ننشر نص العظة الأسبوعية للبابا تواضروس الثاني

  • 8/22/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ألقى البابا البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية العظة الأسبوعية من كنيسة العذراء مريم والأنبا رويس – العباسية.وجاء نص الكلمة كالتالي: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمة ورحمتة من الآن وإلى الأبد آمين. كل سنة وحضرتكم طيبين بمناسبة نهاية صوم السيدة العذراء وغدًا العيد الذي نحبه نكثيرًا في كنيستنا وأمنا العذراء نتكلم عنها كثيرًا عن رائحة المسيح التي فيها نحبها ونطوبها "كما قالت هوذا منذ الأن جميع الأجيال تطوبني"تكملة سلسلة النعم السبع التي نشكر عليها الله كل يوم "نشكرك يارب لأنك سترتنا وأعنتنا وحفظتنا وقبلتنا إليك " اليوم سوف نتأمل في النعمة الخامسة التي هي خاصة بالعذراء مريم " أشفقت علينا وعضدتنا وأتيت بنا إلى هذه الساعة "" أشفقت علينا" هذه النعم نصليها بصورة جماعية ونصليها في صلواتنا الخاصة وتدخل في الصلوات الطقسية ولها طريقتها ونغمتها ولها البخور الخاص بها ولها الرشومات التي ترشم أثنائها، فهي صلاة شخصية وصلاة طقسية ونصليها كصلاة جماعية بمعنى نصليها بنيابة عن الجميع،وبها سبع نعم عامة لنا جميعًا كما يعطي الله جميع البشر الهواء والماء والنور "عطايا الله العظمة" من عطاياه أيضًا أنه يعطينا هذه النعم السبع في حياتنا كل نعمة هي نعمة يعطيها الله لنا جميعا ويسكبها على كل البشر. "نعمة الشفقة " وهي كلمة بها حنية ولها مترادفات كثيرة، الشفقة تعني الرحمة والرأفة والتعزية وتعني الأحساس بالأخرين مثل أمنا العذراء في موقف عرس قانا الجليل شعرت بالمأزق الذي فيه أهل العرس وذهبت للسيد المسيح وقالت له "ليس لهم خمر" وكلمة خمر في مدلولتها في معاني الكتاب المقدس تعني كلمة الفرح وكأنها تقول له " يعيشوا في حزن" ولأن العهد القديم بأكمله لم يكن فيه فرح الخلاص، كيف فهمنا أنها تقصد فرح الخلاص؟ لأن إجابة السيد المسيح أجابة خلاصية "مالي ولك يا أمرأة لم تأتي ساعتي بعد " ساعتي تعني ساعة الصليب وهي قمة الرحمة والشفقة لبني البشر، العذراء مريم تعطي لنا نموذج مصغر لأحساسها كإنسانه بشعور الأخرين ومشاكلهم والسيد المسيح في أجابته يقدم لنا أن ساعة الرحمة الشاملة والكاملة هي ساعة الصليب، وكانت أول آيه يقوم بها السيد المسيح بعد ثلاث سنوات من هذا الحدث صلب السيد المسيح على الصليب وقدم الفداء والرحمة لكل البشر، ولذلك أكثر كلمة نستخدمها في صلواتنا " أرحمنا يا الله" ونقولها في أشكال كثيرة وكما نقول في مزمور التوبة وفي مقدمة المزمور نقول " أرحمني يا الله كعظيم رحمتك" (عظيم رحمتك) تعني عظيم الشفقة إي شفقت الله لا تنتهي، أعمال السيد المسيح كلها لا تخلوا من فعل الرحمة ( معجزات - أمثال – مقابلات) المعجزات كلها شفاء مرضى أو أقامة موتى كلها تحمل روح الشفقة والرحمة، عندما يمر على الإنسان المطروح عند البركة ويقول له " تريد أن تبرأ" لا أحد سأل المخلع طوال ال٣٨ سنة هذا السؤال فعندما أجاب المخلع، المسيح كلي الحنية قال له "قم وأحمل سريرك وأمشي" وأعطاه نعمة الرحمة والشفقة التي كان يحتاجها الرجل، وأمثال السيد المسيح كلها يوجد بها الرحمة "مثل الابن الضال" عندما عاد لم يجد في أبيه إلا عنصر الشفقة والرحمة "تحنن عليه أبوه" حتى في مقابلات السيد المسيح، مثال مقابلته مع نيقوديموس والمرأة السامرية ونازفة الدم والمرأة الكنعانية وتحنن عليهم وتقابل مع زكا وتحنن عليه، إذا خرجت الأن وقابلت السيد المسيح أمام الباب ماذا سوف تقول له ؟ سوف تقول له" أرحمني يا الله " الطلب الأول والأخير الذي نطلبه من شخص السيد المسيح هو الرحمة، سوف نذكر مواقف من الكتاب المقدس تظهر الله الشفوق الرحيم الذي يتحنن على جنس البشر، نبدأ عندما ظهرت شفقة الله وأوجد أول إنسان " آدم " وعندما رأى آدم وحيد " ليس جيدًا أن يكون آدم وحده فأصنع له معينًا نظيره" وخلق له "حواء" كانت خلقة آدم وحواء وحتى خلقة حواء بطريقة خاصة من آدم كانت نوع من شفقة الله على الإنسان وبعد السقوط في الخطية وكسر الوصية" صنع لآدم وحواء أقمصة من جلد والبسهما " نوع من الشفقة والرحمة، في قصة لوط كان الملاكان يُعجلوا من خروج لوط وعائلته من البلد التي سوف تحرق بنار وكبريت يقول الكتاب " لما توانى أمسك الرجلان بيده وبيد امراته وبيد أبنتيه لشفقة الرب عليه"، يعقوب أبو الأباء عندما تزوج ليئة ثم تزوج راحيل، ليئة كانت أقل جمالًا من أختها راحيل وكان يعقوب يحب راحيل أكثر من ليئة ولكن لأن الله يشفق على ليئة فأعطاها نسل قبل راحيل، شفقه الله على المساكين والفقراء نجد الكتاب المقدس مليء بالآيات التي تتحدث عن هذا الموضوع" يشفق على المسكين والبائس ويخلص أنفس الفقراء" ويتكلم عن الغريب واليتيم والضيف وكل أناس يكون في احتياج، شفقة الله لا نستطيع أن نتكلم عليها أو نوصفها بتمام الوصف، في العهد القديم كان حزقيا ملكًا صالحًا " فجاء له إشعياء وقال له " الرب يقول أنك تموت ولا تعيش" فبكي حزقيا وصلي إشعياء للرب وقال له كيف أن حزقيا الملك صار أمامه بالأمانة وبقلبًا سليم، فأشفق الرب على حزقيا واستجاب لصلاته وفلم يخرج إشعياء من المدينة حتي أمره الرب أن يعود للملك حزقيا مرة أخرى وقال له، قل له أن صلواتك قبلت وتحنن الله عليك ومد في عمرك ١٥ سنة، "قد سمعت صلاتك ورأيت دموعك ها أنا ذا أشفيك وأزيد على أيامك خمسة عشر سنة" الشفقة... شفقة الله علينا في كل أحوالنا وفي أمور كثيرة قد لا نلاحظها، العام الماضي قمنا بعمل مؤتمر كبير لشباب من كنائسنا في العالم ولحرارة الجو خفنا على الشباب فصلى الخدام للرب ليجعل الجو مناسب وتمجد الله وكان الجو معتدل في هذا الأسبوع، شفقة الله وحنانه، رحمة الله التي يتحنن بها علينا، في العهد الجديد شفقة السيد المسيح تخللت كل شيء عندما قابل أثنان من العميان يجلسان على الطريق " سمعا أن يسوع مجتاز فصرخا قائلين، ارحمنا يا سيد يا ابن داود فتحنن يسوع ولمس أعينهما فللوقت أبصرت أعينهما وتبعاه"، أشفق على المرأة الكنعانية التي كانت تصرخ " بنتي مجنونة" والسيد المسيح يدخلها في امتحان صعب ويقول لها " ليس حسنًا أن يأخذ خبز البنين ويلقى للكلاب" ولكن المرأة الكنعانية في إيمان ثابت قالت له "وأيضا الكلاب تأكل من الفتات الساقط عن مائدة أربابها" فنظر لها السيد المسيح وقال لها "عظيم هو أيمانك" وتحنن عليها وشفى ابنتها، يشفي الأبرص ويقيم ابن أرملة نايين ويقول لها " لما رأها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي ولمس النعش وأقام ابنها ودفعه إلى أمه"، وأمنا العذراء الحنون هي أيضًا تحن على البشر وتتشفع عنهم مثل ما قامت به في عرس قانا الجليل، السيد المسيح عندما قام بمعجزة أشباع الجموع يقول الكتاب " أني أشفق على الجمع لأن الأن لهم ثلاثة أيام يمكثوًا معي وليس لهم ما يأكلوا ولست أريد أن أصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق" تحنن عليهم، والجميل أن شفقة الله وحنانه ليست على البشر فقط ولكن على الحيوان أيضًا فيقول " لا تحرث على ثور وحمار معًا" لأن الثور أقوى من الحمار وهذا به تعب وألم للحمار، وهناك مواقف كثيرة وخرجت من الكتاب المقدس جمعية "الرفق بالحيوان" وأيضًا حقوق الإنسان Human Rights أغلبها من الكتاب المقدس وهي شكل من أشكال الرحمة، وأيضًا شفقة الله على الطيور " المعطي البهائم طعامها ولفراخ الغربان التي تصرخ"،، وأيضًا شفقة الله على الأرض يقول " ست سنين تزرع أرضك وتجمع غلاتها وإما السبعة فتريحها وتتركها...ليأكل فقراء شعبك وفضلتهم تأكلها وحوش البرية"، الرحمة صفة من الصفات العالية التي يتميز بها الإنسان ولكن للأسف الشديد الإنسان يصيب قلبه القسوة يقوم البشر بحروب بينهم والحيوانات لا يقوموا بهذا، الإنسان يتخلي عن الرحمة التي في قلبه " كونوا رحماء كما أن اباكم رحيم"، كيف ينال الإنسان شفقة الله ورحمته...أولا: التوبة التوبة تجعل الله يسكب عليك كل البركات، وتُفرح السماء " السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب " فالتوبة هي التي تسكب رحمة الله على الإنسان يوم ما تاب الابن الضال كان كل ما يتمني أن يكون أجير عند أبوة لكن أبوة قبله وتحنن عليه لم يكن في تفكيره هذا ولكن توبته جلبت كل هذه العطايا " كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه لأنه يعرف جبلتنا يذكر أننا تراب نحن " توبتك تجعل الله يتحنن عليك ثانيًا: التسامحأن يكون لديك القدرة على التسامح هناك مشكلات في العالم تستمر لسنوات كثيرة وتخيل لو طرف صالح الطرف الأخر ينتهي الصراع " أغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا" " أن لم تغفر للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضا زلاتكم" علم نفسك أنك تقدر تسامح، قد تبدوا كلمة سهلة ولكنها صعبة في التطبيق، سامح واصفح لتنسكب عليك رحمة الله وشفقته.ثالثًا: عمل الرحمةعلم نفسك تعمل أعمال رحمة بكل شكل، ضع أمامك الآية " كونوا رحماء كما أن أباكم هو رحيم" شفقتك على الإنسان الضعيف هناك من يتلذذ بإزلال الأخر وتعذيب الأخر كل هذه اللأفعال تطيح بالإنسان بعيدًا عن السماء وأنت تقف تقول " نشكرك لأنك اشفقت علينا " الله يشفق عليك وأنت لا تشفق على أخيك الإنسان مهما كانت قرابته لك، علم نفسك وأنت تحتفل بعيد العذراء أمنا الحنون تضع أمامك هذه النعمة التي يسكبها الله عليك " نعمة الشفقة" علم نفسك عينيك كيف تكون رحيمًا؟ لكي تتمتع برحمة الله، أبحث عن أي قساوة في قلبك وقل له يارب بشكرك لأنك أشفقت علينا وأعطيني نعمة أن اشفق على الأخرين هذه هي النعمة رقم ٥ في صلاة الشكر وكل سنة وأنتم طيبين لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلي الأبد آمين.

مشاركة :