أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، أنه سيلتقي مسؤولين إيرانيين قبل قمة مجموعة السبع التي تبدأ أعمالها السبت في مدينة بياريتس الفرنسية، للعمل على مقترحات لحماية الاتفاق حول النووي الإيراني. وقال ماكرون للصحافيين المعتمدين لدى الرئاسة الفرنسية: "سألتقي في الساعات المقبلة، قبل مجموعة السبع، الإيرانيين في محاولة لاقتراح بعض الأمور" للمساعدة في تهدئة التوتر بين واشنطن وطهران. واعتبر أن "هناك حاجة إلى عقد اجتماع قمة حول كيفية التعامل مع قضية إيران، لدينا خلافات حقيقية داخل مجموعة السبع". وكشف ماكرون أنه سبق واقترح على إيران الإعفاء من بعض العقوبات المفروضة عليها أو آلية للتعويض عن الأضرار التي تسببها هذه العقوبات، وذلك مقابل التزامها الكامل بالاتفاق النووي. وأضاف ماكرون: "نريد التزاماً إيرانياً كاملاً بالاتفاق النووي ومفاوضات أوسع بشأن قضايا أخرى مع إيران". وقال ماكرون: "ما أتوقعه من إيران هو ان تبقى في الاتفاق وأن تتجنب كل تصعيد". وأضاف: "ما آمله من الولايات المتحدة ومن النقاش في مجموعة السبع هو توضيح الاستراتيجية" الآيلة لدفع الإيرانيين إلى التحرك. واكد الرئيس الفرنسي: "نحن في لحظة مصيرية لأن الإيرانيين بعثوا برسائل واضحة للغاية، مع تخصيب رمزي (لليورانيوم) في الأسابيع الأخيرة، لكنهم أعلنوا عن تدابير إضافية في ايلول/سبتمبر وفي نهاية العام وهم حاليا بصدد بناء إستراتيجية الخروج من الاتفاق". وأوضح: "لقد قدمت اقتراحات إما بتخفيض العقوبات (التي تستهدف إيران) أو آليات التعويض للسماح للشعب الإيراني بالعيش بشكل أفضل.. مقابل التزامات واضحة بعودة (إيران) إلى التزام صارم بالاتفاق وكذلك الالتزام باجراء مفاوضات جديدة (بشأن الصواريخ والنفوذ الإقليمي لإيران)، وفقاً لما يتمناه الأميركيون ونتمنى". وحذر ماكرون من أن "استراتيجية خروج إيرانية من الاتفاق تنطوي على مخاطر كبيرة بالنسبة لإيران وللمنطقة بأسرها". وقال إن "إستراتيجية (أميركية) لزيادة التوتر، وفرض عقوبات إضافية ستكون محفوفة بالمخاطر لأن لا أحد يستطيع معرفة العواقب المباشرة أو غير المباشرة بالنسبة للمنطقة". وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد ذكر هذا الأسبوع أنه سيلتقي مع ماكرون ووزير الخارجية الفرنسي في باريس يوم الجمعة. وكان جواد ظريف باشر جولة دبلوماسية عالمية قادته إلى فنلندا ثم السويد والنرويج على أن يكون في فرنسا الجمعة. كما من المقرر أن يزور بكين "الأسبوع المقبل"، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. وقال دبلوماسيان فرنسيان لوكالة "رويترز" إن اجتماعا مشتركا سيُعقد على الأرجح يوم الجمعة لكن لم يُعلن عنه بسبب حساسية الملف الإيراني. وسعت فرنسا خلال هذا الصيف للعب دور الوسيط مع تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، لكن لم يحدث تقدم يذكر. وفرنسا هي بين القوى الكبرى الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، ورغم انسحاب الولايات المتحدة منه وإعادة فرض عقوبات قاسية على طهران، تسعى باريس جاهدة للحفاظ عليه. ورداً على الانسحاب الأميركي من الاتفاق وعجز الدول الأوروبية عن مساعدة إيران على الالتفاف على العقوبات الأميركية، أوقفت طهران في تموز/يوليو الماضي التقيد ببعض ما هو وارد في الاتفاق.
مشاركة :