وسط حالة من الغليان السياسي، بدأ الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، أمس الأربعاء، مشاوراته مع القوى السياسية، ومن ضمنها يسار الوسط، لتلقّي مقترحاتها بشأن تشكيل ائتلاف حاكم جديد، مع السعي إلى تفادي عقد انتخابات مبكرة في الخريف مهما كلف الأمر.ويسعى ماتاريلا، الذي يملك مفاتيح حل الأزمات الحكومية، إلى حلّ الأزمة، بعد استقالة رئيس الوزراء جوزيبي كونتي أمس الأول. ويستقبل رئيسي مجلس الشيوخ والبرلمان، ثم الكتل البرلمانية كافة. وتنتهي المشاورات اليوم بلقاء مع حركة «خمس نجوم» التي حققت الغالبية (32%) في الانتخابات البرلمانية العام الماضي.ورغم تقدم زعيم حزب «الرابطة» اليميني المتطرف ماتيو سالفيني، في استطلاعات الرأي بنسبة تأييد تراوح بين 36 و38%، لكنه لا يملك سوى نسبة 17% من مقاعد البرلمان. ويريد سالفيني أن يطلب من الرئيس سلوك «الطريق المباشر» نحو الدعوة لانتخابات برلمانية مبكرة. لكن ماتاريلا متردد بشأن الدعوة لانتخابات مبكرة في وقت تعاني فيه البلاد صعوبات اقتصادية وديوناً. وسيصغي الرئيس لاقتراحات كافة الأطراف قبل أن يتخذ قراراً قبل غد. وأوضح الصحفي من صحيفة «لاستامبا» أوجو ماجري أمس، أن «ماتاريلا لن يضيع الوقت، ولن يسمح بأن يقوم الآخرون بتضييعه. سيطلب الوضوح والإيجاز من أجل تفادي مناورات المماطلة». وأشار إلى أن المشاورات بدأت أمس ويفترض أن تنتهي مساء اليوم.من جهة أخرى، أعلن الحزب الديمقراطي (يسار الوسط) على لسان رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي، استعداده دراسة فكرة التحالف مع حركة «خمس نجوم» لتشكيل حكومة «مؤسساتية» يقودها من جديد كونتي. لكن الفكرة لا تحظى بتأييد في أوساط الحزب الديمقراطي. وقال رينزي في حوار صحفي، إنه يأمل «أن تفتح صفحة جديدة لإيطاليا». ويرى أن «اتفاقاً بين حركة الخمس نجوم والحزب الديمقراطي قد يكون حلاً»، رغم عداوتهما السابقة.لكن الفكرة لا تحظى بتأييد في أوساط «الديمقراطي» الذي أبدى رئيسه نيكولا زينجاريتي تردداً بشأن حكومة ثانية برئاسة كونتي على اعتبار أن حكومته الأولى قدمت تنازلات بشأن تشديدات أمنية دفع نحوها سالفيني عندما كان في الحكومة.وتخشي «خمس نجوم» من رينزي الذي يمكن أن يغتنم الفرصة لتولي رئاسة الحزب «الديمقراطي» مجدداً.وبدأت الأزمة الإيطالية، قبل نحو أسبوعين، مع انسحاب سالفيني من الائتلاف الحكومي بعد 14 شهراً من تشكيله مع حركة «الخمس نجوم» التي اتهمها بمعارضة مقترحاته، وطالب بإجراء انتخابات برلمانية مباشرة. (أ.ف.ب)
مشاركة :