناسب (النواعم)». وتؤكد أنها لم تلقِ بالاً لنظرات التعجب من البعض الذين يصفون رياضة الهوكي بالرجالية والتي لا تصلح للنساء، لإيمانها بما تمتلكه من مهارات تجعلها تتميز في هذا المجال، ما دفعها إلى الاستمرار والمثابرة وإحراز المزيد من الإنجازات التي تتمنى أن تضاف إلى رصيد الفتاة الإماراتية في عالم الرياضة غير النمطية. التجربة خير برهان توجه فاطمة آل علي دعوة إلى بنات الإمارات بالانضمام لفريق هوكي الجليد للسيدات، مؤكدة أنها لعبة ليست صعبة، ولا خاصة بالرجال وحدهم، متمنية أن تشهد الدولة في الفترات المقبلة إنشاء المزيد من الأكاديميات والمدارس المتخصصة في هوكي الجليد، التي تستوعب المئات من الفتيات في مختلف الأعمار. وتعتبر أن «ممارسة هذه اللعبة لا تحتاج إلا للتدريبات للتميّز فيها، والتجربة ستكون خير برهان، لأنه لا يعقل أن تحكم على الشيء ما لم تجربه، وستجد الفتيات أنها لعبة خالية من الاحتكاكات المؤذية، وتناسب القيم والعادات والتقاليد الإماراتية والعربية، من حيث الزي المحتشم». • فاطمة آل علي.. أول عربية تشرف على البطولة العالمية للاتحاد الدولي لهوكي الجليد لمرتين. • 8 سنوات بين أسرار هوكي الجليد، قضتها فاطمة التي تحلم بتحقيق مزيد من الإنجازات.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :